العالم الشاب القارئ الداعية الشيخ أحمد عدنان كلزية (1)

لم يقدر الله لي لقاء هذا العالم الشاب، وأول من عرفني به الأخ الشيخ أحمد زاهر سالم وتواصلت معه عبر وسائل التواصل وأفادني بأقوال نادرة سمعها من الشيخ محمد فوزي فيض الله رحمه الله تعالى ذكرتها في ترجمته. 

ولمَّا بلغني نبأ وفاته المفاجئ كتبت على صفحتي هذه الكلمات : 

رحم الله الابن الحبيب طالب العلم النجيب القارئ المتقن الشيخ أحمد عدنان كلزية وأثابه رضاه ، وتقبله في الشهداء الصالحين. 

توفي صباح يوم السبت 16 من رجب 1440 عن أربعين عاما، إثر حادث سيارة في عصر الجمعة أمس عند مفرق قرية الأبزمو في ريف حلب الغربي، ونقل إثرها إلى أنطاكية. ثم نقل جثمانه إلى غازي عنتاب، وصلي عليه ودفن في مقبرة يشيل كنت yeşil kent بعد صلاة الظهر من يوم الأحد 24/3/2019

والشيخ أحمد عدنان كلزية من مواليد حي الجلوم بمدينة حلب 1979 لأسرة صالحة، فوالده الشيخ عدنان من خواصّ تلاميذ الشيخ محمد الملاح، وكان ملتزما بالمذهب الحنفي التزاما كاملا، مستحضرا لحاشية ابن عابدين ، وألحق ابنه أحمد في معهد التعليم الشرعي بحلب (الشعبانية) وتخرج في هذا المعهد عام ١٩٩٨، وختم القرآن الشيخين : محمد عادل حمصي وأحمد كراسي رحمهم الله تعالى جميعا.

وجمع 13 جزءا من طريق الطيبة على الشيخ محمد عادل حمصي .

ثم التحق بجامعة الأزهر وتخرج في عام 2003 من كلية أصول الدين .

وكان يحضر الماجستير في كلية الشريعة ببيروت ، وعنوان رسالته : "المنهج النبوي في الحجَّة والإقناع".

وهو متزوج وله بنتان: زمزم7 سنوات، وأسيل 5 أشهر .

- وكان عضو المجلس الشرعي بمحافظة حلب، وعضو رابطة العلماء السوريين. 

- وشارك في لجان التحكيم للمسابقات القرآنية للرابطة والمسابقات القرآنية بمحافظة حلب. وكنت على تواصل معه عبر بعض وسائل التواصل، ولم يكرمني الله تعالى بلقائه في هذه الحياة الدنيا.

رحمه الله رحمة واسعة، ورفع درجاته في عليين، وألهم أهله الصبر والاحتساب.

قال عنه الأخ الشيخ أحمدزاهر سالم الذي عرَّفني عليه :

ذهب الذين يعاش في أكنافهم..

أنعى إليكم أخي وصديقي الشيخ الفاضل الحافظ المتقن أحمد بن عدنان كلزية الذي وافته المنية صباح هذا اليوم ٢٠١٩/٣/٢٣ متأثرا بجراحه جراء حادث سير بريف حلب الغربي ولم يجاوز عمره الأربعين ربيعا.

كان ذا همَّة عالية، متفوقاً في الدراسة والتحصيل، ذا سمت ووقار متواضعا يعمل في صمت جميل الوجه، عف اللسان، حفظ القرآن الكريم وشرع يجمع القراءات وهو في المرحلة الثانوية على كبار شيوخ القرآن بحلب كالشيخ القارئ المتقن أحمد كراسي والشيخ الحمصي رحمهما الله، وأتم 13 جزءا من الطيبة على الشيخ عادل الحمصي.

عمل بالتجارة في مجالات مختلفة، وعرفته بحلب، والأزهر، والكويت عام ٢٠٠٥، فما رأيت منه إلا استقامة ونبلا وخلقا قويما، ولما نادت الحرية عشاقها والكرامة أحرارها كان من أوائل من لبّوا النداء وحملوا الراية وانتفضوا ثائرين على الظلم والفجر والفساد والاستبداد، وبقي وفيا لمبادئ الثورة لم ينحرف إلى غلو ولا تلطخ بفساد، بل قدم من نفسه وماله وضحى بالغالي والنفيس في سبيل الله، ثابتا في الميدان، لم يغادر البلد ولم تن عزيمته ولم تفتر همته، مهتما بالأطفال المتسربين من التعليم، عضوا برابطة العلماء السوريين، والمجلس الشرعي لحلب وريفها.

وكان - رحمه الله - يملك كنزا من المعلومات الدقيقة عن علماء حلب وأشياخها الكبار، فلما توفي شيخنا الحبر العلامة محمد فوزي فيض الله عام ٢٠١٧ كتبت عنه مقالة أنعاه فيها، فعلق تعليقا نفيسا وأفادنا خبرا جليلا عن شيخنا رحمة الله عليهما أفردته لأهميته في منشور شاكرا فقلت: ( كتب أخي الأستاذ الفاضل الشيخ أحمد كلزية Ahmad Kalzie : سمعت الشيخ #فوزي_فيض_الله يقول: 

بايعت شيخي الشيخ عيسى البيانوني على ثلاثة أمور:

أن انام بعد صلاة العشاء مباشرة، وعلى قيام الليل، وعلى صلاة الضحى.

فسألناه: هل بقيت على العهد؟

فقال: لم أخرم خلال ستين عاما إلا أقل من أصابع اليد الواحدة).

رحمك الله أيها النبيل الجميل وخلفك في أهلك بخير وكان لابنتيك الصغيرتين كفيلا ووكيلا وتقبل منك صالح العمل وأنزلك منازل الشهداء السعداء وعوض الثورة والبلد والعلم والقرآن خيرا...وإنا لله وإنا إليه راجعون. 

وكتبه الفقير إلى عفو ربه

أحمدزاهر سالم

٢٠١٩/٣/٢٣ 

وقال الأخ عبد الرحمن مصطفى:

" كان رحمه الله طيب النفس هادئ الطبع بعيدا عن صراعات الطلبة.

هذا في صباه

طالب علم مجدّ.

وفي الثورة كان ممن لبى نداءها لله ،تاركا عمله مهاجرا في سبيل الله 

عمل في بعض الفصائل الجهادية ممسكا مسؤولية مالية، وكان نظيف اليد، طيب السمعة.

كان دائم السؤال عن صحبه، يجمع من تفرق، ويسعى في لمِّ شملهم 

يتصل فيك من حيث لا تدري.

قدم فلان من تركيا نزورك او نرسل اليك من يحضرك تزورنا

اجتمعت مع فلان وذكرناك وهذه صورتنا

اللهم لم أعلم عنه الا خيرا ، فتقبله في عليين".

يتبع الجزء الثاني