الشيخ مصطفى سعيد الخن العالم المربي الأصولي الفقيه اللغوي

مصطفى سعيد الخن العالم المربِّي، وشيخ علم أصول الفقه في بلاد الشَّام

1341ـ1428

1922ـ2008

لمحاتٌ من حياته:

اسمه ونسبه ونشأته:

هو مصطفى بن سعيد بن محمود الخنُّ، الشَّافعيُّ، الميدانيُّ، الدِّمشقيُّ، من أسرةٍ دمشقيَّةٍ عريقةٍ، كان لها منذ عهود العمادة والمرجعية في الميدان كلِّه.

كان والده (مختار حي الميدان الفوقاني) ثم انتقلت المختارية بعد أبيه إلى أخيه محمد خير.

نشأ مصطفى الخن في كَنف والديه -مع إخوته وأخواته- في جوٍّ أُسري يسوده الصَّفاء والهيبة والاحترام، ولمَّا بلغ الثَّامنة من العمر؛ ألحقه والده بالكُتَّاب، ثم ألحقه بعد ذلك بمدرسة الجمعية الغرَّاء الابتدائية، فلازمها سنة كاملة، انتقل بعدها إلى المدرسة الرَّسمية التي كانت تُدعى (أنموذج الميدان).

وفي صيف (1350هـ -1931م)؛ اكتشف الشَّيخ الخطَّاط محمَّد زرزورـ والد الدكتور عدنان زرزورـ علائم النَّجابة والأهليَّة عند مصطفى الخن، الذي كان أحد التَّلاميذ المنتسبين إلى مكتبه لتعلُّم القرآن والخطِّ والحساب؛ ومسك الدفاتر (الدوبيا)؛ فاستأذن والده أن يصطحبه معه إلى دروس الشَّيخ حسن حبنكة في جامع مَنْجَك، فسمح الوالد ولم يمانع.

وكان الشَّيخ الدَّاعية حسن حبنكة -رحمه الله تعالى- قد أسَّس في المسجد مدرسةً متكاملةً، تشتمل على تعليم الشَّباب المنقطعين لطلب العلم صباحاً، من بعد صلاة الفجر حتى صلاة الظُّهر، وتعليم الكبار-من التُّجار وأصحاب الحرف- بعد صلاة العشاء.

التحق التِّلميذ مصطفى الخن أوَّل الأمر بالقسم المسائي، و أُعجب فيه شيخه حسين خطاب؛ لمَِا لمس عنده من مخايل الحفظ والذكاء، ونقل إعجابه إلى الشَّيخ حسن، فأوصى به خيراً.

ولم تمض مدَّة حتى حُبِّب إلى التِّلميذ النَّجيب طلبُ العلم، فقرَّر الانتقال إلى القسم النَّهاري، وكانت تلك خطوةٌ جريئةٌ موفَّقة، تخالف ما تعارف عليه الناس من الإشفاق على طالب العلم، وأنه محكوم عليه أن يعيش حياة العَوَز والكفاف.

أُقيمت على إثرها حفلةٌ في بيت الأسرة احتفاءً بأوَّل طالبِ علمٍ ينبغ في (آل الخن)، وأُلبس الطَّالب مصطفى العمامة بدلاً من (الطَّربوش!)، وقد لفَّها له الشيخ حسين خطاب رحمه الله تعالى، وألقى الطالب المعمم( مصطفى) كلمة بهذه المناسبة، وشهد هذا اليوم تحولاً ظاهراً في اهتمام أفراد الأسرة بأول طالب علم ينبغ من (آل الخن) وأَعلن الأب رعايتَه التامَّة له.

سيرته العلمية:

شبَّ مصطفى الخن في جامع منجك، وغدا طالباً مجُِدّاً نشيطاً، متعلِّماً في الصَّباح، ومعلِّماً في المساء، وشاء الله -سبحانه- للحلقات النَّهارية أن تصبح نواة لمعهد (التَّوجيه الإسلامي)، وانتقل الأستاذ مصطفى للتَّدريس في المدرسة النَّاشئة التَّابعة للمعهد.

