قصص الشيخ سعيد الطنطاوي عن العلماء وأقواله (1) 

إن المطلع على حياة الشيخ سعيد يدرك ابتداء أن سيرته كتاب عجيب مفيد ،ترى فيه الفوائد والمنافع والحكم والعلوم المتنوعة ،وتعجب - والعجب لاينقضي من هذا النحرير- من فرط ذكائه وحدة حافظته، وألمعية عقله، نظرت في أوراقي التي حبرتها بأخباره فألفيت جانباً في حياته العلمية يبدو واضحاً، من تكراره بعض القصص التاريخية المتنوعة الهادفة ، وظاهراً من مواقفه وأقواله تلك التي خص بها العلماء المحدثين ،قلت في نفسي إن من الواجب على من أحب هذا الشيخ أن ينشر آثاره ،ويفرغ علومه ،ويبين فضائله، قالوا :شهرة العالم بمصنفاته أو بمن يروي عنه ، مع أن الشيخ غني عن التعريف ،لأنه يندرج تحت قول الرواس :

سأُطوى برمسي ثم تبدو عجائبي=بها القومُ في بيض المحافل تخطبُ

تطوفُ بلاد الله في كل وجهة=وتفصح عن طوري بصدق وتعربُ

زعم بعض من لم يعرف تاريخ الشيخ – لاسيما في دمشق -أنه لم يفد بشراً ،ولم يترك لنا أثراً ،ولكن الأمر كما كان رحمه ينشد :

وما أنا إلا المسكُ ضاع وعندكم=يضيع ُ وعند الأكرمين يضوعُ 

وقال الشاعر :

والنجم تستصغر الأبصار رؤيته=والذنب للطرف لاللنجم في الصِّغرِ

ولندع الترهات ونأتي إلى الحقائق والمكرمات ولن نضيّع وقتنا وجهدنا في الفارغات ،لقد أجمع كل من صحب الشيخ على أن شمسه لاتغيب ،فخيم الشأن وفير العلم ،عالي الكعب ،لانظير لهمته في الدعوة والإرشاد سواء في شبابه أو كهالته ،فسيرته منيرة ،وعلومه الغزيرة مضيئة ،لقد أنهك جسمه في العمل الإسلامي ،لايكل ولا يمل ،ولو تتبع واحد سيرته في تربية النشء،وطرقه التربوية ،وأتى على أنشطته ،لحبر دفاتر كثيرة ولأفاد الناشئة كثيراً ، أما العلم فقد أفرغ بعضاً من علومه ومعارفه في تلك الرسائل التي طبعها في نشاطه الجامعي تحت عنوان " رسالة المسجد " وأودع بعضاً آخر في تعليقاته وتعقيباته التي سجلها في حواشي الكتب وهوامشها ،أما الجزء الثالث فقد قاله لأحبابه الذين صحبوه في حله وترحاله ،فأجدر بهم أن ينشروه ، فهو أمانة في الأعناق أهداها إلى محبيه وقاصديه فأقواله بأنواعها لآلئ نورانية ،ومواعظه جواهر محمدية ،وقصصه نفحات ياقوتية،وحياته كلها ربانية فهو كما قيل :

نحن بالله نشرنا=وسوى الله طوينا 

نعم هذه هي حياته كلها لله رب العالمين،كان يختار قصصه بأناة وروية ، ويلفظها بنبرات جميلة شآمية، فيبعث فيها الحياة مع قدمها ،ويشفي بها النفوس مع كثرة أمراضها وأوجاعها ، أسرى فيها إخلاصه ،وأجرى بها أنفاسه الطاهرة فصارت أدوية قاهرة ، نظرت في هذه القصص والحكايات التي سمعتها منه أو أخبرني بها بعض أحبته الثقات، فوجدتها مليئة بالحكم والوصايا ،وموارة بالمعاني المنيفة ،والأغراض العالية الطريفة ،ترشدنا إلى فكره العلمي ،وسلوكه الرباني ،وتوقفنا على معاييره في الثناء على العلماء ،وهي متنوعة ،بعضها عن الصحابة والتابعين والعلماء الصالحين ،وبعض آخر عن مشايخه وأساتذته وأحبابه المقربين من المحدثين ،فمما سمعته:

