الحاج أديب علوان

 

" الأستاذ الحاج أديب علوان أحد أعضاء مؤسسي جعية البر والخدمات الاجتماعية في مدينة حمص - في ذمة الله في المدينة المنورة عن عمر يناهز 90 عاما "

لا يوجد في مدينة حمص رجل أو إمرأة أو طفل لا يعرف جمعية البر . نشأنا ونحن أطفال صغار وجمعية البر في قلوبنا تمثل الأيقونة الحقيقة والنموذج الرائع في خدماتها الاجتماعية والإنسانية لكافة أهالي محافظة حمص.

كان إذا مر متسول جوار بيتنا يطلب مالا نقول له انتظر سنتصل بجمعية البر وهم يساعدوك ، فيولي هاربا لأنها صنعته ، فلم تجد بعد ذلك متسولا في شوارع هذه المدينة الوديعة بفضل جمعية البر وقضت على هذه الظاهرة المتفشية في جميع أنحاء المعمورة، وصارت مثلا لذلك.

أسس هذه الجمعية سنة 1955 أناس من خيرة رجالات المجتمع الحمصي ، أحسوا بمسؤوليتهم الاجتماعية والانسانية تجاه مدينتهم كي يرقوا بها إلى المعالي ويساندوا الفقير والمحتاج ، واليتيم والأرملة ، والمريض والطالب ، وساندهم علماء المدينة وتجارها و رجالاتها ، 

وكان من بين المؤسسين الأساتذة الأفاضل :

الحاج عبد الجليل كسيبي – الحاج عبد الجليل بيطار – د. أنيس المصري – الأستاذ عبد الودود سبسبي الخطيب الرفاعي – عبد المجيد طرابلسي – عبد الوارث الطرشة – الحاج مصطفى الأبرش - والأستاذ الحاج أديب علوان فقيدنا اليوم ، رحمهم الله جميعا،

فبعد أن بدأ العاملون فيها بجمع الفرنك والفرنكين في البدايات ، حتى أضحت هذه الجمعية صرحا كبيرا ضخما تقدم خدماتها الجليلة المنوعة لأهالي المدينة حيث كسبت ثقة الجميع برجالها المخلصين.

تستحق جمعية البر أن تكون بحثا قيما لرسالة دكتوراه في أرقى جامعات العالم ، كي تبين حقيقة العمل الخيري و آثاره الإيجابية على المجتمع ، وتبين ما مرت به من صعوبات وعقبات تجاوزتها بفضل تضحيات مؤسسيها وداعميها وأفراد المجتمع. فصارت النموذج الرائع الذي يحتذى به لكل إنسان سلك طريق العمل الخيري ، لأنه طريق من يشعرون بآلام الناس و معاناتهم ويبذلون ما يستطيعون لتخفيف هذه الآلام ، لم يدفعهم إلا هذا الشعور القلبي والوجداني بالمسؤولية المجتمعية ، فالفرق كبير والبون شاسع بين من يعيش لنفسه ، وبين من يعيش يحمل في قلبه هم الناس وآلامهم ويعمل كل ما بوسعه باذلا ماله وجاهه ووقته وعلمه وعلاقاته في خدمة الناس وتخفيف آلامهم.

عظم الله أجركم يا أهل حمص الحبيبة ، عظم الله أجركم آل علوان الكرام ، عظم الله أجركم أصدقاء و محبي الحاج أديب. رحمك الله يا أستاذنا الفاضل حاج أديب ، رحمك الله رحمة واسعة ، وهنيئا لك مثواك الأخير في جنة البقيع جوار الحبيب المصطفى. نم هانئا ولن تنساك تلك السنون و العقود من عمل دؤوب ، لن تنساك دمعات الأرامل في جوف الليل ، ولن ينساك أهل حمص.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين