عالم فقدناه: الشيخ الفقيه المحدث الأصولي المتقن المحقق عبد الفتاح أبوغدة

راجعها وقدم لها: محمد ميسر المراد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، سيد العلماء العاملين، وسيد الأولين والآخرين، وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:

قبل مدة ليست طويلة وقعت عيناي على هذه الوريقات الثمينة التي لا تقدر بثمن، ضمن أوراق قديمةٍ لي، ونظرت فيها فإذا هي ترجمة لعَلَمٍ من أعلام هذه الأمة وهو فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله، بقلم فضيلة شيخنا وأستاذنا الفقيه الحنفي المفسر الشيخ وهبي سليمان غاوجي الألباني رحمه الله، وكان قد أعطانيها مع بعض الأوراق والكتب قبل سفره النهائي إلى دمشق، ولما وقعت عيناي عليها قرأتها بأناةٍ، ثم كتبتها على جهاز الحاسوب عندي وضبطتُ بعض كلماتها، ورجعت إلى بعض المصادر التي ذكرها الشيخ فيها، ثم قررت نشرها متوكلاً على الله تعالى لأني أظن بأنها لم تنشر من قبل.

رحم الله الشيخين العَلَمَيْن الفاضِلَيْن، اللذين كانا يعرفان بعضهما حق المعرفة، لأنه لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل.

وكتبها تلميذه: محمد ميسر محمد بشير المراد

عالم فقدناه

إنه الشيخ الفقيه المحدث الأصولي المتقن الأديب الأريب المحقق

عبد الفتاح أبو غدة

رحمه الله تعالى

كان يقال: أن كثرة الدموع وقلَّتَها على قدر احتراق القلب، حتى إذا احترق القلب كلُّه لم يشأ الحزينُ أن يبكي إلا بكى، والقليلُ من التذكرة يُحزنه.

سأل رجل عابداً من أهل البحرين: ما بال الحزين يجيبه قلبه إذا شاء، وتهطل عيناه عند كل حركة؟ فقال أخبرك عن ذلك رحمك الله: إنَّ الحزينَ بدا به الحزن فجَالَ في بدنه، فأعطى كلَّ عضوٍ قسطَه، ثم رجع إلى القلب والرأس فسكنهم، فمتى جرى القلبُ بشيءٍ تجري فهاجت الحرقةُ صاعدةً، فاستثارت الدموع من شؤون الرأس حتى تسلمها إلى العين فتذريها فتثير الجفون، ثم خنقته عبرته فقام. اهـ الهم والحزن لابن أبي الدنيا

أشهد لقد كان شيخنا الشيخ عبد الفتاح رحمه الله تعالى بكَّاءً، يشهد بذلك عارفوه من الناس، فما أسرع ما تدمع عيناه من حرقة قلبه إذا دعا داعٍ إلى ذلك.

لقد بكى أمامَه أحدُ طلابه وهو يعرض مأساته فبكى له الشيخ، والشاب يتمادى في حديثه والشيخ يبكي مما يسمع، حتى كاد أن يفقد سمعه من البكاء رحمه الله تعالى.

أذكر وكأنَّ الحادث يمر أماميَ الآن ما كان في المسجد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام، وكان ذلك في العشر الأخير من رمضان عام / 1392 هــ، فقد جاء الشيخ عبد الفتاح إلى الحرم الشريف واجتمع بالشيخ العلامة محمد يوسف البنوري رحمهما الله تعالى فتحادثا واقفَيْن، ثم اتجها إلى القبلة الشريفة مع ميْلٍ يسير نحو اليسار، وأخذا يدعوان ويبكيان. تقبل الله تعالى منهما الدعاء ورحمهما به وبالدموع آمين.

لقد كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم ارزقني عينين هطَّالَتَيْن تبكيان بذروف الدموع وتشفياني من خشيتكَ، من قبل أن تكون الدموع دماً والأضراسُ جمراً) الزهد لابن حنبل - وهو مرسل.

وكان من قوله صلى الله عليه وسلم: (يا أيُّها الناسُ ابكوا فإنَّ لم تبكوا فتباكوا فإنَّ أهلَ النارِ يبكونَ في النارِ حتى تسيلَ دموعُهم في وجوهِهم كأنَّها جداولُ حتى تنقطعَ الدموعُ فتسيلَ – يعني – الدماءَ فتقرحُ العيونَ، فلو أنَّ سُفُنًا أُرْخِيَتْ فيها لجَرَتْ) ابن ماجه / 4324.

