الشيخ محمد نجيب خياطة

1321 ـ 1387هـ

1905 ـ 1967م

شيخنا الشيخ محمد نجيب بن الحاج محمد بن محمد بن عمر خياطة (الآلا)(1).

شيخ القراء في مدينة حلب الشهباء، علامة، فقيه، محدث، فرضي عالم باللغة العربية. 

ولد في حي (الجلوم)(2) من مدينة حلب، في ليلة من ليالي شهر رمضان، سنة: إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف للهجرة، في أسرة بسيطة لكن والده كان محباً للعلم والعلماء، يكثر الجلوس إليهم، والاستماع لهم فاعتنى بولده، ونشأه النشأة الصالحة القائمة على التقوى وحب العلم والعلماء، ودفع به منذ نعومه أظفاره إلى كتّاب الحي ليحفظ القرآن الكريم على شيخه الشيخ محمد العقاد(3) ولمّا يبلغ سن الرشد، ثم راح يتنقّل بين المدارس الشرعية، يحضر دروس شيوخها، فحضر على الشيخ إبراهيم السلقيني دروس النحو في المدرسة (الخسروية)، وعلى الشيخ أحمد المكتبي دروس الفقه واللغة العربية في المدرسة (الدليواتية)، كما قرأ على الشيخ أحمد الزرقا الفقه الحنفي في المدرسة (الشعبانية)، ودرس علوم التوحيد والمنطق في المدرسة (الأحمدية) على شيخه الشيخ علي العالم الكيالي، كما حضر على الشيخ محمد بشير الغزي، دروس الفقه والتفسير في المدرسة (الشعبانية) و(العثمانية)، وكان يحضر هذه الدروس بعد انصرافه من عمله في طلب الرزق(4).

ولما انتظمت الدراسة في المدرسة (الخسروية)، انتسب إليها، وتفرغ لطلب العلم فيها، مدة ست سنوات متتابعة، حتى تخرج فيها مع من تخرج في الدفعة الثالثة، سنة: 1347هـ(5)، حاملاً شهادتها التي كانت تعد بحق مجموع إجازات علمية عالية في مختلف العلوم الشرعية والعربية.

وكان من جملة أساتذته في المدرسة الخسروية، الشيخ محمد راغب الطباخ الذي أخذ عنه علم الحديث النبوي الشريف، والشيخ محمد أسعد العبجي وقد درس عليه الفقه وعلوم اللغة العربية، والشيخ عيسى البيانوني، الذي أخذ عنه علم الحديث والتربية والأخلاق، وقد أجازه شيخه هذا إجازة خاصة بالحديث المسلسل بيوم عاشوراء، كما أجازه شيخه الشيخ محمد راغب الطباخ إجازة عامة، تعدّ من أهم إجازاته وأوسعها، وقد أثبتها شيخه في نهاية كتابه المسمى: (الأنوار الجلية في مختصر الأثبات الحلبية)، ومما جاء فيها (وقد أجزته بجميع ما يجوز لي روايته من مقروء ومسموع وبما أجزت به، وذلك بالشرط المعتبر عند أهل الحديث والأثر)(6).

ومن شيوخه في الحديث النبوي الشريف، الشيخ محمد زين العابدين الأنطاكي البالساني، الذي أجازه أيضاً إجازة عامة بجميع ما يجوز له روايته، ومما قاله فيها: " فإن الأستاذ الفاضل الجاد في إفادة العلوم واستفادتها، رافع هذه الوثيقة، وحامل هذه النميقة، السيد الشيخ محمد نجيب الخياطة قد استجازني، وقد تفرست فيه الأهلية التامة، والنباهة، فأجزته بجميع ما يجوز لي روايته، كما أجازني بذلك العلماء الأعلام في العراق والشام... "(7).

ـ شهادة الشيخ محمد نجيب خياطة من المدرسة الخسروية ـ

ـ إجازة الشيخ محمد راغب الطباخ للشيخ محمد نجيب خياطة ـ

تخصصه في علم القراءات:

بعد هذا التحصيل الضخم في مختلف العلوم العربية والشرعية، عاد الشيخ محمد نجيب إلى القرآن الكريم، يعيد حفظه وقراءته، فأخذ القراءات السبع(8) من طريق (الشاطبية)(9) ثم القراءات الثلاث المتممة للعشر من طريق (الدرة)(10) على شيخه الأستاذ الجليل الشيخ أحمد المصري الابوتيجي الزبيدي موطناً والمدني إقامة ووفاةً، شيخ قراء عصره، وقد أجازه بخط يده في القراءات السبع، وبتصديقه من طريق (الدرة) بالقراءات المتممة للعشر.

ولم يرتو ظمأ الشيخ بما حصل من علم القراءات في موطنه، فأراد أن يأخذ هذه القراءات عن طريق أخرى، هي طريق (طيبة النشر في القراءات العشر)(11) ، وسمع أن في قرية (عربين) الواقعة في (غوطة دمشق) شيخاً يتقن هذه الطريق، وهو الشيخ العلامة المقرئ عبد القادر قويدر صمدية فقصده في قريته، وأقام عنده في مسجده، يأخذ عن شيخه ويدرس الطريقة ليل نهار، وربما نسي نفسه دون طعام أو شراب(12) ليوم وليومين، وكان شيخه الشيخ عبد القادر، يعجب من سرعة حفظه، وإتقانه حتى إنه كان يقول لطلابه: " إنه ما من طالب عنده كالشيخ نجيب الحلبي،فقد كان ذكياً ومتقناً وموفقاً...، إن طريق (الطيبه) يحتاج إلى عدة سنوات، والشيخ نجيب الحلبي أخذه بستة أشهر، وبإتقان، وفقه الله وحفظه..." (13) ، وهكذا أتقن الشيخ هذا الطريق وأجازه به شيخه الشيخ عبد القادر قويدر صمدية، ثم عاد إلى موطنه حلب، لينشر هذه الطريقة، التي لم تكن معروفة فيها قبله.

وذاع صيته بين القراء وطلبة العلم والحفاظ، وغدا قبلة المتعلمين وطلاب العلم، وآلت إليه مشيخة القراء في حلب، وأسندت إليه إدارة (مدرسة الحفّاظ) فيها، بعد سفر شيخه الشيخ أحمد أبو تيجي إلى الحجاز ليجاور هناك، وظل مديراً لهذه المدرسة منذ عام: 1348هـ إلى أن انتقل إلى جوار ربه سنة: 1387هـ، وقد قام بهذه المهمة خير قيام، وصرف جهده في تعليم الحفاظ والمكفوفين منهم خاصةً، يصبر عليهم، ويتحمل منهم الكثير من المشاق والمصاعب، ويعتبرهم كأبنائه، فيعنى بكل شؤونهم العلمية والحياتية.

ولم يَقصُر الشيخ همه على القرآن وقراءاته فحسب، بل لقد تبحر في علم آخر، يُعدُّ من أصعب العلوم، وأسرعها ضياعاً ونسياناً، وهو علم الفرائض، فقد اهتم به اهتماماً واسعاً، وحقق بعض كتبه وشرح بعض أراجيزه، كما ألف فيه المؤلفات الهامة والمفيدة، وقد أخذه على شيخه فرائضي حلب الشيخ عبد الله المعطي في المدرسة (الخسروية) والمدرسة (الأسدية).

عمله في التدريس:

لم يحتفظ الشيخ بعلمه هذا لنفسه، بل رأى أن من واجبه نشر هذا العلم وإفادة الطلاب فيه، فكان يتنقل بين المدارس الشرعية والمساجد، لينشر علمه بين الناس عامةً، وطلاب العلم خاصة.

فبالإضافة إلى دروسه في (مدرسة الحفاظ) التي كان يديرها، فقد كانت له دروس في التلاوة والتجويد والقراءات والفقه والفرائض والتوحيد وقواعد اللغة العربية في الكلية الإسلامية (المعهد العربي الإسلامي)، وفي المدرسة (الخسروية) الثانوية الشرعية (14)، وفي معهد العلوم الشرعية (المدرسة الشعبانية)، وفي جامع (أبي يحيى) (15)، وجامع (الأصفر) (16) 

في حي (الجلوم)، وجامع (الخسروية)، وغيرها من مساجد المدينة.

وكان يقسم أوقاته بين إفادة طلابه وتدريسهم، وبين العبادة وقراءة القرآن الكريم، ومطالعة الكتب والتأليف، وقد ترك عدداً من المؤلفات العلمية في مختلف العلوم التي أتقنها، فمن مؤلفاته في علوم القرآن وقراءاته:

1- كتاب كشف الحجاب عن (هداية المرتاب) (17) وقد عرفه الشيخ بقوله في مقدمته: "... أما بعد فهذا شرح لطيف على منظومة الإمام الشيخ علي بن عبد الصمد علم الدين أبي الحسن السخاوي المقرئ النحوي الشافعي (هداية المرتاب وغاية الحفاظ والطلاب) بينت فيه الآيات التي عناها والمشكلات التي حواها..." (18).

2- كتاب الدر الحسان في تجويد القرآن (19).

3- كتاب كفاية المريد في أحكام التجويد (20).

4- غنية القراء البررة في القراءات العشرة، من طريق (الشاطبية)

و(الدرة)، يقول المؤلف في تعريفه: "هذا مجموع لطيف ذكرت فيه حروف القرآن التي اختلف فيها القراء العشر رضي الله عنهم فالسبعة من طريق (الشاطبية) للإمام العلامة الشاطبي، والثلاثة من طريق (الدرة) للإمام العلامة ابن الجزري"(21).

5- هداية القراء إلى الطيبة الغراء، يعرفه المؤلف بقوله: "...هذا مختصر مفيد في القراءات المتواترة العشر على طريقة (طيبة النشر)، ذكرت فيه على نظم القرآن حرف من خالف رواية حفص من الأئمة الأعلام" (22).

6- التبين والبيان على بدائع البرهان. وهو كتاب عظيم الفائدة لا يستغني عنه قارئ (الطيبة)، وقد وضع المؤلف برنامجاً لآياته وجمع قواعده التي فرقها، لم يترك من تحريراته إلا ما هو غاية في الوضوح (23).

أما مؤلفاته في علم الفرائض فهي جليلة، تدل على علم الرجل وتمكنه في هذا الفن منها:

1- الرياض الزهية شرح متن (السراجية)، حقق فيه المؤلف المتن وشرحه ونشره، ويتضمن الكتاب تمرينات ومسائل في المناسخات لا توجد في كتاب آخر (24).

2- الروضة البهية على متن (الرحبية)، حقق فيه المؤلف أرجوزه الإمام أبي عبد الله محمد بن علي الرحبي، وبين فيه أحكام المواريث في قانون الأحوال الشخصية في الجمهورية العربية السورية (25).

وفي الفقه والحديث والوعظ والإرشاد ترك الشيخ المؤلفات التالية:

1- كتاب سفينة النجاة في مهمات الصلاة (26).

2- كتاب مرشد الإسلام إلى بيت الله الحرام(27).

3- المواعظ الجلية في الخطب المنبرية (28).

4- أقرب الوصول إلى هدي الرسول(29).

5- تنبيه ذوي الأحلام لما في يوم الجمعة من الفضائل والأحكام(30).

6- التذكرة العلية في المواضع المختلفة البهية (31).

7- المنحة الإلهية في الفوائد الشرعية(32).

ومن مؤلفاته في الأدب:

1- طلبة الأريب لغاية الأديب (33).

2- كتاب مجمع الأرب في فكاهات العرب (34).

3- شرح ديوان الحماسة لأبي تمام(35).

هذه مؤلفات الشيخ واختياراته التي تدل على سعة علمه، ورجاحة عقله. 

كان الشيخ محباً للغة العربية، متقناً لنحوها وصرفها وبلاغتها وأدبها، تنقل في رياض أدبها وأحب شعرها، وقد قرض الشعر في مطلع حياته، ثم صرفه الله عنه إلى القرآن الكريم، فإذا نشرت صحيفة الشعر أمامه تمثل بقول الإمام الشافعي:

ولولا الشعر بالشعراء يذري= لكنت اليوم أشعر من لبيد

وقد رأيت له في كتابه (طلبة الأريب لغاية الأديب) أبياتاً يؤرخ فيها مولد ابنه الكبير محمد أبي اليُمن، كتب فوقها: ولجامعه غفر الله له:

غلامي ساندي= سيد كل سائد

عريق مجد زائد= من طارف وتالد

اجعله ربي ساعدي= واجعله خير ماجد

أعيذه بالواحد= من شر كل حاسد

أخذ الشيخ الطريقة (النقشبندية) عن شيخه الشيخ محمد أبي النصر الحمصي، الذي أجازه بأواردها وإقامة ختمها، الذي حرص على إقامته في جامع المدرسة (الخسروية) الذي كان إماماً فيه إلى أن وافته المنية.

وأخذ الطريقة (البدوية) على الشيخ إبراهيم السلقيني – الجد(36) - وسأله أن يأذن له بوردها فقال له: "أنت يا نجيب وردك القرآن الكريم، فأكثر من قراءته"(37)، ونفذ الشيخ وصية شيخه، فكان لا يفتر عن قراءة القرآن في كل أحواله، يبدأ بقراءة ثلاث ختمات في وقت واحد، يقرأ إحداها خارج الصلاة وفي الطريق وفي أوقات فراغه، ويقرأ الثانية في الصلوات السرية، أما الثالثة، فيتلوها في صلواته الجهرية، وكان يقطع ليلة في تلاوة القرآن وقيام الليل، طالباً مرضاة الله يكرر قوله: " إنني أبتغي رضا الله، لا شأن لعباده بي ولا شأن لي بهم"(38)، متمسكاً بسنة نبيه في كل أحواله، ولا أدلَّ على ذلك من تمسكه بسنة السلام على من عرف ومن لم يعرف، ولا يمكن لأحد أن يبدأه بالسلام مهما حاول(39)، وتمسكه بسنة الغسل يوم الجمعة يحرص عليها، ويوصي أبناءه وطلابه بها: " يا بني إذا اشتريت كل طاسة ماء بليرة ذهبية فلا تترك سنة غسل الجمعة، إنني ما تركت هذه السنة مذ بلغت الحلم" (40).

طيب القلب، لين الجانب، هادئ، محب لطلابه وللناس من حوله محبوب لديهم، تذكر رؤيته بالله الذي لا يفتر عن ذكره.

بهي الطلعة، مربوع القامة، مليء الجسم، أبيض الوجه، مشرب بحمرة زادته بهاءً وجمالاً، أبيض اللحية، منور الشيبة، مرتب أنيق في ملبسه، يحب أن تظهر نعمة الله عليه.

ظل الشيخ على سمته في العبادة، وقراءة القرآن، والدعوة والإرشاد والتأليف، إلى أن وافته المنية ـ بعد مرض ألزمه الفراش مدة ـ صبيحة يوم السبت، الخامس من شهر جمادى الثانية، سنة: سبع وثمانين وثلاثمئة وألف للهجرة، الموافق للتاسع من شهر أيلول، عام: سبعة وستين وتسعمئة وألف للميلاد، وكان يوم وفاته يوماً حزيناً في الشهباء، أحس به العلماء وطلاب العلم والقراء والحفاظ والمكفوفون اليتم الحقيقي، وشيعت حلب عالمها وشيخ قرائها، في موكب مهيب إلى مثواه الأخير في مقبرة (الشيخ نمير) بعد عصر هذا اليوم الحزين.

ـ رحمه الله ـ

المصادر والمراجع

1- الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي.

2- الأعلام، للزركلي.

3- التباين في علوم القرآن، لمحمد علي الصابوني.

4- أحسن الحديث، لمحمد سعيد رمضان البوطي.

5- تاريخ القرآن، لإبراهيم الأبياري.

6- ترجمة خطية، تفضل بها الأستاذ المرحوم محمد صلاح خياطة نجل المترجم له.

7- رسالة بخط المترجم له، بعث بها إلى شيخه الشيخ عباس علوي المالكي، ترجم فيها لنفسه، بناء على طلب شيخه لينال إجازته.

8- سجلات الثانوية الشرعية، المحفوظة لدى أمانة السر.

9- كتب الشيخ المطبوعة والمخطوطة.

10- مشافهة مع شيخنا الشيخ أحمد سردار، أطلعني خلالها على مجموع فيه ترجمة للشيخ مع صور لإجازاته في الحديث الشريف.

11- مشافهات وأحاديث مع أنجال الشيخ الأستاذ محمد صلاح والشيخ محمد مسعود.

12- مشافهات مع عدد من طلاب المترجم وتلامذته.

13- مذكرات المؤلف وذكرياته.

=====-

( ) والد الشيخ الحاج محمد خياطة رجل بسيط، يعمل في مهنة البناء، وقد ربي يتيماً عند أخواله آل (الآلا)

فاشتهر بهم، أما أمّه فهي السيدة أمينة جودة، كريمة الشيخ شريف جودة، وأسرة آل الجودة مشهورة في حلب بنسبها إلى سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما، فالمترجم وإخوته منسوبون للأشراف من جهة أمّهم. عن مقابلة شفهية مع نجل المترجم الأستاذ محمد صلاح ـ رحمه الله ـ.

(2) حي كبير يقع بين خندق باب قنسرين والعقبة، ويضم الكثير من المساجد والمدارس والآثار الهامة في مدينة حلب، وقد أورد الأسدي في سبب تسميتها آراء متعددة، وانظر نهر الذهب 2/39، وموسوعة حلب المقارنة، وأحياء حلب وأسواقها، ص: 164 

(3) والد الشيخ محمد جميل العقاد الآتية ترجمته ص: 303

(4) عمل الشيخ أول أمره في مهنة التجارة، ثم عمل مع أخواله عطاراً في سوق العطارين، عن مقابلة شفهية مع نجل المترجم الأستاذ محمد صلاح خياطة ـ رحمه الله ـ.

(5) تخرج مع الشيخ في هذه الدفعة كل من حسب ترتيب نجاحهم: 1- صبحي الصباغ 2- عبد القادر الكرمان 3- نجيب الآلا الخياطة 4- صبحي الأريحاوي 5- أحمد أبو صالح 6- كامل سرميني 7- محمد العثمان 

8- محمد البكار 9- عبد الغفور السرميني 10- محمد علي الكحال (عن سجلات المدرسة الخسروية).

(6) من إجازة الشيخ محمد راغب الطباخ للمترجم المثبتة في آخر كتابه (الأنوار الجلية في مختصر الأثبات الحلبية)، وقد أهداه الكتاب ومهر الإجازة بإمضائه.

(7) من إجازة الشيخ محمد زين العابدين الأنطاكي البالساني للمترجم، وانظر صورة الإجازة كاملة.