وقد أسهم الجمع بين مهمَّتي التعلُّم والتَّعليم في صنع الشَّخصية العلميَّة للشَّيخ مصطفى الخن، وكان لتوجيه الشَّيخ حسن حبنكة الأبويِّ التَّربويَّ؛ أثرٌ كبيرٌ في التَّناغم والتَّآلف والتَّكامل بين المهمَّتين.

قال صديقه في طلب العلم الشيخ عبد الرحمن الميداني في كتابه عن والده ص122وهو يذكر أعيان الدفعة الثانية من الذين انتظموا في حلقات الشيخ حسن حبنكة رحمه الله تعالى : «التحق الشيخ مصطفى الخن بمدرسة الوالد الإمام منذ أوائل فتوته ، ولازم المدرسة ليلاً ونهاراً شاباً ذكياً ألمعياً ، فيه أمارات النبوغ وسرعة التقدم .

وخطى في طلب العلم خطوات سريعات كان فيها من المتفوقين ، حضر أول ما حضر على رجال الرعيل الأول (الشيخ صادق حبنكة والشيخ حسين خطاب ، ونعيم شقير، وخيرو ياسين) .

ثم اندمج في حلقة هذا الرعيل يتلقى معهم على الوالد.... وبرز بين أقرانه بعد ذلك علماً وتعليماً ، وصار له نهم شديد في مطالعة كتب الأدب، وتصيد النوادر ، والعيون الأدبية الشعرية والنثرية، وحفظها وروايتها بإتقان وجاذبية»اهـ..

وكان الشَّيخ العلَّامة الربَّاني حسن حبنكة يرشد طلَّابه النابهين، أن يزوروا العلماء الكبار، وأن يجلسوا إلى دروسهم، فكان الشَّيخ مصطفى يحرص على ذلك كل َّالحرص، ومن العلماء الربَّانيين الذين زارهم، والتقى بهم، أثر على نفسه:

1. الشَّيخ علي بن عبد الغني الدقر(1362ـ1943): وهو شيخ شيوخ معهد العلوم الشَّرعية، ورئيس الجمعية الغرَّاء ومؤسِّسها، عالمٌ ربانيٌ، جمع بين التَّعليم الشَّرعي، والتَّربية الرٌّوحية، وأوجد مدرسة تُحتذى في التَّخلق بأخلاق الإسلام، وكان الشَّيخ مصطفى يزوره في مسجده (جامع السادات)، و يحضر بعض دروسه.

2. الشَّيخ محمَّد أمين سويد(1350ـ1931): وهو عالمٌ مشاركٌ، وأصوليٌّ بارعٌ، ومن كبار علماء دمشق، طلب العلم في الأزهر، وعمل مدرساً في معهد الحقوق، وفي مواقع علميةٍ عديدة، وقد التقى به الشَّيخ مصطفى وجلس إليه؛ عندما كان الشَّيخ محمَّد يتردَّد إلى جامع منجك.

3. الشَّيخ إبراهيم بن محمَّد خير الغلاييني(1377ـ1958): وهو عالمٌ عابدٌ، له في نفوس الناس مهابةٌ ومحبَّة، وَلِيَ قضاء وادي العجم، وإمامة وخطابة جامع مدينة (قَطَنا)، وكان الشَّيخ مصطفى يزوره دائماً، وربما قضى عنده سحابة اليوم.

4. الشَّيخ أبو الحسن علي الحسني النَّدْوِي(1421ـ2000): العالم المعروف، والمؤلف المبدع، والخطيب المفوَّه، والعضو في العديد من المجامع اللُّغوية العربية، وقد لقيَه الشَّيخ مصطفى في القاهرة حين كان طالباً في الأزهر أول مرَّة، والتقى به في دمشق، في جامعتها، ثمَّ في بيت الشَّيخ حسن حبنكة، وكانت الأخيرة. 

العلوم التي برع بها ودرِّسها:

وقد شارك الشَّيخ مصطفى -في أثناء تدريسه في (معهد التَّوجيه الإسلامي)- في مختلف العلوم الشرعية، ولكنَّه تخصَّص في النِّهاية، وتميَّز بعلم أصول الفقه، وبعلوم العربية.

السفر إلى مصر( الإجازة في الشريعة من الأزهر)

وفي مطلع عام (1369هـ -1949م)؛ وصل الشَّيخ مصطفى إلى القاهرة، بغية الانتساب للأزهر، ومن ثَمَّ الحصول على شهادة الإجازة التي تؤهِّله للتَّدريس في المدارس الحكومية السُّورية، وأُجري للشَّيخ اختبار القَبول، وقُبل في السَّنة الثَّالثة من كلِّية الشَّريعة، فأمضى مدَّة الدِّراسة المقرَّرة -سنتان- قبل أن يستحق شهادة الإجازة بتقديرٍ ممتاز.

شيوخه في مصر:

وقد تعرَّف الشَّيخ أثناء دراسته تلك إلى علماء أفذاذ في الأصول واللُّغة، وعلى رأسهم العميد الشيخ عيسى منُّون، والدكتور الأصولي عبد الله موسى، والدكتور مصطفى عبد الخالق، وأخوه الدكتور عبد الغني عبد الخالق، وأفاد منهم كثيراً في تخصُّصه، كما تزَّود بثقافة إسلاميَّة عالميَّة، ومنهجيَّة واضحة الطَّريق والهدف، ومسلك تربويِّ رصين الفكرة والتَّطبيق.

العمل في وزارة التربية مدرساً:

عاد الشَّيخ بعدها إلى دمشق؛ ليعمل مدرِّساً لمادَّة التَّربية الإسلاميَّة، في منطقة الباب من محافظة حلب، وبقي هناك سنتين دراسيتين، وعُيِّن في دمشق مدرساً في دار المعلمين، مع إسهامه الفعَّال في مجالات المناهج الدِّراسية، والكتب المدرسية، ولجان الامتحانات، وبقي فيها حتى حصوله على شهادة الدكتوراه.

التدريس في جامعة دمشق:

وفي أثناء ذلك؛ اشتغل بالتَّدريس في كلِّية الشَّريعة بجامعة دمشق محاضراً، بين عامي (1375هـ-1382هـ)، (1955م- 1962م).

الإعارة إلى السعودية:

وأُعير للتدريس في إدارة ( الكليات والمعاهد) في الرياض التي أصحبت تعرف بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ودرس النحو واللغة العربي في كلية الشريعة، وكلية اللغة العربية، بين عامي (1382هـ-1386هـ)، (1962-1966م). وقد صادف سفره مع تعاقد عدد من الأساتذة والعلماء. وقد أضاف اجتماعه بهم في ( الرياض ) ولمدة أربع سنوات أنساً وتبادلاً في المعلومات والخبرات، ومن هؤلاء العلماء الأفاضل: الشيخ علي الطنطاوي، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والأستاذ عمر عودة الخطيب، والدكتور محمد علي الهاشمي، والدكتور عبد القدوس أبو صالح.

حصوله على شهادة ( الدكتوراه ):

ولمَّا أصدر الأزهر قراراً يقضي بالسَّماح لخريجي الكلِّيات الأزهريَّة الذين أمضوا في التَّدريس الجامعي أكثر من خمس سنوات أن يتقدَّموا بتسجيل رسالة الدكتوراه مباشرة؛ أسرع الشَّيخ مصطفى وسجَّل موضوع (أثر الاختلاف في القواعد الأصولية في اختلاف الفقهاء) بإشراف الأستاذ الدكتور مصطفى عبد الخالق، ونال شَّهادة الدكتوراه عام (1391هـ-1971م) مع مرتبة الشَّرف الأولى.

ولا شك أنه ـ رحمه الله تعالى ـ كان فوق هذه الشهادة علماً ومكانة، ولكنها أعانته على التدريس في عدد من الجامعات.

التعيين في جامعة دمشق:

عُيِّن بعدها مدرِّساً ورئيساً لقسم العقائد والأديان في كلِّية الشَّريعة، بالإضافة إلى تعيينه مدرِّساً في كلِّية التَّربية بجامعة دمشق، (التربية الإسلامية وطرق تدريسها) وبقي في الجامعة حتى سنة (1404هـ=1983م)، وأسهم إذ ذاك في تأليف الكتاب الجامعي؛ فأصدر ثلاثة كتب مهمَّة، لا تزال تُدرَّس في كلِّية الشَّريعة إلى اليوم، وهي: الَّتفسير العام، وفقه المعاملات، ومبادئ العقيدة الإسلامية.

