كلمات في رثاء العلامة الشيخ محمد نذير حامد (1)

لما بلغني نبأ وفاة أستاذنا العالم المربي الشيخ محمد نذير حامد عن طريق تلميذه الفاضل الشيخ إبراهيم منصور، بادرت لنشر كلمة في رثائه على صفحتي . قلت فيها : 

رحم الله تعالى شيخنا العلامة اللغوي النحوي المفسر المعمَّر، الشيخ محمد نذير حامد. الذي انتقل قبل قليل إلى رحمة الله تعالى - في مدينة حلب - يوم الأربعاء 10 من جمادى الأولى 1440 هـ - الموافق 16/ 1 / 2019 م عن 90 عاما. وهو من مواليد سنة 1931ومن كبار مشايخ المدرسة الكلتاوية التي أسسها العالم الشهير محمد النبهان وأستاذ الأساتذة فيها. وكان هذا الأستاذ الكريم درسني مادة التربية الإسلامية في المرحلة الإعدادية في مدينة حلب ، وكان مدرسا ناجحا مؤثرا، وسعدت بلقائه في المدينة المنورة بعد إقامته فيها وجواره الطويل. وقد أنجز موسوعة لغوية ضخمة في إعراب القرآن وصرفه وبلاغته وكل ما يتصل بالجوانب اللغوية ، رعاها أحد الفضلاء من السعوديين من أصل تركستاني واسمه عادل قربان، ولم تظهر هذه الموسوعة للنور.

رحم الله تعالى أستاذنا العالم الموسوعي الجليل وتقبله في عباده الصالحين . وإنا لله وإنا إليه راجعون. 

ثم وقفت على عدد من الكلمات التي كتبت عن الراحل ، قمت بجمعها ومراجعتها وإعدادها للنشر في الموقع ، وأكتفي اليوم بكلمة صديقه وتلميذه القديم وحفيد شيخه : محمد فاروق النبهان.

جمعها ورتبها وراجعها: مجد مكي

كلمة عزاء ومواساة

انتقل إلى رحاب الله اليوم الأخ الصديق العلامة الشيخ محمد نذير حامد رحمه الله , عرفت الفقيد منذ كنت طفلا في الكلتاوية القديمة , وأمضى عدة سنوات في غرفة صغيرة ملحقة بغرفة السيد النبهان طيب الله ثراه , وكان صديقا عزيزًا وهو من أقرب الأصدقاء إلى نفسي , وهو الأستاذ الأول في الكلتاوية عندما كنت الطالب الوحيد فيها , درسني النحو في حاشية الخضري التي كان يحبها وله الفضل في تعليمي علم المواريث، وأصبحت متفوقا بها بفضله , وكان أهم زملائه في تلك الفترة في الكلتاوية ممن كان يدرسني: الشيخ نزار لبنية والشيخ حسان فرفوطي , ولما بنى تجار الحبوب في حي جب القبة مسجدا طلبوا من السيد النبهان إماما وخطيبا له , وكلفه السيد بذلك , وانتقل إليه , ثم تزوج وسكن في دار أمام الشعبانية , وانتسب هو ومجموعة من إخوان الكلتاوية إلى كلية الشريعة .

ومن أهم أصدقائه: الشيخ نزار لبنية، والأستاذ عبد البر عباس، وعبد الرحمن عتر , وكنت أسافر معه إلى دمشق لامتحانات الكلية، وننزل معا في غرفة واحدة , ولما تخرج أصبح من أبرز أساتذة التربية الإسلامية في حلب .

كان من أقرب الأصدقاء وأحبهم لنفسي , كان محبا للسيد النبهان وقريبا منه، وكان عالما خلوقا أديبا وفيا , وكان السيد يحبه ويحب أسرة الحامد , وكانوا رجالا ونساء ممن اشتهروا بالأدب والتقوى، ويتابعون مجالس السيد .

كان والده ووالدته وأشقاؤه من المحبين الصالحين , وبخاصة المرحوم أحمد منير حامد وكل أسرته .

إنني مدين للأخ الشيخ نذير بالكثير من المواقف والفضل , وكان الأقرب لنفسي والأحب .

أدعو الله تعالى أن يجزيه خيرًا عنى أولا وعمَّن له فضل عليهم من سائر طلابه ومحبيه , وأقدم أصدق عبارات العزاء لأسرته وأولاده ولكل محبيه وإخوانه من أسرة الكلتاوية ومحبي السيد النبهان , كما أدعوه تعالى أن يتغمده برحمته الواسعة، وأن يسكنه فسيح جناته مع الصدِّيقين والصالحين والشهداء ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ..