من خصائص الأستاذ أحمد عز الدين البيانوني

كتب الأخ الفاضل محمد عدنان كاتبة نبذة جامعة عن فضيلة الشيخ أحمدعزالدين البيانوني 

نشرت في موقع رابطة العلماء السوريين هــنا

وشعرت بتقصيري في هذا المقام فمن واجب فضيلة الشيخ علينا أن نعترف بفضله ونقدّم للأجيال صورته كما عايشناها ولن تستطيع الإلمام بها لكن قررت أن أضع بين أيديكم نماذج عن كل صفة اتصف بها رحمه الله ولعلّ أخي الدكتور عبد المجيد يتوسّع في كتابه عن الشيخ فيستقصي نوابغه رحمه الله :

أولاً كان ضخم الجثةقويّ البنية .

١) رأيناه بأمّ أعيننا يحمل كيس القمح (شنبل الحنطة)وينزل به الى القبو وكأنه يحمل وسادة وسادة. فيقف ويكلمنا وهو يحمله ويتلفت يمينا ويسارا دون عناء.

٢) كانت وسادات الليوان غير مرتبة فأمر بترتيبها فرأيته يمسك إحداها بقبضة كفيه من طرفهافيحملها ليضعها مكانها فأردت تقليده توهمت أنها خفيفة فلم استطع تحريكها لثقلها وقال لي: أنها محشوة شيئا ثقيلا. فحملتها بكل قوّتي متعجبا من فعله.

ثم دخلت الليوان بعدها وقمت بمحاولات لتقليده لكنني أتعبت كفّي وأصابعي وعجزت.

٣) أخبرت ابنه ابواليسر فضحك وقال: إذن أنت لا تعلم شيئا عن قوّة عضلاته إنه يمارس التدريب بالدنابل يوميا وأراني الدنابل فحمت إحداها بيدي بصعوبة بينما هو يحرك يديه بهما بسهولة .

ثانيا :كان سريع البديهة:

١) جاءه رجل جلف ذات يوم وقال بصوت مرتفع:

ياشيخ بدي أسألك سؤال إذا بتعرف جاوب إذا مابتعرف لا تلف وتدور مثل المشايخ يللي سألتهم قبلك.

ابتسم الشيخ وقال له : لمن سألت قبلي ؟

فقال الشيخ :.. ...... 

وذكر اسم عالم جليل من بقايا السلف الصالح ومن جيل الشيخ عيسى البيانوني رحم الله الجميع.

فعلم الشيخ أنه أمام جاهل أحمق ومصيبة متوقعة ومع ذلك قال له : أعدك أن لا ألف ولا أدور تفضل .

قال : أنا في المنام جامعت زوجتي . وفي المنام أغتسلت .فلماذا أغتسل إذا استيقظت من النوم ؟ لو جامعتها باليقظة...أغتسلت باليقظة .

فقال له : هل رأيت على سروالك ماء الرجال عندما استيقظت؟

قال : نعم .

قال فأين اغتسلت في منامك ؟

قال : في العتبة .

قال له الشيخ : وهل وجدت العتبة مبللة بالماء ؟

قال : لا .

ضحك الشيخ وقال: إذا الجنابة حصلت حقيقة والغسل لم يحصل حقيقة عليك أن تفعله.

فصاح الرجل: بحضي بديني انت اللي بتفهم وكل هلمشايخ اللي سألتهم مابيفهمو شي.

واستسلم الشيخ للضحك وهو يقول لا والله كلهم بيفهموا وفيهم الخير والبركة وانصرف الرجل وهو يردد الحالة ويؤكّد الحكم .

٢) كان لا يوفر فرصة ابدا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكان أحد المنشدين على جانب من التقصير والشيخ يأمره بالمعروف في كل لقاء لا يملّ .

وذات يوم جمعتهم مناسبة من المناسبات الشيخ في صدارة المجلس مع العلماء والمنشد أمامهم مع المنشدين فاختار المنشد بيتا من الشعر يظن أنه يردّ فيه على الشيخ وراح يكررها مرارا وهو يحدّق في وجه الشيخ .

فهم الشيخ مراده فابتسم واليكم البيت وردّ شيخ عليه :

يقول المنشد :

(فابق في العرج ففي العَوْدِ عند منقلب الذود تسبق العرجاء)

يريد ان الشاعر يقول له ألف في التقصير الذي انت فيه ...

فقال له الشيخ: من قائل البيت ؟ فردّ بحماس :

سيدي اروّاس .يظن أنه سينتصر .لكن الشيخ قال له : هل قال هذا وهو يمعن في التقصير أم قالها وهو في ذروة التطبيق والحرص على السنة ؟ فقال : بل هو في أعلى أنواع التطبيق . فقال له حبذا لوكنت مثله ثم ابق في الهرج بعدها. لخفض رأسه خجلا.

ثالثا : كان خطاطا بارعا يكتب بخط الرقعة البديع سجيّة .وكان رسّاما ماهرا .

١)شهد له بفن الرسم مفتش التربية الفنية الاستاذ( غالب سالم )عندما سألني عن اسمي وسألني هل يقربك الأستاذ الشيخ أحمد؟ قلت : هو عمّي فقال : هذه أول مرة ارى فيها شيخا رساما يده متمكنة من الرسم .

ناهيك عن اساتذة التربية الفنية ممن ابدى إعجابه بالشيخ .

٢) كاد الفنان العظيم خطاط القرآن المعروف عثمان طه أن يطرد من الثانوية الشرعية لأنه رسم رسمة ما . لكن الشيخ اطلع على القضية وتولّى الأمر فعفى عنه وأرشده الى الفن المستقيم والخطوط عثمان طه رأى أنّ من يأمره يتمتع بذواقة في الرسم والخط. نتج عن ذلك أن كسبنا خطاطا خالد الذكر طالما ذكر هذه الحادثة للناس بالتفصيل.

رابعا : كان لا تأخذه في الله لومة لائم :

١) أعلن على منبر الجمعة أن اعتقال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة ظلم وجور وتعدٍ على علماء الدين العاملين .

فسُرّح من وظائفه في الأوقاف ومنع من الخطابة والإمامة .

٢) ولما حصل الانقلاب على ذلك الظالم. وأفرج عن الشيخ عبد الفتاح. جاءوا إلى الشيخ وقالوا: قدّم طلب استرحام لسيادة الرئيس ليعيدك الى وظائفك فنظر وعلم أنه أخبث ممن قبله فرفض .

فأعيد الى وظائفه ثم جاءه مرة أخرى ذلك المسؤول يطلب منه شكر الرئيس على إعادته الى وظائفه لكنه رفض رفضا قاطعا .

خامسا: كان ملتزما بالفصحى المعسولة اللفظ حتى صارت فيه سجية لا ينفكّ عنها وهو في أصعب حالات مرضه 

سألت فضيلة الشيخ عبدالرحمن زين العابدين سيبويه حلب فقلت:

سيدي أراكم تلتزمون صلاة الجمعة في العثمانية؟ قال لأن الخطيب فيها الشيخ أحمد عز الدين البيانوني فلا أفجع عنده بلحن لغوي أبدا .

هذه مساطر.

ارجو ان أكون قد وفقت في الاختصار وإليكم بعد هذا نموذجا من شعره وخطه ورسمه في لوحة مباركة قدمها لأخينا أحمد المؤذن .


جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين