كلمات في رثاء الشيخ عدنان السقا (1)

لما بلغني نبأ وفاة شيخنا الجليل بادرت بكتابة هذه الكلمات الممزوجة بدمع العين: 

فقد عالم ربَّاني كبير فضيلة الشيخ #عدنان_السقا: 

افتقدنا قبل قليل في مدينة إستانبول الأستاذ المبارك الشيخ عدنان السقا، وقد ضجَّت وسائل التواصل بنعيه، وذكر بعض مناقبه من اللحظات الأولى لنبأ وفاته رحمه الله تعالى. 

أشهد بأن أستاذنا العالم الداعية المربي الولي الصالح الشيخ عدنان السقا من خير من عرفت خُلقًا وتواضعًا وسلامة صدر وحسن ظن بإخوانه.

كان لقاؤنا معه منذ أن تعرفنا به في جُدة، سنة 1407 في مجالسه الإيمانيَّة العامرة، وكانت دروسًا في التزكية والحب في الله.

عرفناه في مسجده العامر بحيّ التحلية (جامع الهدى)، وصلينا خلفه في صلاة التراويح، وسمعنا مواعظه وجالسناه مع كبار شيوخنا: علي الطنطاوي، ومصطفى الزرقا، وعبد الفتاح أبو غدة، ووصفي المسدي، وعبد الغفار الدروبي فكان نموذجًا في الأخلاق الرفيعة والأدب العالي، والذلة عطفا على إخوانه، وفي الحرص على جمع الكلمة، والترفع عن الخلاف.

كان يشجعنا على العلم، ويستنهض هممنا، ويبعث الأمل في قلوبنا، ويتفقدنا، ويشاركنا في مناسباتنا، ولا يتأخر عن كل أمر فيه خير ومصلحة للمسلمين إلا بادر إليه.

كان من وفد علماء حمص الذين قابلوا بشار الأسد ونصحوه، ولما وجدوا منه المخاتلة والمراوغة نبذوه. ووقف مع إخوانه العلماء في محنة أهلنا في سورية، وكان من أعضاء المجلس الإسلامي السوري.

لا أستطيع في عجالة هذه الكلمات الحزينة أن أستجمع مناقب الشيخ ومزاياه، وهو بحق مدرسة تربوية نادرة. 

مصابنا بفقده كبير جدًّا، ولكن الأمل يتجدَّد بمحبيه الكثر من طلبة العلم، وتلامذته الصادقين الذين سيتابعون -بعون الله- مسيرته الدعوية والتربوية. 

رحمك الله يا أبا فهمي، وبارك في ذريتك ومحبيك وتلامذتك. 

وجمعنا بك في مستقر رحمته ودار كرامته.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وكتب الأخ الشيخ حسن قاطرجي:

#ثُلمة في جدار الإسلام : #الشيخ السقّا في ذمّة الله 

توفي العالم المصلح، والداعية المنوّر الناصح، الشيخ المربّي عدنان السقّا في #استانبول قبل قليل متأثراً بفيروس #كورونا فتأتي وفاته خسارة فادحة للساحة العلمائية !

هو من كبار علماء مدينة #حمص ودعاتها الصالحين الحريصين على جمع كلمة الدعاة الصادقين والعلماء العاملين والأتقياء الربانيين.. كان مناصراً بوعي دقيق للثورة السورية ناقماً على الظلم والاستبداد مقرِّباً المسافات بين الدعاة..

امتدت صلتي به منذ أواسط التسعينيات حين تعرّفت عليه في مدينة #جُدة إماماً في أحد مساجدها وتوطّدت بيننا علاقة وُدّ وتشاور أعتزّ بها ولن تُنسيني الأيام بإذن الله جميل ذكرياته والتعريف بمآثره؛ أرجو الإكثار من الدعاء له

وقد قدّم رحمه الله خدمات جليلة وفيرة لجمعية الاتحاد الإسلامي في لبنان ولأعمالها ومؤسساتها؛ وكتب عدة تزكيات بها في المملكة وحيث حلّ: وجّهها للوجهاء والموسرين والهيئات والعلماء فجزاه الله خيراً وعظّم ثوابه.

وكتب الأخ محمد بشير حداد:

{مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} *

صدق الله العظيم.

العالم الداعية المربي المصلح فضيلة الشيخ محمد عدنان السقا في ذمة الله

ننعي للأمة الإسلامية ولسورية بقلوب يعتصرها الألم وبنفوس راضية بقضاء الله 

العالم الداعي الله على بصيرة بحكمة بارعة ولطف رائق المربي المصلح الحبيب المحب نقي القلب قاضي الحوائج الثابت على الحق أستاذنا فضيلة الشيخ محمد عدنان السقا رحمه الله، 

والذي انتقل لجوار ربه الكريم في مدينة اسطنبول بعد ظهر اليوم:

السبت /٢٥/جمادى الأولى /١٤٤٢ الموافق ٩/كانون الثاني -يناير- /٢٠٢١ 

إثر معاناة مع كورنا، وذلك عن عمر ناهز الثمانين قضاها بتوفيق الله وفضله في التعليم والدعوة والسعي في حوائج الناس والإصلاح بينهم وتألف الشباب والصغار والكبار ليستنشقوا عبير رسالة الإسلام العظيم..

كان للجميع حيثما أقام وتواصل أخا ورائدا وأبا ودودا للكل، 

نقي القلب طاهر النفس سليم الصدر، 

لم يعرف التعصب لأي كان..

وبهذا تميز عن الكل؛ بل كان يبذل كل ما يستطيع وفوق ما يستطيع لوحدة الصف وجمع الكلمة لكل حملة الرسالة الإسلامية ولإعزاز هذا الدين. 

محب للجميع بلا دائم العطاء بلا قيود. 

أخوة الإسلام التي تشربتها ذاته الطاهرة كان يشع سناها للجميع نورا وضاء وهدى وهاجا وحبا واحتواء وتبسما وصدقا وشفقة ونهوضا..

ذكي فطن موهوب، متحدث من الطراز الأول يأسر مستمعيه لشفافية روحه وبراعة الأسلوب..

يفيض حكمة ودفأ، وهو ينبوع حب صاف صادق رائق عذب سلسبيل.

مملوء رجولة ونبلا، ثابت على الحق لا تهزه الأعاصير،

ولا ينكفأ ولا يتردد عن أداء واجب الرسالة الإسلامية وهو الرائد المقدام..

يقينه بالله ووعده راسخ رسوخ الرواسي الشاهقات..

عزيز النفس شامخ بالحق..

ما رأيت أحدا رآه إلا أحبه..

كان للجميع ومع الجميع. 

متواضع هاضم لنفسه يجل الكبار ويشجع الشباب ويحفزهم يأخذ بيد البعيد فيدنيه وبيد الشارد فيذيقه حلاوة القرب من الله..

تعجز الصفحات أن تفيه حقه وتعدد مآثره رحمات ربي عليه ورضوانه،

تعلمنا من حاله وقاله الكثير الكثير الكثير..

جزاه الله عنا من مرب ورائد وعن الجميع كل خير.

أتقدم للسيدة الجليلة الداعية والمربية السيدة أم فهمي السقا ولولده أخي الشيخ عبد القادر السقا ولبناته الكريمات، ولمحبيه ولطلابه ولآل السقا، ولعلماء حمص الأوفياء للإسلام ورسالته وللسوريين الأحرار ولعلماء سورية ممن صدقوا الله ماعاهدوا عليه ولإخوانهم علماء الأمة الأبرار وللمسلمين جميعا في كل مكان بأخلص العزاء في مصابنا الجلل هذا، سائلا المولى لفقيدنا أن يتقبله في الشهداء والمجاهدين والربانيين والصالحين في فردوس الجنان، وأن يجبر مصابنا الكبير..

إنا لله وإنا اليه راجعون.

د.محمد بشير حداد

وكتب الأخ حمزة الكتاني: 

حسبنا الله ونعم الوكيل...انا لله وانا اليه راجعون، بلغني منذ قليل نبأ #وفاة شيخنا وأستاذنا، العالم العلامة المربي، والشيخ الجليل، كتلة النور، الصوفي خُلقا، اليوسفي خَلقا، الشيخ أبو فهمي عدنان بن فهمي السقا الحمصي الحجازي ثم الاصطنبولي، شهيدا بوباء كورونا، فرحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته...

شيخنا وحبيبنا المذكور لازمناه منذ طفولتنا منذ نحو خمسة وثلاثين عاما، بمسجد الفيحاء بحي الأندلس بجدة، فكنا نحضر دروسه ومجالسه الوعظية والإرشادية، التي كانت تتسم بالجمال والدقة والرقي، كما كانت بيننا وبين أبنائه، خاصة ابنه فهمي الذي رزئ به وهو في أول شبابه، في حادث أليم، كما كنا ندرس القرآن الكريم على صهره الأستاذ المهندس عادل أبو الشعر حفظه الله...والشيخ رحمه الله بيننا وبينه مصاهرة، فابن عمه الدكتور عاطف السقا زوج عمتي الدكتورة زبيدة بنت الشيخ محمد المنتصر الكتاني، كما أنه من تلامذة جدنا الإمام محمد المنتصر بالله الكتاني رحمه الله تعالى..

كنت أحرص على زيارة شيخنا الشيخ عدنان السقا كلما زرت مدينة جدة، وسمعت عليه الحديث المسلسل بالأولية، وأجازني، ثم في آخر لقاء لي معه، وذلك بإسطنبول منذ نحو سنتين، تعشيت معه، وسعدت بزيارته في مجمع من العلماء، وجددت الرواية عنه، واستجزته لجميع أبنائي فأجازهم بارك الله فيه...

وكان زارنا في المغرب أواسط التسعينيات من القرن الميلادي المنصرم، وأخذته في جولة في مدينة سلا، حيث زار الزاوية الكتانية، ولقي عم والدتنا الشيخ المربي، العالم القطب الرباني؛ أبا الأنوار مَحمد بن محمد الباقر الكتاني، واستجازه فأجازه، كما لقي شيخنا الولي الصالح الكبير سيدي محمد الشوني، وتبرك به أيضا، وجدد زيارة مولانا الجد الإمام محمد المنتصر بالله الكتاني وهو في فراش مرضه، ولقي والدي رحمه الله تعالى، وحصلت بينهما مجالسات رفيعة، وكان يعرفه في جدة من قبل...

كان شيخنا المذكور شيخا جليلا، جميلا حسا ومعنى، منور الوجه، بهي الطلعة، فريدا في ذلك، متواضعا، لطيفا، أنيسا، رقيق العبارة، يأنس باشعار الصوفية ولطائفهم، كما كان جميل الصوت، أنيس العبارة، رقيقا مع صرامة وهيبة ووقار.

وإن خسارة مثله لخسارة حقيقية، فقد جاهد في بلده ضد علمنة البلاد، واضطر للهجرة للحجاز، حيث استوطن مدينة جدة أكثر من ثلاثة عقود، عاد لبلده حمص في العقد الثالث منها وفي الأحداث الأخيرة اضطر الملايين للهجرة، استقر في اسطنبول للإشراف على أبناء بلده إعانة ودعوة إلى الله، وإغاثة للملهوف، فاجتمعت عليه كلمتهم، والتفوا حول كعبته، وسعوا بين صفاه ومرواه، إلى أن آثره الله إليه، وهو قد شارف على الثمانين من عمره، غير أنه حافظ على صحته، بل على شبابه وجماله وبهائه، ولطفه وابتسامته، ونشاطه وأنسه..

فرحمه الله تعالى رحمة الأبرار، وقبل هجرته وجهاده ودعوته، وألحقه بالمصطفين الأخيار، تعازي لأبنائه وأهله وذويه، وتلامذته ومن انتمى إليه، آجرنا الله في مصيبتنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...

الدكتور حمزة الكتاني

وكتب الشيخ عبد الله مسعود: 

اللهم اجبر مصاب الأمة في فقد علمائها ومربيها: رحيل العالم الفاضل الداعية الشيخ عدنان السقا إلى رحمة الله وعفوه وكرمه،

لقد أفاض الأخوة على شمائل وصفات الفقيد رحمه الله تعالى، وسأتكلم عن جانب من خلال معرفتي به المتأخرة عسى ان يكون فيها فائدة لطلبة العلم والقراء، فأقول وبالله التوفيق، لعلّ أهم ما تميز به الفقيد الراحل:

1- الانفتاح على الآخرين.. وهذا ما يحتاجه طلبة العلم بخاصة والمسلمون عامة، فالمسلم أخ المسلم مهما كان مذهبه ومشربه، وهذا رباط مقدس ربطه الله، وينبغي أن لانفصم عراه،

2-كذلك الانفتاح الفقهي: تحنبلنا .....

قال لي مرة على سبيل المداعبة كنت بصحبة الشيخ الجليل وصفي المسدي في سفر فصليت جمعا وقصرا والشيخ التزم بالمذهب الحنفي...وأخذت بالرخصة فقلت للشيخ مداعباً تحنبلنا...

أما تحنبلنا الثانية ...فصلى الشيخ صلاة العيد وبعد تعب وسفر أجزأته صلاة العيد عن صلاة الجمعة فأخلد إلى النوم بعد طول عناء وقال لي مداعبا تحنبلنا...أي أنها تجزء عند الحنابلة 

3-الانفتاح الآخر وهو إن لم يكن مساوٍ للانفتاح الفقهي -ربما يزيد عليه- وهو ما أشرت إليه-الانفتاح على كافة الجماعات الإسلامية، المذاهب الفقهية، والمشارب الصوفية، وصنوف الداعين إلى الله على بصيرة،

4-في المشرب الصوفي: معروف أنه من المدرسة الشاذلية، وأكرم بها، ولكنه واسع الطيف مع المشارب الأخرى، ولعلها إضافة تميزه-أتته من كونه حمصياً، وكنا وما زلنا نكن بتقدير واحترام لأهل حمص، وخاصة جمعية علماء حمص الذين كانوا ومازالوا على قلب رجل واحد يدا واحدة مهما تعددت مذاهبهم ومشاربهم...وهذا ما يسجل لهم ويعتبرون نموذجا يحتذى لباقي المحافظات

5-الميزة الأخيرة-وليس الآخر من مزاياه- الذي أسجلها له، الذوق والفهم المتميز، الذي أكرمه الله به في توليد الأفكار والعبارات، وبيانها للناس.

6-أعود للمشرب الصوفي ومدرسة التزكية، فقد كان له فهم لكلام القوم، من منظور الكتاب والسنة بعيداً -عن الشطحات -التي تخالف العقل والمنطق،

وهذه المزايا هي الجامع بيني وبينه وما ربّانا عليه والدينا ومشايخنا.

لقد كانت لنا لقاءات طيبة في طيبة الطيبة وفي مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وشرفني في منزلي، وكان يشعرني بالقرب الروحي بيني وبينه،

اللهم كما أبدلته عن جوار المطعم الذي كان يؤذيه بالروائح وقتار القدر -ببائع للعطور - تنسم منه عبير العطر في مسكنه في جدة -كما أفادني-فأبدله اللهم في الفردوس الأعلى حيث الروح والروحان، وجنة عرضها السموات والأرض وأعقبه في أهله وذريته والمسلمين خيراً نعم من يسأل ويجيب أنت.

والحمد لله رب العالمين.