1- قصة سلمان الفارسي وأخيه أبي الدرداء 

قلت له مرة :أنا أدعو الله دائما بالقول :اللهم أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ،وتابعت قولي :"الباء هنا تفيد السببية ،فأعمالنا لا تمشّينا فلعلنا بمحبة العلماء الأولياء الصالحين ،نُقبل ويتيسر أمرنا ،فنظر إليّ بعينيه الزرقاوين من تحت نظارته محدِّقاً، وقال :آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سلمان الفارسي وأبي الدرداء ،ثم سكن سلمان العراق وأبو الدرداء الشام ،فكانا يتكاتبان فكتب أبو الدرداء إلى سلمان " سلام عليك أما بعد :فإن الله رزقني بعدك مالاً وولداً ونزلت الأرض المقدسة فرد عليه سلمانُ :سلام عليك أما بعد : فاعلم أن الخير ليس بكثرة المال والولد ، ولكن الخير أن يكثر حلمك ،وأن ينفعك الله بعلمك ،وأن الأرض المقدسة لاتقدسُ أحداً ،فاعمل كأنك ترى ،وأعدد نفسك في الموتى "ومضمون القصة واضح بين .

2- - قصة شُريح القاضي وعمر بن الخطاب ،ولع بها الشيخ سعيد فكان يحبها ويكررها لاسيما إذا عرف أن واحدة من أسرتك اسمها زينب ،فبعد أن يسألك عن شريح القاضي ،ويتأكد أنك لاتعرفه ،يشرح لك قصته فيقول :عينه عمر بن الخطاب على الكوفة ،وبقي قاضياً عليها مدة طويلة ،حتى طلب من الحجاج أن يعفيَه من القضاء فأعفاه – وكان سبب توليه القضاء فيها ،أن عمر بن الخطاب اشترى فرساً من رجل وركبه ليُجرِّبَه ،ولكن سرعان ما أصاب الفرسَ عرَجٌ ،فقال عمر رضي الله عنه للرجل :خذ فرسك ،وأرجع لي ثمنه فأبى الرجل ،فاحتكما إلى شريح القاضي ،فقال شريح : يا أمير المؤمنين :خذ ما ابتعت ،أو رُدَّ كما أخذتَ ،فلما رأى عمر رضي الله عنه حكمة شريح وعدله ، بعثه إلى الكوفة واستقضاه عليها ،وله أبيات قالها في زوجه :

رأيت رجالاً يضربون نساءهم=فشُلَّت ْيميني يوم أضرب زينبا 

أأضربُها من غيرِ ذنبٍ أتتْ به=فما العدلُ مني ضربُ من ليس مذنبا 

-أما أبيات النميري الذي أحب زينب بنت يوسف الثقفي أخت الحجاج بن يوسف الثقفي فكان يرددها كثيراً :

تضوَّعَ مسكاً بَطنُ نَعمان أنْ مشتْ=به زينبٌ في نسوةٍ خَفِرات 

وقد يلتفت إليك ليسألك ماذا قال له الحجاج ،فإذا أدرك أنك لاتعرف فاجأك بالقول :قال له الحجاج: كذبتَ ،والله ما كانت تتعطر إذا خرجت من منزلها ،والشيخ حافظ للقصيدة كلها ،قصتها ومعانيها اللغوية

3- قصة الفراء وابن خالته محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة 

كان الشيخ سعيد – بلَّ الله رمسه بوابل رحماته – يكرر هذه القصة كثيراً ليؤكد على العلاقات بين العلوم الشرعية واللغوية ،ملخصها أنهما التقيا فقال محمد بن الحسن للفراء وهو ابن خالته لماذا لاتشتغل بالفقه مع هذا الخاطر _أي مع ذكائك- فقال :من أحكم علماً فذاك يهديه إلى سائر العلوم ، فقال محمد :أنا ألقي عليك شيئا من مسائل الفقه ، فأوجد مخرج جوابه من النحو فقال : هات ، قال :ما تقول فيمن سها في سجود السهو ؟ فتفكر ساعة ثم قال : لاسجود عليه ،فقال : من أي باب من النحو خرّجتَ هذا الجواب ؟ فقال : من باب أن المصغَّر لايصغر ، فتحير من فطنته "سمعتها منه وهي مشهورة معروفة ، مثالها لفظة "الكميت" المصغرة فهي لا تصغر ،ونسب بعضهم الحكاية إلى الكسائي لكن الشيخ نسبها كما في كثير من المصادر إلى الفراء العالم النحوي الكوفي المشهور . 

4- - قصة النحوي ابن بابشاذ والقط :

قال لي في إحدى زياراتي :أنا رجل رقيق القلب جداً جداً ،كنت في الجامعة أتألم كثيراً على ضفدعة مسكينة إذا رأيتها تُشرَّح،وكنت أحب القطة التي كانت عندنا حباً كثيراً ،أقوم بخدمتها وأرعاها ،وكانت تقف خلف باب الدار تستقبلني ،فهي تميز صوتي وتعرفه حين أقول :"أنا" رداً على من يسألني: من الطارق، و هي في اللهجة الشامية الدارجة "مين"، أي من الطارق، –قال :تعلمت من هذه القطة الحِمية عند المرض ،كانت ترفض الأكل حين تمرض وتجلس تحت الدرج ،وأحاول أن أدللها لتأكل لكنها كانت ترفض ،فإذا تحسَّنت عادت لتأكل ،فأدركت أنها تعالج مرضها بالحِمية ،فاستفدت ذلك منها ،لذا قد ترى على الطاولة في غرفته أدوية انتهتْ مدتها ولم يستعملها لإيمانه أن الحِمية أصلح من الأدوية وكان يقول الدواء الذي لايقع في محله يضر،ويعبث فيما صح من البدن . 

- ثم قال لي : هل تعرف قصة ابن بابشاذ النحوي أحمد بن طاهر - مع القطة ؟قلت :أعرف كتابه "المقدمة المشهورة لكن قصته مع القطة لاأعرفها ،قال مات هذا الرجل بسبب سقوطه من منارة-مئذنة – الجامع: كان في يوم من الأيام فوق سطح جامع مصر، وهو يأكل شيئاً وعنده ناس، فضرهم قطٌّ فرموا إليه لقمة فأخذها في فيه وغاب عنهم ثم عاد إليهم ،فرموا إليه شيئاً آخر ففعل كذلك وتردد مراراً كثيرة وهم يرمون له وهو يأخذه ويغيب به ثم يعود من فوره حتى عجبوا منه وعلموا أن مثل هذا الطعام لايأكله وحده لكثرته ، فلما استرابوا أمره تبعوه فوجدوه يرقى إلى حائط في سطح الجامع ،ثم ينزل إلى موضع خال خرب وفيه قط آخر أعمى فكل ما يأخذه من الطعام يحمله إلى ذلك القط ويضعه بين يديه وهو يأكله فعجبوا من تلك الحال فقال ابن بابشاذ :إذا كان هذا حيواناً أعمى قد سخر الله له هذا القط وهو يقوم بكفايته ولم يحرمه الرزق فكيف يضيع مثلي ؟ ثم قطع علائقه وتزهد واستعفي من الخدمة ونزل عن راتبه ولازم بيته ، مشتغلا بالعبادة وخرج في ليلة مقمرة ،وفي عينيه بقية من النوم فسقط من سطح الجامع فمات سنة 469هـ" 

- و كنت معه ومعي الأخ نور الدين عدي ،متجهين إلى شقته، وعلى الدرج لحقت به قطة كانت في فناء "حوش" العمارة "فراحت تتمسَّحُ بأطراف ثوبه ،وتلتصق به وكأني بها تتمايل طرباً وحبا بالشيخ ،قلت له: حتى القطط تلحق بك وتحبك، فقال لي :أنا أحب كل صاحب سريرة نقية ،ويحبني كل من سريرته نقية حتى الحيوانات – والله أعلم - ،فحمدنا الله داعين أن نكون من أهل السرائر النقية .

5- - الشيخ عبد القادر الجيلاني 

- كان محباً جداً للشيخ عبد القادر الجيلاني ، فنسبه يلتقي معه ،كلاهما حسني ،كنت أزور الشيخ ومعي كتاب الفتح الرباني ،أستخرج منه لغة الجيلاني وتراكيبه اللغوية ،فالرجل له لغة خاصة أقرب إلى اللغة العامية في بعض مجالسه ،وهي تمثل تطور التراكيب اللغوية ملأها الجيلاني بالألفاظ الفارسية ،فكانت بعض تراكيبه تحمل دلالات تتنوع وفق ضبطها بالشكل فكنت أقرؤها على الشيخ لأرى معناها ومن ثمَّ أقوم بضبطها بالحركات ،وكانت الطبعة ةرديئة سقيمة ،وأهديتها مضبوطة بالشكل مع شرح بعض الألفاظ اللغوية في هوامشها ،للأخ غسان نويلاتي لعله يطبعها فيما بعد ،ونشرت مقالة عن لغة الجيلاني في مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية ،والمهم أن الشيخ سعيد كان سعيداً في تلك الجلسة ،ويثني على صاحبها ،بأن العلم أنقذه ،من استدراج الشيطان ،ويردد كثيراً مقولة الجيلاني حين سمع صوتاً يقول له :أحللتُ لك المحرمات ،فقال له الشيخ عبد القادر :اخسأ ياعدو الله ،فلولا أن الشيخ عالم لهلك ، ويضيف قائلاً :لأن المحرمات لم يحلّها الله للأنبياء فكيف يحلّها لعبد القادر أو لعامة الناس ،نعمْ سمعت منه ذلك كثيراً ،وفي مثل هذه الجلسات كانت تصدر منه بعض الأقوال الرمزية التي تجعلك في حال الخوف والرجاء ، سمعت منه :لا تُرقِّ نفسك إن لم يرقوك ،وهذا قول له دلالة عالية عند أهل الأذواق . وسمعت منه :من أدمن طرق الباب فتحت له الأبواب .رضي الله عنه ونفعنا به وبعلومه .

6- قصة اللقاء بين ابن العربي صاحب كتاب أحكام القرآن وحجة الإسلام الغزالي 

وهي من حكايا الشيخ الجميلة ذات المضامين الراقية ،والغايات السامية ،كان رحمه الله يحبها ويستمتع بإلقائها ، ويطرب لسبكها ،ويهتز لمعانيها العميقة رددها كثيراً أمامنا ،قال :قدم ابنُ العربي من المغرب إلى المشرق فزار العراق ووصف لقاءه الغزالي بقوله:رأيت الغزاليَّ في البريَّة يلبَس المُرقّعةَ ،ويستند على عُكَّازةٍ ،ومعه رَكوةٌ، وقد كنت رأيته في بغداد ،يحضر درسه أربعُمائة عِمامة من أكابر الناس وأفاضلهم يأخذون عنه العلمَ ، فدنوت منه وسلّمت عليه وقلت : يا إمامُ أليس تدريسُ العلمِ ببغدادَ خيراً من هذا؟ فنظر الغزالي إليه شزرا،ً وقال: لما طلعَ بدرُ السعادة في فلَك الإرادة، وجنحتْ شمسُ الأصول في مغارب الوصول : 