وما إخال أحداً يقرأ تعليقات الشيخ عبد الفتاح رحمه الله تعالى على " رسالة المسترشدين " الطبعة الثامنة إلا ويبكي مراراً، لما يقرأ من درر المواعظ وصور التذكير بالله تعالى والتحذير من عذاب النار، ومن أبكاك هكذا فلا شك أنه قد بكى قبلك مراراً وهو يقرأ ويُسَطِّر تلك المواعظ الغالية رحمه الله تعالى.

كان شيحنا رحمه الله تعالى عالماً بمعنى الكلمة، مما أصبح نادراً مثيله هذه الأيام، وإليك الخبر التالي: كنتُ أُدَرِّسُ في حلب عام / 1951 م ومعي في المدرسة أستاذ للغة العربية فجاء يوماً يقول: جالستُ البارحة عالماً متعمماً فتكلم في اللغة العربية وعلومِها وأفاضَ مما أبهرنا نحن أساتذةَ اللغة العربية.

أقول: ومن يقرأ كتابات شيخنا رحمه الله تعالى لا يجد فيها كلمةً نافرةً عن صحيح اللغة، ولا حوشياً تنفر منها الآذان، ودونك أيَّ كتاب من كتبه فاقرأه تجد فيه ما أقول وزيادة، عبارات مسبوكة سبكة الذهب الإبريز، مشكولة بعض المفردات اللغوية التي يلحن فيها كثير من الناس – ومن أهل العلم – في هذه الأيام مع رصانةٍ كأنك تقرأ لأهل البيان القدامى رحمهم الله تعالى، واقرأ إن شئتَ تعليقه على " عنوان الحِكَم " لأبي الفتح البستي، " والترقيم وعلاماته في اللغة العربية " للعلامة أحمد زكي باشا.

وإذا ذُكِرَ الفقه كان شيخنا عَلَماً بين علماء المذهب الحنفي، ويظهر هذا خاصةً لمن يقرأ الجزء الأولَ من " فتح باب العناية " بتحقيقه للعلامة ملا علي القاري رحمهما الله تعالى، ولمن يقرأ " تحفة النُّسَّاك في فضل السواك " للعلامة عبد الغني الغنيمي رحمه الله تعالى، و " تحفة الأخيار " لللكنوي إذ يجد التحقيق الفقهي في عرض أدبي شيق.

وإذا ذُكر علم مصطلح الحديث فشيخنا فيه أحدُ الأفذاذ الذين أثرَوُا المكتبة الإسلامية في علم الحديث الشريف.

لقد كان أولُ كتاب ألَّفَه مع الشيخ أحمد عز الدين البيانوني رحمهما الله تعالى كتابَ " قبسات من الرسول صلى الله عليه وسلم " بعد عودته من الأزهر الشريف، وكتبَ " لمحات من تاريخ السنَّة ".

وعلَّقَ التعليقات النافعة على بعض مؤلفات الإمام عبد الحي اللكنوي رحمه الله تعالى من مثل " الأجوبة الفاضلة " و " الرفع والتكميل في الجرح والتعديل " و " ظفَر الأماني "، و" الموقظة " للإمام الذهبي، و " قواعد الجرح والتعديل " للسبكي، و " قفو الأثر " لابن الحنبلي الحنفي، وعلَّقَ على " إعلاء السنن " للشيخ ظفر أحمد العثماني قسم الحديث تعليقاً عظيماً نافعاً بعنوان " قواعد في علوم الحديث " وغيرها... وغيرها... ولمثل هذا أُعطيَ جائزةً عالميةً منذ سنوات لخدمته حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتبَ في مراتب الحديث صُنعاً وتعليقاً " المنار المنيف " لابن القيم، و " المصنوع في الحديث الموضوع " للقاري، و " بُلْغةُ الأريب في مصطلح آثار الحبيب " للإمام الزبيدي الحنفي صاحب كتاب " تاج العروس شرح القاموس ".

بل وكشَفَ الغمة وأزال العُوار عن بعض روايات الحديث الشريف، أو بعض الرواة وبعض آراء أهله، مثل الحافظ الفقيه " نوح بن أبي مريم " فقد ذكره البخاري في التاريخ الصغير / 194 قال: قال ابن المبارك: كان يضع. وهكذا دون سندٍ، وكذا سائر من تكلَّم فيه.

الجواب من وجوه: لم يكن أبو عصمة نوح بن أبي مريم وضَّاعاً، بل كان عالم مرو من أهل الصدق والديانة، وكان شديداً في الرد على الجهمية.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي: كان أبو عصمة يروي أحاديث مناكير لم يكن في الحديث بذاك، وكان شديداً على الجهمية والردِّ عليهم، ومنه تعلَّمَ نعيم بن حماد الردَّ على الجهمية. كما في تهذيب الكمال للمزي / 30: 59.

أقول: ولنا أن نسأل ابن حنبل عن دليله في الرجل؟

ذكر عبد الله بن أحمد في كتاب " السنة " المنسوب إليه بسنده إليه يقول: سمعت ابن المبارك يقول: خيبةً للأبناء ما فيهم أحد يفتك ببشر المريسي، قال يوسف: فسألتُ عَبْدانَ وأصحاب ابن المبارك عن هذا فقالوا: إنَّ أبا عصمةَ رجلٌ صدوق، وقد كان ابن المبارك يتكلم بكلام هذا معناه.

قال السمعاني في " الأنساب ": قيل إنما لُقِّبَ بالجامع – يعني نوح بن أبي مريم – لأنه أول من جمع فقه أبي حنيفة بمرو، وقيل لأنه كان جامعاً بين العلوم، وكان له أربعة مجالس: مجلسٌ للأثر، ومجلس لأقاويل أبي حنيفة، ومجلس للنحو، ومجلس للأشعار. اهــ 31 / 175.

روى عنه ابن المبارك، وروى عنه أيضاً شعبةُ بن الحجاج – وشعبة لا يروي إلا عن ثقة كما في " قواعد في علوم الحديث " للتهانوي -، وأدرك الزهري وابن أبي مليكة، وكان يدلِّسُ عنهما، وعن سفيان بن عيينة قال: رأيت أبا عصمة في مجلس الزهري

والذين أفحشوا القول فيه ورموه بالكذب لم يأتوا بدليل على دعواهم، ولم يذكروا فيه جرحاً مفسَّراً ببرهان، وأطال شيخنا الكلام في بيان حال ذلك الإمام العالم من / 573 – 580 / من " ظفر الأماني " للعلامة عبد الحي اللكنوي رحمه الله تعالى.

ونقرأ كتابه " الرسول المعلم " صلى الله عليه وسلم والذي يذكر فيه أربعين صورةً في إيصال العلم وتبليغه للناس، مما يُعَدُّ غنيمةً عند طلاب العلم.

ونقرأ رسالة " مسألة القول بخلق القرآن " فنجدُ تجليةَ هذا الموضوع الشائك على بعض الناس إلى يومنا بما يجعله موضوعاً مستساغاً، فينقل مثلاً كلمة الذهبي – وتُعَدُّ فيصلاً في الباب – قال في الميزان 1 / 544: كان الكرابيسي يقول: القرآن غير مخلوق ولفظي به مخلوق، وأنه لما بلغه إنكار أحمد بن حنبل عليه قال: ما ندري إيش نعمل بهذا الفتى إن قلنا مخلوق قال بدعة وإن قلنا غير مخلوق قال بدعة.

إن عنى الكرابيسي بقوله: " القرآن غير مخلوق ولفظي به مخلوق التلفظ فهذا جيد، فإنَّ أفعالنا مخلوقة، وإن قصد الملفوظ بأنه مخلوق فهذا الذي أنكره أحمد والسلف وعدُّوه تجَهُّماً. انظر قواعد في علوم الحديث ص 225 وما بعد.

وتقرأ رسالته " منهج السلف في السؤال عن العلم " وفي " تعلم ما يقع وما لا يقع " فتجد التحقيق العلمي في نهي بعض أهل العلم من السلف الصالح عن السؤال فيما لم يقع. وما نريد أن نستقصي كتبه رحمه الله تعالى وقد بلغت / 53 / كتاباً بين مؤلف وبين مخدومٍ محققٍ، وإنما هي إشارة والله يتولى إثابته وإكرامه على فضله وجوده جل جلاله.

كان رحمه الله تعالى محققاً نقَّاداً يعتمد النقل فيما يقول، ويحيلُ عليه ليعود إليه القارئ إذا شاء، وكثيراً ما يذكر طبعة الكتاب الذي ينقد ما فيه، وهو في معرفة الكتب وطبعاتها وأماكنِ ذلك آية، وكان أديباً أريباً فيما ينقد ويُخَطِّئ، قال: ووقع في زاد المعاد / 1 – 55 / من طبعة السنة المحمدية، و / 1 – 111 / من الطبعة التي حققها الأستاذان شعيب الأرناؤوط وعبد القادر الأرناؤوط هكذا (وإنما سأل أن يزوجه أختها رملة) وهو خطأ من سبق القلم من المؤلف وغيره، والصواب: (أختها عزة) فإنَّ رملة هي أم حبيبة بعينها. عن " توجيه النظر إلى أصول الأثر " للشيخ طاهر الجزائري / 1 – 329 / تعليقاً.

ويستدرك على الشيخ طاهر الجزائري ومن نقل عنه، قال: حدثنا يحيى بن إسحاق الكاجفوني. قال الشيخ: هكذا الكلمة في الأصل وهي مشكولة هكذا في المخطوطة المعتمدة المقروءة على ابن الصلاح، وفي نسخة " الكاجفري " وبها وردت النسبة في كتاب السمعاني " الأنساب " / 11 – 9 / قال: الكاجفري بفتح الكاف والجيم الساكنة بينهما الألف والغين المعجمة وفي آخرها راء، نسبة إلى بلدة بتركستان يقال لها " كاجفر وكشفر ". اهـ، ومثله في معجم البلدان / 4 – 429 /، ولم يرد في الأنساب ولا في معجم البلدان نسبة كاجفون. اهـ المصدر السابق / 1 – 431 /.

وحين نقل شيخنا رحمه الله تعالى كلام الحارث المحاسبي في " رسالة المسترشدين " وقال عليه الصلاة والسلام: (أن الحق يأتي وعليه نور فعليكم بسرائر القلوب)، وقال: لم أقف عليه فيما رجعت إليه من المراجع الحديثية / ص 173 /، قال أحد المشتغلين بالحديث – له قلبي – وعلق عليه محققه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة الحنفي الكوثري بقوله: - لم أقف عليه فيما رجعتُ إليه من المراجع الحديثية – والله أعلم بثبوته.

قلت: لو رجع إلى المسند لوجده، بل لو أنه رجع إلى ما هو أقرب منالاً لوقف عليه، فقد أورده الحافظ الهيثمي في " مجمع الزوائد " / 10 – 276 / فانبرى يرد عليه بقسوة الشيخ حسن السقاف الذي قال: وقع الألباني وانزلقت رجله كعادته، وعليه في هذا الكلام الذي نقلناه عدةَ مماسك أذكر بعضها.

الممسك الأول: هذا افتراء على الأستاذ المحدث عبد الفتاح، وذلك لأن الأستاذ سدَّدَ الله تعالى على الحق خطاه لم يقل ما ذكره الألباني عنه في الحديث المذكور، وإنما قال ذلك في الحديث الذي بعده... الخ " تناقضات الألباني / 2 – 306 / فشتان بين نقد ونقد ونقل ونقل والله الموفق.

قلت: وهل من اللمز المقبوح نسبة عالِمٍ إلى مذهب إمام أئمة الفقه، وأحد أئمة العصر في الحديث والفقه، فإلى من ينتسب طالب العلم؟؟؟

ومن أحبَّ أنْ يطَّلِعَ على شيء من جهود الشيخ رحمه الله تعالى في التحقيق، وبذلِ الوقت والمالِ في سبيل تحصيل العلم فليقرأ كتابه " صفحات من صبر العلماء " الطبعة الرابعة، ورسالة " أدب الخلاف " وأمثالها.

حليته رحمه الله تعالى:

كان أبيضَ الوجه، مُشْرَباً بحمرةٍ، جميلَ الصورة، بهيَّ الطلعةِ، أنيق الملبسِ، جميلَ الجسم، يُعَمُّ بعمامة حلبيةٍ، يبتسمُ – وكان كثيرَ التبسُّمِ حين يلقى الناس – فيكشفُ عن أسنانٍ بيضاءَ جميلةٍ، مهذَّبَ اللحيةِ، هادئَ المشيةِ، لا يكاد يتكلم إلا بالعلم، من نوادرَ وقصص وحكاياتِ علماء، ومن فاته مجالسته في هذه الدنيا فليقرأ أي كتاب من كتبه يجد ما أقول وأكثر مما أقول.

توفي رحمه الله تعالى فجر الأحد / التاسع من شوال سنة / 1417 هـ في مدينة الرياض، ثم نُقل في اليوم التالي الاثنين إلى المدينة المنورة، فصلِّيَ على جنازته عقب صلاة العشاء، ثم دفن في البقيع عن عمرٍ يناهز الثمانين.

ألا رحم الله تعالى شيخنا رحمةً واسعةً، وأدخله جنات تجري من تحتها الأنهار، ونقله بفضله من ضيق القبور إلى عظيم القصور (فِي سِدْر مَّخْضُود * وَطَلْح مَّنضُود * وَظِلٍّ مَّمْدُود * وَمَآء مَّسْكُوب * وَفَـكِهَة كَثِيرَة * لاَّ مَقْطُوعَة وَلاَ مَمْنُوعَة * وَفُرُش مَّرْفُوعَة *)

وجمعه بأهله وشيوخه وطلابه في الفردوس الأعلى في جوار الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولنعمَ ذلك الجار ونعمَ عقبى الدار.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين آميـــــــــن.