(8) القراءات السبع، القراءات جمع قراءة وهي طريقة من طرق نطق الألفاظ القرآنية، وما يمكن فيها من مد وقصر أو ترقيق وتفخيم أو تخفيف وتثقيل أو نقل أو إبدال أو غير ذلك، بشرط عدم مخالفة لقواعد اللغة العربية أو خط المصحف العثماني، وتلقيها بطريق الإسناد المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب القراءات السبع المشهورة وهم: 1- عبد الله بن عامر اليحصبي المتوفى سنة: 118هـ، 2- عبد الله بن كثير المتوفى سنة: 120هـ، 3ـ عاصم بن بهدله الأسدي المتوفى سنة: 128هـ، 4 ـ أبو عمرو بن العلاء المتوفي سنة: 154هـ، 5- حمزة بن حبيب الزيات المتوفى سنة: 156 هـ، 6- نافع بن نعيم المتوفى سنة: 169هـ: 7- علي بن حمزة الكسائي المتوفى سنة: 189هـ، أما القراءات المتممة للعشرة فهي للأئمة: 1- يزيد بن القعقاع المدني المتوفى سنة: 132هـ، 2 - يعقوب بن حامد الحضرمي المتوفى سنة: 185هـ ، 3- خلف بن هشام المتوفى سنة: 292هـ، وهناك قراءات شاذة نجدها في كتب القراءات.

(9) الشاطبية: قصيدة في القراءات تسمى (حرز الأماني)، نظمها الإمام أبو محمد الشاطبي إمام قراء عصره، كان ضريراً عالماً بالحديث والتفسير واللغة، ولد بشاطبه بالأندلس، وتوفي في مصر سنة: 590هـ.

(10) (الدرة المضيّة في القراءات الثلاث المتممة للعشرة)، وهي قراءة يعقوب وخلف البزار وأبو جعفر وهي منظومة من تأليف الإمام الحافظ أبي الخير عمر بن محمد بن محمد المعروف بابن الجرزي ت 833هـ.

(11) (طيبة النشر في القراءات العشر)، منظومة في علم القراءات، للإمام محمد ابن محمد بن محمد المعروف بابن الجرزي، ت 833هـ.

(12) حدثني أخي وصديقي الأستاذ صلاح خياطة نجل المترجم له رحمهما الله تعالى: أن والده قال له: (عندما أردت الذهاب إلى دمشق لأخذ الإجازة بطريق طيبة النشر، خرج لوداعي أخي الدكتور عمر، وعندما صعدت السيارة، قال لي: أوصيك يا أخي أن لا تنس نفسك بدون طعام، وانطلقت السيارة، ورحت أفكر بوصية أخي وأقول لنفسي: ما هذه الوصية؟ هل أنا طفل صغير لا أعقل؟ ولم أجد لذلك جواباً، وبدأت الدرس، وفي يوم من الأيام بينما كنت أتجول في مسجد عربين أحفظ القرآن، إذ بي أقع مغشياً عليّ، ويوقظني شيخي الشيخ عبد القادر، ويأمر بإحضار الطعام، قائلاً: ربما كنت جائعاً يا نجيب، عندها تذكرت أنني منذ يومين لم أذق طعاماً، وتذكرت وصية أخي وصدقها، وقلت في نفسي الحق معه لأنه يعرفني، ويعرف أنني قد أنشغل بالعلم والحفظ عن كل شيء) ا.هـ بشيء من التصرف.

(13) المصدر السابق.

(14) احمد الله سبحانه أن جعلني أحد تلاميذه في الثانوية الشرعية، فقد أخذت عنه علم التلاوة والتجويد، حيث قرأنا عليه كتاب (كفاية المريد)، وعلم الفرائض، حيث قرأنا عليه (شرح الرحيبية).

(15) جامع (أبي يحيى) تقدم الحديث عنه في الحاشية رقم 1 ص 275.

(16) جامع (الأصفر) جامع قديم كان يعرف بجامع الجرن الأصفر، بناه محمد بن يحيى الخشاب، وهو جامع صغير، تقام فيه الصلوات الخمس والجمعة، يقع قرب (قناق الجزار) في الجلوم. وانظر نهر الذهب 2/56.

(17) منظومة تبحث في متشابه كلمات القرآن الكريم، نظمها الإمام علي بن محمد بن عبد الصمد الهمداني المصري السخاوي، أصله من(سخا) بمصر، سكن دمشق وتوفي فيها، سنة: 643هـ.

