الشيخ عبد الحميد دده

1228 ـ 1304 هـ

1803 ـ 1886 م

الشيخ عبد الحميد بن الشيخ حسن دده البيرامي، شيخ التكية البيرامية (1)، عالم فقيه، وفلكي رياضي، له معرفة كبيرة بعلم الحساب والهندسة والجبر والزايرجة (2).

ولد في حلب، وقرأ النحو والفقه على شيخه الشيخ أحمد الترمانيني

ثم شدّ الرحال إلى الديار المصرية أربع مرات، يقيم ويجاور في أزهرها كل مرة أكثر من سنتين، كما رحل إلى الأستانة عدة مرات، وكان في رحلاته يجدّ ويجتهد في تحصيل العلوم بأنواعها، ثم تفرغ لتحصيل علم الفلك حتى برع ومهر، وأصبح وحيد عصره فيه، وألف في هذا العلم عدداً من الكتب(3).

وكان عالما باللغة العربية والتركية والفارسية، وله فيها أشعار حسنة فقد نظم مولدين شريفين أحدهما بالعربية، والآخر بالفارسية

سماهما: (الحميدية في قصة خير البرية)، كما نظم مولداً آخر بالفارسية 

سمّاه: (الابتهالات في قصة صاحب المعجزات).

لكن أهم آثاره الباقية إلى يومنا هذا: قرص من الحجر رسم فيه دائرة تعلم منها الأوقات (ساعة فلكية)، وهي ما تزال في صحن الجامع الأموي الكبير، وقد أتم صنعها سنة: 1297هـ.

(ومن تأمل في هذه الرسوم يعلم تضلع المترجم في هذه العلوم الفلكية) (4).

كما صنع نظير هذه الساعة للسلطان عبد الحميد الثاني، سنة1300:هـ وضعت في قصر (يلدز) في (استانبول)، وقد أكرمه السلطان لهذا الصنيع وأجزل له العطاء .

وكان الشيخ المترجم رغم انشغاله بهذه العلوم شيخاً للتكية البيرامية جلس على سجادتها، سنة: 1244هـ، بعد وفاة عمه الشيخ حسين دده، وفي سنة: 1295هـ، تخلّى عن المشيخة، وخلّف سبطه الحاج يوسف دده، وبقي مواظباً على علومه وعبادته إلى أن أدركته الوفاة، سنة: أربع وثلامئة وألف للهجرة، يصفه الشيخ محمد راغب الطباخ بقوله: " كان حسنة من حسنات الشهباء المشهود لهم بالفضل والنبل، ولم يخلفه في الشهباء بعده في فنونه مثله" (5) ـ رحمه الله ـ.

ـ الساعة الفلكية ـ

ـ صورة الساعة الفلكية التي صنعها الشيخ عبد الحميد دده ـ

المصادر والمراجع

1- إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء، للشيخ محمد راغب الطباخ.

2- نهر الذهب في تاريخ حلب، للشيخ محمد كامل الغزي.

======-

(1) تكية بابا بيرم تكية قديمة مشروطة لأهل الطريقة (القندرية) ـ البيرمية ـ تقع شمالي محلة (أغير) عمرت

سنة: 764هـ، انظر الحديث عنها بالتفصيل في نهر الذهب 2/325، وإعلام النبلاء 7 / 388.

(2) الزايرجة أو الزائرجة: علم بقوانين صناعية تستخدم للكشف عن الأمور المغيبة، وهي عندهم عبارة عن دائرة عظيمة في داخلها دوائر متوازنة للأفلاك والعناصر والمكونات والروحانيات وغيرها، ولهم علم خاص بطريقة استخراجها، وانظر كتاب (أبجد العلوم) للقونجي المجلد الثاني القسم الأول ص 215.

(3) قال عنها الشيخ محمد راغب الطباخ: (إن أيدي الزمان أضاعتها ومزقتها كل ممزق، وقيل أحرقها أخوه الحاج يوسف دده ـ الشاعر المعروف ـ بُغضا فيه) إعلام النبلاء 7 / 387

(4) المصدر السابق

(5) إعلام النبلاء 7 / 387