تركتُ هوى ليلى و سُعدى بمعزلِ=وعدتُ إلى مصحوبِ أولِ منزلِ 

ونادتْ بي الأشواقُ مهلاً فهذه=منازلُ من تهوى رويدَك فانزلي 

غزلتُ لهم غزلاً رفيعاً فلم أجدْ=لغزلي نسَّاجاً فكسَّرتُ مِغزلي

7- قصة ابن تيمية مع أحد الصوفية : كنت في زيارة له سنة 1421هـ ،فحكى لي هذه القصة ذاكراً مصدرها قال : ذكرها الصفدي، قال :كان رجل –لم يتذكر الشيخ في حينها اسمه – في زمن ابن تيمية يقول :أنا أجيب على أي سؤال يتعلق بالصوفية ،فوصل الأمر إلى ابن تيمية ،واجتمعا ،قال له ابن تيمية :كيف تقولون :خضتم بحراً ،وقف الأنبياء على شاطئه ،فأجاب :نعم ، لأنهم كانوا ينقذون الغرقى ،أو المراد أنه ظلم نفسه حين لم يتابع الأنبياء الذين نجوا ،فقال له الشيخ ابن تيمية :نعم يحتمل هذا ولو زرتنا لانتفعنا بك " 

8- قصة معن بن زائدة مع زوجه ،رددها كثيراً لما فيها من فوائد ،كان معن ةيقدم ابن أخيه "يزيد" على أولاده ويحتفي به أكثر مما يحتفي بأولاده ،فعاتبته في ذلك زوجته،فقال لها : سأريك ما تبسطين به عذري في تفضيل ابن أخي على أولادي ، ولما جنَّ الليل ،طلب الأمير إلى خادمه أن يدعو أولاده إلى مجلسه فلم يلبثوا حتى جاؤوا في الغلائل – الملابس الفاخرة المعطرة - والنعال المزركشة ،فسلموا وجلسوا ى، وقال الأمير لخادمه :ادع ابن أخي "يزيد" فلم يلبث ان حضر "يزيد" عجلاً ،وعليه سلاحه ة،فوضع رمحه بباب المجلس ، ثم دخل ،فقال له عمه : ما هذه الهيئة ؟ فأجاب :جاءني رسول الأمير فسبق وهمي إلى أنه يريدني لمهم من الأمر فلبست سلاحي ،وقلت : عن كان الأمر كما توهمت مضيت لما يريده دون أن أضيع وقتاً ، وإن كان غير ذلك ،فإن نزع السلاح من أيسر الأشياء ،هنا رغب الأمير إلى أولاده ،وإلى ابن اخيه في الانصراف ، فلما مضوا عنه التفت إلى زوجه يقول لها :أما زلت عاتبة عليَّ في تقديم ابن أخي على أولادي ؟ قالت :أمّا الآن فقد استبان لي عذري ،وأقول :إذا عُرفَ السببُ بطلَ العجبُ .

9- الشيخ عبد الوهاب الشعراني 

كنت أقرأ في الطبقات بطبعته السقيمة ، راغباً الوقوف على لغة الشعراني ،فوجدت عبارات صوفية دقيقة بحاجة إلى توضيح ،قلت :لعل الشيخ يبين لي معناها ومغزاها فلغة هؤلاء القوم لها دلالات دقيقة ، ولهم في اللغة أذواق خاصة كما قال أبو حيان في البحر المحيط ،وفي جلسة مع الشيخ ،ومعي كتاب الطبقات ، مدح الشيخ الشعراني قائلاً :لقد دُسّ على هذا الشيخ كثيراً كما دُسَّ على الشيخ محيي الدين بن عربي ،"وكأني سمعت منه مرة أن لجنة من علماء دمشقيين ذهبوا إلى تركيا ونظروا في نسخة نفيسة للفتوحات المكية فوجدوها خالية من النصوص التي تجعل ابن عربي متهماً ،وكأن والده كان من ضمن هذه اللجنة – والله أعلم – 

-هذه أهم القصص العتيقة التي سمعتها منه –رحمه الله رحمةواسعة تسعده في قبره وتؤنسه في رمسه – وأنتقل إلى أحاديثه وحكاياته عن المحدثين كأساتذته ومشايخه وأحبابه تلك التي سمعتها منه.

يتبع