(18) عني بتصحيحه وطبعه في مطبعة الاقتصاد بحلب، عام: 1355هـ، شقيق المترجم له الشيخ عبد الرحمن خياطة.

(19) يقع الكتاب في اثنتين وخمسين صفحة من الحجم المتوسط، وقد طبع مراراً.

(20) طبع عدة طبعات أخرى بإشراف نجل المؤلف الأستاذ محمد أبي اليمن، وقد ذيله برسالة هامة للمؤلف هي: (خلاصة الجهود في تحرير المدود) وهي رسالة نادرة كانت مفقودة.

(21) مخطوط بيد المؤلف بخط محكم أنيق، يقع في 422 صفحة، من القطع الصغير، ويضم بحثاً قيماً عن مخارج الحروف، اطلعت عليه عند نجل المؤلف الأستاذ صلاح، وصورت بعض صفحاته. (المؤلف)

(22) مخطوط بيد أحد إخوان المؤلف، يقع في 418 صفحة من الحجم المتوسط، بدأه المؤلف بذكر أسماء القراء ومراتبهم وطرقهم وتاريخ حياتهم.

(23) مخطوط بخط المؤلف علق فيه على كتاب (بدائع البرهان) للشيخ مصطفى الأزمرلي، الذي شرح فيه كتاب (عمدة العرفان في وجوه القرآن)، يقع في 166 صفحة من القطع الكبير.

(24) مطبوع عام: 1953م يقع في 112 صفحة من القطع المتوسط.

(25) مطبوع عدة طبعات آخرها الطبعة الخامسة، عام: 1411هـ، وكان أحد مقررات الثانوية الشرعية، وقد قرأته على المؤلف.

(26) طبع مرات متعددة ووزع على نفقه بعض أهل الخير.

(27) رسالة مطبوعة.

(28) مخطوط يقع في 183 صفحة، جمع فيه المؤلف ثمانين خطبة منبرية بالإضافة إلى مقدمته، وكان المؤلف خطبياً في جامع (أبي ذر) كما تولى الخطابة في جامع أبي عبيدة بن الجراح في حي الكلاسة.

(29) رسالة صغيرة تقع في ست عشرة صفحة، من القطع المتوسط – مطبوعة -

(30) رسالة صغيرة مطبوعة، تقع في 32 صفحة، من الحجم المتوسط.

(31) مخطوط يقع في 107 صفحات، ويشمل على عشرة موضوعات في علوم مختلفة.

(32) مخطوط.

(33) مخطوط بخط المؤلف يقع في 135 صفحة.

(34) مخطوط يقع في 189 صفحة، ويحوي على 209 نوادر، وقد أخذت عنه صورة وأرجو أن أوفق إلى تحقيقه ونشره – أقول: هذه المخطوطات جميعها رأيتها عند نجل المؤلف الأستاذ صلاح الذي تفضل مشكوراً بإطلاعي عليها، وسمح لي بتصوير بعضها، وأرجو الله أن يهيئ لها من يطبعها ويخرجها إلى النور، ورحم الله صديقنا الأستاذ صلاح خياطة.

(35) مخطوط يقع في 107 صفحات، ويشمل على عشرة موضوعات في علوم مختلفة.

(36) انظر ترجمته ص 177.

(37) عن مقابلة شفهية مع الأخ العزيز الأستاذ صلاح خياطة، نجل المترجم له رحمه الله.

(38) المصدر السابق. 

(39) المصدر السابق، وقد عاينت ذلك بنفسي إذ كنت ورفاقي في الثانوية الشرعية نتشارط إن كان أحدنا يستطيع سبق الشيخ بالسلام عليه، فما استطعنا جميعاً، رغم كثرة محاولاتنا، إذ كان الشيخ يمشي مطرقاً رأسه إلى الأرض يقرأ القرآن، وفجأة يرفع رأسه ويبادر من أمامه بالسلام.

(40) المصدر السابق، وقد سمعتها منه مراراً في دروسه. رحمه الله.