الشيخ درويش بن أحمد مشلح الدمشقي 

الشيخ درويش بن أحمد مشلح الدمشقي نسبا الشافعي مذهبا رحمه الله تعالى

الفقيه الشافعي البارع والخطيب المصقع.

ولادته ونشأته:

ولد في دمشق حي برزة البلد عام 1919م من عائلة مشهود لها بالورع والصلاح.

درس الابتدائية في بلدة برزة.

دراسته في معهد العلوم الشرعية بالجمعية الغراء:

في بداية العشرينيات من عمره التقى بالشيخ محمد حمزة القابوني الذي كان في تلك الفترة إماما وخطيبا في البلدة، وكان يحثُّ الشباب على طلب العلم وإقناع أهليهم بفكرة إرسالهم إلى الجمعية الغراء بإشراف العلامة الشيخ علي الدقر لتعليمهم العلوم الشرعية والكونية، وأن الجمعية تتحمل كافة الأعباء المادية.

فكان من أوائل الملبِّين لدعوته الميمونة الأستاذ عثمان عمر حسين، والشيخ درويش مشلح رحمهما الله تعالى

التحق الشيخ درويش بالجمعية الغراء

وجدَّ واجتهد حتى أنهى سنيَّ دراسته بامتياز.

مشايخه :

وكان من مشايخه الذين تتلمذ عليهم في العلوم الشيخ عبد الرؤوف أبو طوق رحمه الله تعالى.

والشيخ عبد الحكيم المنيّر رحمه الله تعالى.

والشيخ العلامة أبو اليسر عابدين رحمه الله تعالى.

والشيخ العلامة علي الدقر رحمه الله تعالى. 

والشيخ العلامة محمد هاشم الخطيب رحمه الله تعالى.

دراسته بالأزهر :

أحب الشيخ أن يواصل مسيرته في طلب العلم الشرعي فالتحق بالأزهر الشريف قسم كلية أصول الدين وأكمل دراسته هناك والتقى بكبار علماء العالمين العربي والإسلامي وخاصة علماء مصر وتخرج في عام 1951.

وكان من أقرانه في الأزهر الشريف: فضيلة الدكتور الشيخ محمد أديب الصالح أستاذ ورئيس قسم القرآن والسنة بجامعة دمشق رحمه الله

وظائفه :

عيِّن خطيبا وإماما في عدد من مساجد المحافظات السورية.

ثم عين مفتياً لمنطقة البوكمال في دير الزور لمدة العشر سنوات تقريبا، وذلك بين عامي

1954 حتى 1963.

ومن ثم تمَّ نقله إلى تدمر وعين مفتيا عاما لمنطقة تدمر في العام 1964.

ومن ثم نقل وعين مفتيا لمنطقة فيق بالجولان المحتل حتى عام 1967.

ومن ثم تمَّ تعيينه نائبا ومعاونا لرئيس دائرة الإفتاء والتدريس الدين العام حتى تاريخ وفاته.

الخطيب المفوه:

برع في علم الخطابة فكان خطيبا مفوها يصدع بكلمة الحق أينما حل وارتحل ولا يخشى في الله لومة لائم

ففي أحد المناسبات -كما ذكر الشيخ الدكتور

محمد أديب الصالح في مذكراته- أنه تكلم بكلمة حق، فقال له الدكتور محمد أديب الصالح: ياشيخ نحن ضيوف هنا !

فقال الشيخ درويش رحمه الله: الحق أحق أن يتبع.

أخلاقه وصفاته:

كان شيخنا رحمه الله حسن العشرة دائم البشر محبَّباً لأبناء البلدة وشبانها يتفقد أحوال كبار السن ويخالط شبان البلدة ويمازحهم ويتقرب منهم، وكان وصولا للرحم عطوفا على الصغير.

مكتبته :

ومن إكرام الله عزوجل له أن جمع مكتبة كبيرة حوت في جنباتها مختلف العلوم والفنون، إلا أن معظمها قد فني بسبب الأحداث الاخيرة.

وفاته:

توفي رحمه الله في الرابع والعشرين من ايلول لعام 1969 بعد أن أدى رسالته وتخرجت على يديه كوكبة من الخطباء والدعاة في سوريا.

وشيع جثمانه الطاهر في موكب مهيب خرجت به البلدة عن بكرة أبيها إلى مقبرة برزة البلد.

رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

وبارك في آل بيته وذريته وأحفاده وعوض الأمة خيرا ونفع بعلمه إنه هو البر والرحيم

[الترجمة من كتاب (قناديل الإرشاد في حي برزة الدمشقي) للأستاذ هادي عسلية لمّا يطبع بعد]