كلمات في رثاء العالم الشهيد محمد أمين عبد اللطيف


 

     

 

العالم الشهيد محمد أمين عبد اللطيف نائب مجلس القضاء الموحد بحلب
 
فجعت حلب الشهباء في جملة فواجعها الكبرى عصر الأربعاء 17 من شعبان 1434 الموافق 26 حزيران 2013 باستشهاد العالم النبيل والحقوقي الأصيل الأستاذ محمد أمين عبد اللطيف ، جراء قصف مدفعي قصفته القوات الأسدية الإرهابية الغازية لمدينة حلب عند دوار حي الحيدريَّةبحلب .
والشهيد محمد أمين عبد اللطيف كان مدير المكتب القانوني في المجلس الانتقالي الثوري السابق، وأحد مؤسسي المجلس المحلي لمحافظة حلب. وكنت تشرفت بالتعرف عليه في حلب الشهباء بعد غياب عنها أكثر من ثلاثة وثلاثين عاما، وأحببته من أول لقاء به، وكأنَّ حاجز الزمان والمكان بيننا لا وجود له بيننا ، وكأنني ألقى إخواني في حلب من أمثال الشيخ موفق سيرجية، ووليد عطار، وعصام قدسي، وهمام الشامي ،و.... .
 
وقد استمرت الصلة بيننا ،فكان يرسل لي الرسائل المتتابعة ، ومن أواخر رسائله: رسالة يشكو فيها حال العاملين في مجلس القضاء وحاجتهم إلى الدعم ، مع تفاؤل وأمل لا تنطفئ جذوته. وكم كنت أمنَّي النفس أن يتجدد اللقاء به في زيارتي القادمة لحلب ، لأقتبس من علمه وحكمته، وأستفيد من تجربته، وأوثق الصلة بإخوانه الكرام الذين سعدت بلقائهم في الزيارة القصيرة الماضية لحلب ، وأسأل الله تعالى كما أسعدني بلقائه وأخوَّته ومحبته ، أن يكرمني بصحبته مع إخوانه الشهداء الذين اتخذهم الله سبحانه، واصطفاهم لديه .
 
وأحببت أن أقدم لإخواني هذه الطاقة العطرة من الكلمات التي وقفت عليها مما كتبه إخوانه ومحبوه ،وهي تعرف ببعض مزايا هذا الشهيد الكريم .
 
كتب المهندس الدكتور جلال الدين الخانجي في رثائه هذه الكلمات :
أخي محمد أمين....
رحمك الله في الصالحين، وتقبلك في الشهداء المقربين، وجمعنا وإيّاك في صحبة المصطفى على الكوثر يوم الدين.
على كثرة معرفتي بالقضاة والمحامين، فقد كان رحمه الله من جيل آخر، معرفتي به قبلا سطحية و باهتة، ولم تتوثق إلا مع المفاوضات التي سبقت تشكيل المجلس الانتقالي الثوري في محافظة حلب، عرفته وتعرفت إليه، وكان ثالث ثلاثة هاجروا من المدينة التي عاشوا فيها وأحبوها وعشقوا أوابدها ، هاجروا من حلب التي في يد النظام إلى حلب المحررة، بعد يوم من الإعلان عن تشكيل المجلس الانتقالي، لا هرباً من مواجهة النظام ولكن لاختيار مواجهة من نوع آخر- رأوها هم وأصحابهم- أكثر نفعا وأجدى أثرا، وقد كان كذلك أعني المجلس الانتقالي الثوري.
كان محمد أمين خير صاحب في السفر، وقد كانت أسفارنا في ربوع محافظة حلب كثيرة، وخير صديق في الحضر، وخير شريك في العمل.
 
 كان من أعمدة المجلس الانتقالي وألمع رجاله، كان رئيسا مؤقتاً، وكان رحمه الله يؤكد صفة التوقيت، للمكتب الحقوقي في المجلس، قاد مكتبه خير قيادة مع ضعف الإمكانيات المادية للمجلس، كان يقود المكتب الحقوقي بطريقة مهنية مؤسساتية، ويرفض التدخل في شؤون المكاتب الأخرى رغم الحاجة للتدخل في بعض الأحيان، ويرفض بشكل صارم تدخل المكاتب الأخرى في شؤون مكتبه، كان رحمه الله متحمساً لمجلس القضاء الموحد منافحاً عنه، وكان في رئاسته يوما، كان كثير الصمت وإذا تكلم انهدر كالسيل مدافعاً عن رأيه، مرافعاً عن قناعاته، لا يلين ولا يستهين، كان رحمه الله قارئا باحثا من الطراز الرفيع، لا تغادر أنامله أزرار الحاسب المحمول، باحثا في الشابكة عن مقالة جديدة وخبر طريف، ولا يفوته الاطلاع على أيِّ كتاب يقع تحت يده، كان صادقا في النصح، أمينا في المشورة، وقد أشار علينا ذات يوم باستخدام أخيه محمد خير في المجلس، وظننا أن الأمر من باب رعاية القرابة، وكان الأمر غير هذا، فأخوه من أفضل العاملين وأنشط المستخدمين، وكان قويا أمينا.
 
   كان محمد أمين رحمه الله ذا ثقافة شرعية متمكنة لتخرجه في الثانوية الشرعية، وذا معرفة حقوقية شاملة عميقة، كان محاميا بامتياز، وكان ذا اطلاع واسع على الأنساب والأشخاص والأسر والشيوخ، وفي محافظة حلب خاصة..
كان رحمه الله محمودا في صفاته، أمينا صادقا في علاقاته، لطيفا في أخلاقه ومعشره، وكان مصداق القول المأثور: لكل امرئ من اسمه نصيب
إلى لقاء قريب أخي محمد أمين على كوثر المصطفى في حضرة الرب الكريم.
أخوك المحب جلال الدين خانجي الراجي الدخول في شفاعة شهادتك يوم القيامة
 
وكتب صديقه المحامي الأستاذ علاء السيد في رثائه هذه الكلمات:
محمد أمين عبد اللطيف لا يليق بك إلا أن تكون شهيدا
  
علامة في الأمور الشرعيَّة ، حافظ للقرآن الكريم بأكثر من قراءة ، عالم بالمخطوطات القديمة و خاصة مخطوطات القرآن الكريم، ويتقن أغلب فنون خطها ، نسابة في أصول القبائل و العشائر ، محامي شريف و نقي مترفع عن الدنيا .
اعتاد في كل صلاة جمعة أن يزور الشيخ يوسف هنداوي ( فرج الله كربه ) في جامع أبو حنيفة النعمان، ثم يزورني لنتبادل الكتب النادرة و الأحاديث و ندرس المخطوطات ، زودني بأضخم مكتبة الكترونية شاملة أهديت لي بحياتي يقدر حجمها بأربعمائة غيغا ، اكتشفت بنقاشاتنا أنه اطلع على أغلب كتبها .
كان يحضر معه ابنه الشاب الصغير الوحيد ، ومرة وصل هذا الشاب الصغير لاهثاَ متأخرا بعض الشيء بعد وصول والده ، فسألته عن سبب تأخره ؟
فأجابني : ( الله أكرمني اليوم و لحقت المظاهرة الطالعة بالجامع القريب منكم).
قلت لأمين : هو ابنك الوحيد ألا تخشى عليه؟
فضحك وقال : ما بيصير له شي...
عندما استشهد صهره زوج ابنته ابن السابعة والعشرين عاماً، في إحدى مظاهرات الصاخور غاب لمدة شهر، و تغير بعدها أمين كثيراً ،وغابت ضحكته الدائمة، كان الألم يعتصره .
في آخر حديث بيننا سألته عن أوضاع أوجيني الفتاة المسيحية المريضة نفسيا ، والتي كانت نزيلة مشفى ابن خلدون للأمراض العقلية و التي أخذها معه أبو صدام ليتزوجها وتعلن إسلامها عندما دخل تلك المشفى بسلاحه.
فأجابني : (حركنا الدعوى العامة عليه بجرم إكراه فاقد الأهلية على اعتناق الإسلام و على الزواج ، و لن ينجو بفعلته و عندما نقبض عليه سأخبرك و لا تنشر عن الموضوع شيئا حتى لا يفر ، وسنعيد أوجيني لأهلها).
علماً أن غيره لم يهتم بإثارة هذا الموضوع و لم يعبأ به.
 
 
كان متنوِّراً ، مرحاً ، صاحب نكتة ، مسالماً ، لم أناده يوما إلا بالشيخ أمين و يا ليت كل المشايخ مثله.
مجرد وجوده في أي نشاط أو هيئة كان يبعث الاطمئنان على توازنها ووسطيتها ، بوجوده كانت الامور أحسن ، و بغيابه صارت أسوأ.
 
  صديقي الشيخ أمين الشهادة بتلبقلك...
 