التعاقد مع السعودية:

وبعد إحالته إلى التَّقاعد عام(1404ـ1983)؛ سافر الشَّيخ إلى المملكة العربية السعودية للمرَّة الثانية عام (1405ـ1984)، فعمل مدرِّساً في كلِّية الشَّريعة بجامعة الإمام محمَّد بن سعود الإسلاميَّة بأبها، ثمَّ عُيِّن أستاذاً في كلِّية التَّربية للبنات، وعضواً في المجلس العلمي لجامعة الإمام بالرياض، وبقي حتى عام (1413هـ=1992م)، وأشرف في هذه المدَّة على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه.

قال العلامة الشيخ عبد الرحمن حبنكة في كتابه :«الوالد الداعية المربي الشيخ حسن حبنكة» ص123:والدكتور الشيخ مصطفى سعيد الخن معروف في أوساط الجامعيين بألمعيَّتِهِ ، وبراعته في شرح المسائل العلمية ، وحل المشكلات المعضلات ، ومعروف بذوقه الأدبي الرفيع ورهافة حسه في النقد، ورغبته في العطاء العلمي .

لكنه عزوف ـ فيما أعلم ـ عن المشاركة في الأعمال الاجتماعية العامة ، فنموذجه الفطري أستاذ معلم، وباحث متتبع، وله جاذبيته وتأثيره في تكوين حلقات طلاب علم، لا في استقطاب جماهير، وهو علم من أعلام العلم في دمشق نفَّاع معطاء »اهـ..

العودة إلى دمشق:

وعاد الحنين بالشَّيخ إلى دمشق مُجدَّداً؛ ليصبح بيتُه مقْصدَ طلَّاب العلم والمحبِّين.

تدريسه في قسم الدراسات العليا في مجمع أبي النور وقسم التخصص في معهد الفتح:

ومنذ بداية العام الدِّراسي (1414هـ، 1993م)؛ وافق الشَّيخ على التَّدريس في قسم الدِّراسات العليا، التَّابع لجامعة أم درمان، ومركزه مجمَّع أبي النُّور التَّعليمي في دمشق، وعلى رئاسة كلِّية الشَّريعة بقسم التَّخصُّص، التَّابع لمعهد الفتح الإسلامي، وتدريس مادَّة أصول الفقه لطلَّاب السَّنوات الثلاث في الكلِّية. وقد أشرف الشيخ وناقش عدداً وفيراً من الرسائل الجامعية في الدراسات العليا، في دمشق ولبنان.

غرفته الخاصة في جامع الدقاق:

وجديرٌ بالذِّكر أنَّ للشَّيخ مصطفى غرفةً خاصةً في جامع الدَّقَّاق(في الميدان الفوقاني)، شهدت تاريخاً حافلاً بنشاطٍ علميٍّ غزير، وتحتوي الغرفة على مكتبةٍ زاخرةٍ بأمَّهات الكتب. وممن سجَّل حضوراً بين جنباتها الأستاذ أحمد راتب النفاخ، الأستاذ أحمد عرابي الخن، الشيخ خير العلبي، الأستاذ سعيد الطنطاوي، الأستاذ سهيل البري، الأستاذ علي الشربجي،الأستاذ صالح الأخرس، الشيخ عبد العزيز الرفاعي، الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، الأستاذ محمود المارديني، والدكتور موفق دعبول.

تعريف بمؤلَّفاته:

بدأ الشَّيخ مصطفى الخن الكتابة في وقتٍ مبكِّرٍ من مسيرته العلمية، فكان تحصيله العلمي تأليفاً، وتأليفه تحصيلاً علمياً.

وكان يكتب لنفسه أولاً،ومما كتبه:« شرح الشواهد النحوية المختصر»، و« شرح الشواهد النحوية الكبير»وهذان الكتابان من جملة ما ضاع من أوراق الشيخ رحمه الله تعالى.

