الشيخ عبد الجليل عيسى أبو النصر

ولد الشيخ عبد الجليل عيسى أبو النصر في قرية الرملة من قرى كفر الشيخ بمصر سنة ١٨٨٨،وحفظ القرآن الكريم، ثم انتقل الى المعهد الاحمدي بطنطا لطلب العلم.

ثم انتقل الى الأزهر ونال درجة العالمية سنة ١٩١٤.

وقد تتلمذ على مشايخ كثر ابرزهم الشيخ محمد مصطفى المراغي، ومنه تلقى حب مدرسة التجديد والاصلاح.

وقد تخصص الشيخ في دراسته بالمذهب المالكي، ثم توسع في دراسة المذاهب، وخلع ربقة التقليد من عنقه.

وفي عام ١٩١٩ شارك في الثورة المباركة ضد الانجليز، وكان يفتخر بمشاركته في تلك الثورة.

ولما اعدم الطليان عمر المختار سنة ١٩٣١ قام الشيخ رفقةَ بعض علماء الأزهر بإرسال مذكرة احتجاج صارخ إلى دول العالم ضد فظائع الطليان في ليبيا، وكان لها وقع كبير على ملك ايطاليا الذي كانت تربطه صلات بالملك فؤاد، فما كان من فؤاد الا ان قام بفعلته الشنعاء فأقال مائتي عالم من الأزهر، في عهد شيخه الأحمدي الظواهري، وكان منهم الشيخ عبد الجليل عيسى. 

بعد اربع سنوات كسب الشيخ دعوى ضد الحكم في القضاء، فأعيد هو وغيره الى التدريس في الأزهر، وأقيل الظواهري، ليتولى المراغي.

وفي عهد المراغي ابتدأ العهد الذهبي للشيخ، حيث عينه المراغي شيخ معهد دسوق، ثم شيخ معهد شبين الكوم.

وقد ترقى الشيخ في الوظائف، حتى عين شيخاً لكلية اصول الدين سنة ١٩٤٦ ثم شيخاً لكلية اللغة العربية سنة ١٩٤٧.

ومن أبرز كتب الشيخ : (تيسير القرآن الكريم للقراءة والفهم المستقيم) وهو تفسير كامل نفيس، احتوى على نظرات الشيخ الفريدة في القرآن، وبدا تأثر الشيخ فيه جلياً بمدرسة الاصلاح والتجديد، وحرصه على تنقية التفسير من الإسرائيليات.

و(المصحف الميسر) وهو أقرب الى بيان مفردات القرآن. 

و(اجتهاد الرسول). 

و(ما لا يجوز فيه الخلاف بين المسلمين). 

و(صفوة صحيح البخاري).

ومقالات ثرة عديدة في مجلة الأزهر والمجتمع الكويتية وغيرهما. 

ومن آراء الشيخ الأصولية: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له ان يجتهد، وينزل الوحي بتصويبه اذا اخطأ، وقد تجنى عليه لذلك احمد الغماري، وتولى كبر تكفير الشيخ، فأبان بذلك عن ضيق عطن، ونزق وقلة ورع، وجهل بأصول الفقه، فإن هذا القول قال به ابو اسحاق في اللمع، وحكاه ابن برهان عن اكثر الشافعية وحكاه الخطابي عن اكثر العلماء، وارتضاه الرافعي وابن حزم، وهو ظاهر كثير من الادلة الشرعية كقصة الاعمى واسرى بدر. 

وقد زاد الغماري ضغثاً على إبّالة، فنسب إلى الشيخ أنه يقول بأن عقل النبي صلى الله عليه وسلم كان ضعيفا! وهذا كذب على الشيخ وفجور في الخصومة من الغماري.

ومن آراء الشيخ الفقهية : إبطال الوقف الأهلي ، ومحاربةالنذر للأولياء.

وكذلك إباحة الفوائد البنكية في حال تملك الحكومة للبنك وصرفها ريع تلك الفوائد لمصالح الشعب، تشبيهاً بالضرائب والضمان الاجتماعي، وبناء على أن لا ربا بين الحكومة والشعب.

ومن آرائه في التفسير: اتهام (كعب الاحبار) و(وهب بن منبه) بتعمد دس الاسرائيليات في التفسير كيداً للاسلام.

وأن المقصود بذي القرنين هو الملك الفارسي قورش.

وقد تتلمذ على يد الشيخ كثيرون، كان من أبرزهم الشيخ محمد متولي الشعراوي، وكان الشيخ هو الذي بصّره بالتفسير وحببه اليه، وأثنى عليه الشعراوي الثناء العاطر.

وقد أصيب الشيخ بالشلل سنة ١٩٧٩،وظل طريح الفراش الى ان توفاه الله سنة ١٩٨١ بعد أن عُمر اثنتين وتسعين سنة رحمه الله.