وكتب الأخ الناشط أسامة الخراط في رثائه الكلمات التالية :
 
كلما كفكفت دمعي ... أجدني أرجع للأوراق والأقلام والآلام أكتب نعياً جديداً لصديق آخر ... ربي أنزل علينا صبرك ورحمتك ... فإن قلوبنا والله قد تفطرت ..
ولا أدري ما أقول لكم عن شهيد اليوم ...
هو رجل نادر تعرفت عليه في خضم الثورة ... فكان نعْم الصديق وأحسن معين ...
تقاسمنا الزاد وتجاورنا في الفراش ... علمني كثيرا عن أسرار الثورة ... وكنت كلما أشكل عليَّ شيء فيها .. ذهبت لعنده فأعطاني الخلاصة والجواب الشافي.
كان يخاف علينا عندما كنا نسكن معا في مقر الشيخ نجار بحلب، وكلما سمع صوت الطائرات تراه خرج يراقبها .. ويرجع بهدوئه المهيب ليقول: يا شباب الله يرضى عليكم انزلوا للملجئ فأنتم أغلى من أن نخسرهم بقصف ذلك المجرم.
لا أدري ما أقول عنه؟ وماذا أحدثكم عن حبيب القلب ... هو محام وطالب علم ... جالس وصاحب كل مشايخ حلب وعلمائها الكبار، فكان طالب علم ماهر في الفقه... قانوني بارع في القضاء، سكن مدينة حلب وأحبها، ولكنه أساسا من قرية مارع بلد القائد عبد القادر الصالح قائد لواء التوحيد.
كان أول من أعلنها: الله أكبر في قصر العدل بحلب .. تظاهر ونظم المظاهرات ولم يخف شبيحة المجرم وتهديداتهم فهم يعرفون أنه العقل المدبر، وكان يقوم بكل ما يمكنه لتخليص المتظاهرين من قبضة المحاكم والسجون، وكان أول من أنشأ هيئة محامي حلب الأحرار.
وعندما دخل الجيش الحر حلب كان من أوائل من دعم الجيش الحر، وكان من القلائل الذين تجرؤوا على تحدِّي بشار بإنشاء المجلس الانتقالي الثوري في حلب كسلطة بديلة في المناطق المحررة، وعندما تشكل هذا المجلس لم يكن أحد يجرؤ على الخروج من بيته ،ومخابرات بشار وجنوده في كل مكان، عمل بصدق وإخلاص، وكان يقيم في المجلس أياما طويلة لا يرجع لبيته وأهله، ودائما تراه يخدم الناس ويتواصل مع كل الأطراف لدعم الثورة السورية وترتيب أوراقها.
ما أذكر لكم عن إنجازاته الكثيرة وأخشى أن لن أوفيه حقه في هذه الكلمات ... كان من أول من أنشأ محكمة في المناطق المحررة من خلال المساهمة في ولادة مجلس القضاء الموحد في حلب، وعمل فيه طويلا، وكان آخر منصب له فيه هو النائب العام في حلب ..
كان رجلا حكيما يستشيره المجاهدون، ويلجئون إليه لحل خلافاتهم وما أكثرها، كان دائم النشاط والتنقل في الريف والمدينة، دائم السفر بسيارته القديمة تحت القصف والخطر ..
تراه يساهم في إنشاء محكمة في الباب ومخفر في حريتان، كان همّه نشر العدل في ربوع حلب المحررة حتى نتخلص من الظلم السابق وآثاره الكئيبة.
كان أخبر من رأيته في معرفة عوائل حلب وأنسابها وصلات القرابة فيما بينها ... رحمه الله. كنت دائما ما أراه مبتسماً ومتفائلاً في أحلك الظروف ... كلماته الدائمة أن الحق والعدل لا بد أن يسود ... لأن الظلم لا يمكن أن يدوم.
كلمني من يومين يحدثني بحرقة عن مشاكل مجلس القضاء الموحد، وعن تأخر رواتب القضاة والموظفين في مجلس القضاء الموحد، ويقول لي وهو حزين : إنهم أناس بسطاء وعندهم عائلات، ويجب أن لا نقصر معهم فهم أمانة في رقابنا ..
شهيدنا اليوم يا أخوتي هو النائب العام في مجلس القضاء الموحد (الأستاذ أمين عبد اللطيف) .. الرجل الحكيم التقي ... من عرفه الكل وأحبه كل من عرفه.
رحمك الله يا شهيد حلب، لقد كنت تتمنى الشهادة، وقد نلتها حين طالتك يد الغدر الأسدية بقذيفة مدفعية أطلقها المجرم بشار ليقتل نسائنا وأطفالنا، فأصابت الشهيد وهو واقف في دوار الحيدرية في حلب، سقط مضرجا بدمائه وجروحه فنقلوه لمشفى الصاخور حيث استمر ينزف حتى ارتقى شهيدا في ليلة يوم 26/6/2013.
سنذكرك طويلا يا أستاذنا فلقد خسرت ثورتنا رجلا من رجالاتها ... وقائداً من قوادها وهو ما يزال في السابعة والأربعين من العمر..
ماذا أقول لأهلك ولأولادك .. وبأي كلام أواسيهم ... غير .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا لفراقك يا أمين لمحزونون ...
كنت أتمنى أن أراك تدخل قصر العدل، وقد حررناه لكم، ورجعت لمكانك الأول حين أطلقت: صيحة الله أكبر ...
ولكن قدر الله نافذ، ودمك ديْن في رقابنا .. ووعد الحر دين .. فو الله لن نرضى شفاء لقلوبنا إلا رقبة ذلك المجرم في دمشق ... اللهم مكنا من رقبته يا رب العالمين.
اللهم ألحقنا بالشهداء والصالحين واكتب لنا شهادة في سبيلك على أرض أحبابك ..
كتبها المحتاج لرحمة ربه
 