ثمَّ ساهم في تأليف الكتب المدرسية، وأعدَّ الأمالي الجامعية، واتَّجه إلى التَّأليف العام والتَّحقيق، وكان صدره يتَّسع للمشاركة مع غيره من الأقلام، تأليفاً وتحقيقاً.

المؤلَّفات الخاصَّة:

1. أثر الاختلاف في القواعد الأصولية في اختلاف الفقهاء. وهو بحث قدِّم لنيل شهادة الدكتوراه في أصول الفقه من الأزهر عام ( 1391ـ 1971). ونال بكتابه الشهادة بدرجة الامتياز مع درجة الشرف الأولى . وقد طبعته مؤسسة الرسالة، عام(1392 ـ1972) وصدرت منه أكثر من سبع طبعات.

وقد حظي الكتاب بإعجاب أهل العلم من المتخصصين في الفقه الإسلامي ، ثم صار كتاباً مقرراً لهذه المادة يرجع إليه كثير من كبار أساتذة الدراسات العليا .

2. عبد الله بن عباس: حبر الأمة وترجمان القرآن. صدرت الطبعة الأولى عام(1398 ـ1978) عن دار القلم بدمشق.

3. دراسة تاريخية للفقه، وأصوله، والاتِّجاهات التي ظهرت فيهما.صدرت الطبعة الأولى عام(1404ـ1984).

4. الحسن بن يسار البصري: الحكيم الواعظ والزَّاهد العالم. صدرت الطبعة الأولى عام(1416ـ1995) عن دار القلم بدمشق.

5. الأدلَّة التشَّريعية، وموقف الفقهاء من الاحتجاج بها. صدرت الطبعة الأولى عام (1417ـ1997)عن مؤسسة الرسالة بدمشق.

6. أبحاثٌ حول أصول الفقه الإسلامي (تاريخه وتطوره).صدرت الطبعة الأولى عام (1420ـ2000) عن دار الكلم الطيب بدمشق.

7. الكافي الوافي في أصول الفقه الإسلامي. صدرت الطبعة الأولى عام (1421 ـ2000)عن مؤسسة الرسالة، ويحتوي هذا الكتاب على معظم موضوعات علم أصول الفقه التي كانت تدرس للسنوات الثلاث من كلية الشريعة قسم التخصص التابع لمعهد الفتح الإسلامي.

المؤلَّفات المشتركة:

1. (نزهة المتَّقين شرح رياض الصَّالحين من كلام سيِّد المرسلين)، وقد شارك بالتَّأليف: الدكتور مصطفى البغا، والأستاذ محيي الدين مستو، و الأستاذ علي الشربجي، والأستاذ محمد أمين لطفي. في مجلدين، وصدرت الطبعة الأولى عام (1397ـ1977) عن مؤسسة الرسالة، وقد طبع حتى الآن أكثر من خمسة وثلاثين طبعة.

2. (الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي)، وقد شارك بالتَّأليف: الدكتور مصطفى البغا، و الأستاذ علي الشربجي. ويقع في ثلاثة مجلدات، وصدرت طبعته الأولى عن دار القلم عام 1414.

3. (العقيدة الإسلامية): أركانها- حقائقها- مفسداتها، وقد شارك بالتَّأليف: الأستاذ محيي الدين مستو. وصدرت طبعته الأولى عام (1417)عن دار الكلم الطيب بدمشق.

4. (الإيضاح في علوم الحديث والاصطلاح)، وقد شارك بالتَّأليف: الدكتور بديع اللحام. وصدرت الطبعة الأولى عام(1419) عن دار الكلم الطيب بدمشق.

التَّحقيقات الخاصَّة:

1. (المنهل الراوي من تقريب النواوي)، للإمام الفقيه المحدث أبي زكريا النووي الدمشقي. صدر عن دار الملاح بدمشق في 314 صفحة.

2. (تسهيل الحصول على قواعد الأصول)، للعلامة محمد أمين سويد المتوفى سنة 1355. وصدرت الطبعة الأولى عام( 1412) عن دار القلم بدمشق.

التَّحقيقات المشتركة:

1. (حُسْن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة)، محمد صديق القَنُّوجي البخاري المتوفى سنة 1307. بالاشتراك مع الأستاذ محيي الدين مستو. صدرت الطبعة الأولى عام (1398ـ1978) عن مؤسسة الرسالة.

2. (إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول)، للإمام الشوكاني. بالاشتراك مع الأستاذ محيي الدين مستو. 

3. (أنوار التنزيل وأسرار التأويل)، للبيضاوي. بالاشتراك مع الدكتور محيي الدين مستو، والدكتور بديع اللحام. 

4. (المنهاج القويم في مسائل التَّعليم)، لابن حجر الهيتمي المتوفى سنة 934. بالاشتراك مع الأستاذ محيي الدين مستو، والأستاذ علي الشربجي. وفي هذه الطبعة إعواز كبير، وقد صدر الكتاب بعد ذلك محققاً مصححاً عن دار المنهاج بجدة.

وفاته:

توفي أثناء صلاة الجمعة 24محرم 1429 الموافق 1/شباط 2008 في جامع سيدنا الحسن رضي الله عنه في الميدان، وكان الشيخ كريّم راجح يقرأ في كتاب رياض الصالحين ويشرح حديث أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرةً حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسةٌ، فقال: ((ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟)) قالت: نعم: فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لقد قلت بعدك أربع كلماتٍ ثلاث مراتٍ، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضاء نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته)) رواه مسلم.

ثم توقف الشيخ عند كلمة "مسجدها" وقال أرى أن تُقرأ بفتح الجيم لا بكسرها، وتردد في ذلك، ثم قال: ليت أستاذنا الخَن يضبطها لنا.

ومن عادة الدكتور مصطفى الخن ، المواظبة على حضور خطبة الجمعة عند الشيخ كريّم، وكان يجلس على كرسي (أول المسجد يمين الداخل إليه) وبعد أربع دقائق تقريبًا من كلمة الشيخ كريّم تلك ؛ شهق شهقة فالتفت بعض المصلين ، وإذا بالشيخ أنس ابن الدكتور مصطفى يدلك له صدره. وبعد قليل مدده على الأرض ،

كل ذلك والشيخ كريّم مسترسل في خطبته ، إلى أن أرسلوا إليه أحد الإخوة ليخبره ، فلما صعد الأخ المنبر ، وأخبر الشيخ كان وقع الخبر كالصاعقة. فقال له الشيخ: الآن؟ في المسجد؟ إنا لله وإنا إليه راجعون.

وصار يتمتم بكلمات (عالم البلد عالم الأمة مات في المسجد ...) وأنهى الخطبة وطلب من الناس أن يمكثوا في أماكنهم وأن لا يزدحموا على الدكتور الخن . ثمّ صلى الشيخ كريّم وهو يبكي , وبعد السلام أسرع ليرى صديقه وأستاذه وحبيبه الخن .

لقد أسلم روحه لبارئها بعد ثمانية وثمانين سنة أمضاها في طلب العلم والتعليم والتأليف والنصح للمسلمين.

ثم قال الشيخ كريّم راجح لإخوانه :"هذا العالم الذي لم يتلوّث لا بحاكم ولا بغني"

إنا لله وإنا إليه راجعون وصلي عليه مساء الجمعة في جامع الحسن بالميدان ـ رحمه الله تعالى ـ وأثابه رضاه

المراجـع:

1ـ كتاب (مصطفى سعيد الخن، العالم المربِّي، وشيخ علم أصول الفقه في بلاد الشام)، تأليف: د. محيي الدين مستو، وهو الكتاب رقم (8) في سلسلة: (علماء ومفكرون معاصرون، لمحات من حياتهم وتعريف بمؤلفاتهم)، التي تصدرها دار القلم بدمشق، الطبعة الأولى، 1422هـ - 2001م

2ـ كتاب (الوالد الداعية المربي الشيخ حسن حبنكة الميداني) بقلم ولده عبد الرحمن حبنكة ، الطبعة الأولى 1423هـ ـ 2002م.

تم نشر هذه الترجمة في عام 2009 وقد أعيد نشرها بعد تنسيقها اليوم 13/12/2018