محمد نذير حامد

1350 ـ 1440هـ

1931 ـ 2019م

الشيخ أبو بشير محمد نذير بن محمد حامد الأريحاوي، ثمّ الحلبي الشافعي.

عالم عامل، حافظ، مفسر، ومرب جليل.

ولد الشيخ المترجم في بلدة أريحا، التابعة لمحافظة إدلب، سنة: خمسين وثلاثمئة وألف للهجرة، الموافقة لعام: واحد وثلاثين وتسعمئة وألف للميلاد، ونشأ فيها، ودرس المرحلة الابتدائية في مدارسها.

انتقل بعدها إلى مدينة حلب، وانتظم طالباً في الكلية الشرعية (المدرسة الخسروية)، عام: 1945 م، وتلقى العلم عن علمائها الأجلاء، أمثال الشيخ الفقيه محمد أسعد عبه جي، مفتي حلب، والشيخ الفقيه اللغوي محمد ناجي أبو صالح، والشيخ عبد الوهاب سكر البابي الحلبي، والشيخ المربي محمد سعيد الإدلبي، والشيخ محمد راغب الطباخ مؤرخ حلب، والشيخ الفقيه الشافعي محمد جبريني، والشيخ محمد إبراهيم سلقيني، والشيخ أمين الله عيروض، والشيخ محمد بلنكو مفتي حلب، وغيرهم من علماء حلب الكبار، إلى أن تخرج فيها، حاملا شهادتها الثانوية الشرعية، وذلك عام 1951 م.

انصرف بعدها إلى شيوخه يحضر مجالسهم في المساجد، ويقرأ عليهم الكثير من الكتب العلمية في الفقه والتفسير والحديث وسائر العلوم الشرعية والعربية، واستمر على هذا النهج، لأكثر من ست سنوات، ومن أكثر هؤلاء الشيوخ تأثيراً في حياته العلمية والدعوية: الشيخ محمد النبهان، والشيخ محمد أبو الخير زين العابدين، والشيخ محمد أسعد عبه جي، والشيخ عبد الله حماد.

وفي عام: 1957 م، انتسب إلى كلية الشريعة بجامعة دمشق، وتابع دراسته فيها بكل جد واجتهاد، إلى أن تخرج فيها حاملا إجازتها، عام: 1961 م، ومن أساتذته وشيوخه في كلية الشريعة بجامعة دمشق: العلامة الشيخ الدكتور مصطفى أحمد الزرقا، والشيخ الدكتور معروف الدواليبي، والشيخ الدكتور مصطفى السباعي، والدكتور يوسف العش، والشيخ محمد بهجة البيطار، والدكتور محمد فوزي فيض الله، وغيرهم.

بعد تخرج المترجم في كلية الشريعة، انصرف إلى العمل في نشر العلم والدعوة إلى الله، وذلك من خلال عمله مدرساً في ثانويات مدينة القامشلي، ثمّ في ثانويات حلب، ثم انتدبه الشيخ محمد النبهان للتدريس في دار نهضة العلوم الشرعية، (المدرسة الكلتاوية)، كما عمل إماما وخطيبا في جامع (الترمذي) بحلب، لمدة يسيرة.

أعير بعدها إلى المملكة العربية السعودية، مدرسا للغة العربية، والتربية الإسلامية، بين عامي: 1974 و1976 م، ثم رجع إلى مدينة حلب، وبقي فيها ثلاث سنوات، عاد بعدها إلى المملكة العربية السعودية، وعمل في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، مدرسا في شعبة اللغة العربية لغير الناطقين بها، ثمّ تحول إلى الهيئة الملكية، فعمل مدرساً في مدارس (الجبيل) و(ينبع)، من عام: 1987 إلى عام: 1991 م.

أمضي الشيخ المترجم شطراً كبيراً من حياته في التعليم ونشر العلم، لذلك فقد كثر طلابه، والآخذون عنه، نذكر منهم: الشيخ الدكتور محمود أحمد الزين، والشيخ الدكتور عثمان العمر، والشيخ الدكتور أحمد عيسى محمد، والشيخ محمود ناصر الحوت، والشيخ عبد الهادي بدلة، والشيخ مجد مكي، ود. محمد حجار، والمهندس زكوان أفندي وعاطف بيانوني، وغيرهم كثير.

تفرغ بعد تقاعده من العمل في التدريس، للعمل في تصنيف موسوعة (التفسير الميسر)، التي تزيد على الستين مجلداً، بالتعاون مع الشيخ عادل قربان التركستاني، وقد انتهى الشيخ من تأليف الكتاب، وإعداده، ولكنه لم يطبع حتى الآن، نسأل الله سبحانه أن ييسر طباعته ونشره، ليعم نفعه.

طيب القلب، لطيف المعشر، حلو الكلام، آلف مألوف، محب لطلابه يوصيهم بمتابعة طلب العلم، والمحافظة على العبادة، والإكثار من الذكر وتلاوة القرآن، والمحافظة على السنن.

جميل الوجه منور الشيبة يزين رأسه بعمامة بيضاء زادته بهاء وهيبة. 

بقي الشيخ المترجم على سمته في نشر العلم وافادة الطلبة مع ما كان يعاني من الملاض في أواخر حياته، إلى أن وافته المنية ضحى يوم الأربعاء العاشر من جمادى الأولى عام: 1440هـ/ الموافق السادس عشر من كانون الثاني، عام: 2019م. في مدينته حلب ودفن غيها رحمه الله

المصادر والمراجع

1- مقابلة شفوية مع المترجم جرت في جامع سعد بن الربيع في حلب صيف عام 2010 م.

2- كتاب علماء من حلب في القرن الرابع عشر لمحمد عدنان كاتبي