 
وكتب الدكتور الشيخ أبو الهدى الحسيني الكلمة التالية :
 
 
 الحقوقي الصالح المجاهد الشهيد محمد أمين عبد اللطيف
تضيق العبارات .. وتخجل الكلمات .. حين تصفك أو تتوق إلى المثول بين يدي نقائك ..
فقد كنت نموذج التقوى .. ومثال الحق والعدل والإنصاف ..
كنت إذا نطقت بيننا تنطق بالحكمة .. وتوقد فينا الهمم .. وتطير بنا إلى فضاءات الحرية والغد المنشود ..
لن أنساك يوم كنا معا في مدينة الشهداء .. شهباء العز والكرامة .. نبحث عن خلاص سورية .. ونصوغ ذلك النداء المبكر) نداء حلب لأجل الوطن(
تابعت بجهد وجهاد بالكلمة والممارسة المخلصة طريق السادة الكرام.
لم تمت يا أمين ..
أنت إن شاء الله في الأحياء الذين عند ربهم يرزقون ..
يرحمنا الله بك ..
فأنت كما نشهد في الرحماء والمرحومين
 
وكتب صديقه الحميم الأستاذ الكريم محمد هرشو :
 
إلى جنات الخلد أيها الأمين
سقيا لمرابع الصبا وايام الشباب .
لقد أعادني استشهادك ثلاثة عقود.
إلى الوراء أيام الدراسة الثانوية.
يوم كنا ندرس في حديقة الكواكبي، وكنت تكتب على صدر دفترك بخطك الجميل:
ونحن قوم لا توسط بيننا           لنا الصدر دون العالمين أو القبر
وطلبت منك أن تكتبها لي على صدر دفتري.
بين الأمس البعيد واليوم رحلة أخوة ومحبة طويلة وممتعة عبرناها في بحر الحياة المتلاطم يشد بعضنا أزر بعض.
رحلة مليئة بالذكريات مفعمة بالحب والإخلاص والمناصحة.
لم يخطر في بالي يوما أن اجلس لأكتب نعي أحد ممن أحب.
لقد كنت إنسانا مميزاً يوم كنت طالبا مجدّاً مثابرا، ويوم أصبحت محامياً لامعاً، ويوم أصبحت ناشطا بارعا.
لقد كنت مميزا في جرأتك وصراحتك في التعبير عن رأيك في الأشخاص والأفكار بوضوح ومباشرة.
وكنت مميزا في خدمتك لمن تحب ولمن لا تحب، ولمن تعرف ولمن لا تعرف . لقد كان جودك وشهامتك مبذولة للجميع مع طيب نفس وسماحة قلب.
رحمك الله يا أخي: لقد فتح استشهادك عليَّ بحرا من الأحزان والأوجاع التي أكتمها منذ أكثر من سنتين.
أشهد لك يا أخي أمام الله أنك سددت وقاربت بكل ما تملك، وبذلت مالك ونفسك وولدك، وضحيت كثيرا من أجلنا جميعاً، ومن أجل رأب الصدع وسد الخلل، عملت بصمت وصبر منقطع النظير، ضحيت بوقتك وأمنك ، وكابدت الألاقي من أجل حريةً حلمنا به جميعاً.
لكننا قعدنا يوم أن قررت المسير، وتقاعسنا يوم أن عزمت على النفير
رحمك الله يا أخي أيها الأمين: لقد أديت ما عليك بكل أمانة وإخلاص حتى لقيت الله راضياً مرضياً
إلى جنات الخلد أيها الأمين .
 
وكتب صديقه المخلص المحب الأستاذ صلاح الدين سلو:
 
 
وتمضي تصطفي كتيبة الشهداء [ الحبيب القاضي المحامي أمين عبد اللطيف]
 
بلغني للتو خبر استشهاد واحد من أحبتي وإخواني في الله، وصديق الدراسة والشباب
القاضي المحامي الخطاط النسَّابة المؤرخ أمين عبد اللطيف
 
في قصف على حي الحيدرية، حيث أصيب عصر اليوم، واستشهد منذ قليل..
 
رحمك الله يا تلميذ الشافعي.. يامن كنت تحب الشافعي، وتجمع كثيراً من علومه.. في الفقه واللغة والتاريخ والخط والفراسة وغيرها...
 
لا أجد من الكلمات إلا أن اقول: رحمة الله عليك وتقبلك في الشهداء... يا من تعمل بصمت قلَّ نظيره.. يا من سعيت جاهداً... لتوحيد كلمة القضاء في محافظة حلب..
 
ونسأل المولى القصاص العاجل لك، ولكل شهدائنا.
 
حسبنا الله ونعم الوكيل.. وإنا لله وإنا إليه راجعون...
وكتب أيضا : كنا نعقد آمالاً عظيمة على أمثال أخي محمد أمين عبد اللطيف في عودة بلدنا بوجه جديد، ينبض بالحب والإيمان والعمل النافع، ولكن الله سبحانه أراد أن يتخذ منا شهداء ، ونحسب أمينا الحبيب في مقدمتهم.
 
 وكتب أيضا : هو وإخوانه معروفون بذكائهم ونبوغهم وقوة حافظتهم، فأحدهم كان يحفظ المعلقات السبع وهو في الصف السابع، لكن ظروفهم الأسرية والمعيشية حالت دون استمرارهم.
 
وكتب صديقه الأستاذ يوسف أبو العظام:
 أسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة، وأن يجعل مسكنه في عليين مع النبيين والصديقين.
 عرفته منذ سنين عديدة على مقعد الدراسة في الثانوية الشرعية، فكان مثال الإنسان المسلم الذكي الواعي المتعدد المواهب مع المرح والتفاؤل على الرغم من ضيق ذات اليد .
 
لقد أصبت كما أصيبت به الثورة فخسرت أخا وصديقا، فأسأل الله تعالى ان يجمعني به تحت لواء سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، وأسأل الله أن يلهم أهله الثبات والصبر وأن يخلفهم بخير      
 
 
هذه الجنة قد فتحت أبوابها لتستقبل أفلاذ اكباد الشهباء. فهنيئا لمن كان من أهلها.
 
 
 
وكتب الأستاذ عمر عنداني:
 
 
 لم أستطع أن أتمالك نفسي كلما وجدت صورتك أمامي، فإذا بي أجهش بالبكاء على أخ فاضل عزيز مقرونًَا بالغبطة على نيلك وسام الشهادة، رحمك الله رحمة واسعة ، فلأنت زينة الشهداء الأوفياء، وبوركت من شهيد، ونعمة المكافأة هذه، فهنيئًا لك الشهادة، وطوبى لمن كان مثواه جنات الخلد التي قدمت عربون صدق لهم.
 
 
 
وكتب تلميذه حمزة شحرور :
 
 
 الأستاذ أمين عبد اللطيف درَّسني مادة الخط العربي في الصفين: السابع والثامن، وبقي من كلامه في ذهني حتى اﻵن كلمات قالها أول درس: قد أتسامح بعدم كتابة الوظيفة أو المشاغبة أو التقصير أو... لكن لا أتسامح أبدا بقلة الأدب.
أيام زمان ما كانت تعجبني "كلماتك"! لكن في الثورة أبهرتني "فعالك".
رحمك الله يا أستاذنا وغفر ذنبك. أُشْهِد أصدقائي بأني سامحتك بما كان بيننا في الصف ، وأتمنى أن تسامحني.
  وكتب الأستاذ أيمن حناوي :
 
 كان دائم الابتسامة المعطرة بالحزن صار شهيداً.
تعرفت عليه خلال الثورة، كان رائعاً تسري في دمائه الحرية؛ الجلسة معه رائعة فهو إسلامي مثقف، وسياسي محنك، ولكنه يحب الظل والتاريخ ساحته وميدانه.
اختبره الله بزوج ابنته ببدايات الثورة بنهاية السنة الاولى حيث كان من أوائل (أول 100) ممن استشهد بحلب.
بفقدانه خسرنا وخسرت الثورة الكثير، وكسب هو الجنة، أحسبه، والله حسيبه
 
نشرت 2013 وأعيد تنسيقها ونشرها 15/12/2021