الشيخ عبد الرحيم بن الخياط الزكاري الحسني

ولادته وأسرته: 

ولد الشيخ عبد الرحيم بن الخياط الزكاري المغربي بدرب سيدي بوجيدة بالمدينة العتيقة بفاس بالمغرب الأقصى عام 1945م؛ إذ كان والده سيدي عبد العزيز بن الخياط الزكاري احد كبار علماء الفقه المالكي بالقرويين بفاس وتتلمذ على يده الكثير منهم (---------) ، أما جده سيدي أحمد بن الخياط الزكاري فهو شيخ الجماعة في فاس وذكر تلاميذه ما يزيد على 112 مؤلفا بين كراس ومخطوط، وقد أفرد له سيدي محمد بن جعفر الكتاني ترجمة مفصلة في كتابه "سلوة الأنفاس" أما والدته البتول بنت حميد الدباغ فهي سليلة سيدي عبد العزيز الدباغ صاحب كتاب الإبريز.

نشأته وهجرته إلى الشام: 

ينحدر نسبه الى الأشراف الحسنيين الى المولى إدريس مؤسس مدينة فاس، وقد أولاه والده رحمه الله عناية خاصة فبعد أن أكمل تعليمه في ثانوية مولاي ادريس بمدينة فاس، انقطع للزهد والعبادة وحفظ القرآن الكريم عام 1965 ثم أرسله والده لحج بيت الله الحرام عام 1966م.

وبعد هزيمة العرب مع اسرائيل في حرب يونيو 1967 نذر نفسه للجهاد للدفاع عن فلسطين واستأذن والديه لذلك فسافر الى بلاد الشام عام 1968م والتقى اثناء رحلته بالقطار من اسطنبول إلى حلب بأحد علماء حلب، وهو الشيخ كامل سرميني، وكان قد حج معه والتقى به على صعيد عرفات عام 1966م، فتعجب لقدومه، فأخبره أنه ينوي الالتحاق بصفوف الفدائيين الفلسطينيين، فأشار عليه بالعدول عن ذلك وبطلب العلم الشرعي.

بعد ذلك سافر الى دمشق والتقى هناك بالشيخ السيد مكي الكتاني، وكذلك الشيخ صالح الفرفور رحمهم الله جميعا فأشار عليه الشيخ صالح الفرفور بطلب العلم الشرعي، ونصحه بالتوجه الى حلب الشهباء.

استقراره في حلب ودراسته في معهد الكلتاوية:

فرجع الى حلب، والتقى هناك بالشيخ عمر ملاحفجي الذي كان واعظا في سجون حلب ومن بعدها واعظا ومفتشا في سجون المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة أتم التسليم، فأخذه الى الشيخ محمد النبهان وأحبه حبًّا عظيما وتتلمذ على يديه، وبدأ بطلب العلم الشرعي في المعهد الشرعي الذي يشرف عليه "دار نهضة العلوم الشرعية" والمعروف بمعهد الكلتاوية وتخرج من هناك عام 1973م وهي نفس السنة التي تزوج فيها من بنت أستاذه في الفقه الشافعي الشيخ عبد الرحمن حوت وهو أحد أعلام الفقه الشافعي في حلب لمدة تزيد على خمسين عاما كما تولى إدارة المعهد الشرعي بعد تأسيسه مباشرة عام 1964م.

دراسته في الأزهر: 

أكمل دراسته الجامعية في الأزهر الشريف، ودرس في كلية اللغة العربية وتخرج فيها عام 1978م، ثم تابع دراسته العليا هناك، واختص في علوم اللغويات "النحو والصرف" حيث ناقش أطروحته في الماجستير "أسلوب العطف بـ أو في القرآن الكريم" عام 1982م، ويبلغ حجمها 228 صفحة تقريبا وتم طباعة نسخ محدودة للغاية منها ذلك الوقت، وأرجو أن ييسر الله لي إخراجها قريبًا.

أما موضوع أطروحة الدكتوراة التي بدأها ولم يكملها للأسف الشديد فهي "حواشي الزمخشري على المفصل لابن يعيش الحلبي" حيث أكمل حوالي 738 صفحة من مجموعه 2000 صفحة.

أساتذته في الكلتاوية : 

أما أساتذته ومشايخه في المعهد الشرعي فأذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر:الشيخ عبد الرحمن حوت، والشيخ محمد لطفي، والشيخ أحمد مهدي خضر "المحامي المعرف بحلب"، والشيخ محمد أديب حسون، والشيخ طاهر الزنكلوني "المصري الأصل" والشيخ ضياء الدين الصابوني رحمه الله والمعروف بشاعر طيبة، والشيخ محمد نذير حامد رحمهم الله تعالى.

أصدقاؤه في طلب العلم في حلب : 

أما أصدقاؤه في طلب العلم في المعهد الشرعي فأذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر أيضًا: الشيخ بلال حمزة الكردي الأصل والذي كان أمين سر المعهد الشرعي، والعلامة الشيخ محمد أمين مشاعل رحمه الله تعالى، والشيخ عبد الرحمن ذمة، وكذلك الشيخ يحي فاضل، والشيخ أسعد زين العابدين "التركماني الأصل"، والشيخ محمد علي قايبال "التركي الكردي الأصل" الذي كان اماما لجامع السلطانية بحلب وحاليا أستاذا في معهد العلوم الشرعية بالجامع الكبير "مسجد ابراهيم الخليل" في مدينة الرها "أورفة" بتركيا إضافة الى الشيخ عبد الله الحسن، والشيخ إبراهيم المنصور، والشيخ مصطفى المنصور، ولا ننسى الشيخ محمود ناصر حوت الخطيب المعروف في حلب ومدير المعهد المعهد الشرعي فيما بعد ، والشيخ محمد مصطفى حوت، والشيخ أحمد ناصر حوت ، والشيخ يوسف حوت، والشيخ عبد المنعم سالم وغيرهم الكثير ممن لا تسعفني الذاكرة لاستحضار اسمائهم.

أصدقاؤه في طلب العلم بالأزهر:

أما أصدقاؤه في طلب العلم في الأزهر الشريف فأذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر أيضا: الشيخ علي القره داغي "العراقي الكردي الأصل"، والشيخ عبد الحكيم السعدي، والشيخ عبد الرزاق السعدي، والشيخ عبد القادر السعدي، والشيخ عبد القادر العبد الله العاني، والشيخ أحمد المصراتي، والشيخ عبد القادر الناصر المارعي، والشيخ عبد الحميد الفياض، والشيخ أحد رميض، والشيخ محمود جمعة الكبيسي، والشيخ محمود العبيد، والشيخ محمد علي قايبال بالإضافة للكثير ممن درس معه في المعهد الشرعي.

أما أساتذته ومشايخه في الأزهر الشريف فأذكر منهم : الدكتور محمد الشاطر "الصعيدي الأصل من محافظة قنا" المشرف عليه في أطروحة الماجستير، وكذلك الدكتوراه، وكذلك الدكتور محمد ابراهيم البنا العلامة في اللغويات وكتب سيبيويه، والدكتور محمد بسيوني العلامة في البلاغة.

هجرته إلى مكة المكرمة وإقامته في إسبانيا وتدريسه ببنغازي: 

انتقل عام 1983م الى مكة المكرمة حرسها الله، وبعد أن حج ذلك العام حاول الإقامة بها فأرسلته رابطة العالم الإسلامي داعية الى اسبانيا ومكث بها قرابة الست سنوات، بعدها انتقل عام 1989م الى مدينة بنغازي بليبيا فبقي هناك حتى عام 1998م حيث عمل أستاذا في معهد المعلمين ببلدة سلوق، وكذلك إماما وخطيبا بمنطقة الهواري القريبة من بنغازي.

وفاته: 

قضى آخر أيامه رحمه الله في مدينة حلب الشهباء حيث توفي هناك عام 2009م بعد صراع طويل مع مرض الكبد ودفن بمقبرة الشيخ جاكير في حلب.