القاضي الشيخ محمد توفيق الشماع

1926 - 1994م

والدي الشيخ القاضي الشرعي محمد توفيق الشماع من مواليد دمشق عام 1926.

نشأ في جامع التوبة ودرس في مدرسة سعادة الأبناء، وأتمَّ دراسته في معهد العلوم الشرعية التابع للجمعية الغرّاء على شيخه وأستاذه الشيخ عبد الوهاب دبس وزيت الحافظ وآخرين منهم الشيخ عبد الكريم الرفاعي، ثم درس في دار المعلمين، والتحق بكلية الحقوق في جامعة دمشق، ثم تولى القضاء عام

1951 فعيِّن بالحسكة ، ثم نقل إلى إعزاز وبعدها إلى حلب، ثم استقرَّ في دمشق بالمحكمة الشرعية الأولى، ثم انتقل إلى محكمة النقض ، وبعدها ترأس محكمة الاستئناف بالشارقة إلى حين وفاته،

بالإضافة إلى التعليم في الجامعة السورية ، والمساجد وفي الإمارات، وله مجموعة تسجيلات إذاعية وتلفزيونية ، وكان خطيبا مفوها ، ضليعا في اللغة العربية وعلومها، أجاد وأفاد وألف في مادة الأحوال

الشخصية وفي الزواج والطلاق والعدة والتبنّي والنسب وعلوم الفرائض ودرسها.

ومن تلاميذه:

الشيخ محمد عوض، والشيخ شوكت الجبالي،والشيخ سعيد كوكي، والشيخ سارية الرفاعي وغيرهم ممَّن تلقوا عنه علم الفرائض والأحوال الشخصية في جامع ابن حجر في عام1959م.

والشيخ - رحمه الله - فقيه حنفي، دَرسَّ الفقه

الحنفي في عدد من المساجد في دمشق أيضا وبالإمارات، وأعطى محاضرات كثيرة في علوم القرأن الكريم بكلية الدراسات العربية والإسلامية بدبي، وكان خبيرا في لجنة خبراء مجلس وزراء العدل العرب، وعضوا أساسيا في لجنة إعداد قانون الاحوال الشخصية العربي الموحد، وذلك نتيجة ممارسته القضاء لثلث قرن من الزمان.

وهو قاض وعالم واثق بربه ومن نفسه ، مطلع على العديد من المشاكل الزوجية وما يتعلق بها ، محبٌّ لعمل الخير.

ترأس عدد من الجمعيات في مجال العمل الخيري منها: جمعية النهضة الإسلامية بعد وفاة الشيخ عبد الكريم الرفاعي، وجمعية الهداية الإسلامية ، وجمعية التمدن الإسلامي ، وساهم في بناء المساجد، وكان رئيس لجنة بناء جامع صلاح الدين للأيوبي في حي ركن الدين بدمشق.

لحق الوالد -رحمه الله- بالرفيق الأعلى في دبي بالمستشفى ظهر الخميس سنة 7 محرم سنة 1415 هـ بعد سبات استمر من عيد الأضحى ، ودفن في دبي، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا به مع سيدنا محمد صلى الله ليه وسلم في الفردوس الأعلى في جنة الخلد آمين.انتهى.

قلت: وقد رثاه أخونا الأديب الشاعر الدكتور عثمان قدري مكانسي في هذه الأبيات:

الـعلم يرسل في القلوب ضياءً * فـتـمور في ساح الحياة عطاء

يـحـيـي العقول فتنتشي ريّانة * وتـزيـد مـن أنـدائـه لألاءً

والـعلم ميزان الرجال فمن يَحُزْ * عـلـمـاً فذاك مفضّل تفضيلاً

فـلـه الصدارةُ والمحاسن ثرّةً * واللهُ أعـلـى قـدْرَه تـنـزيلاً

وأجـلُّـهـم مَن حاز علماً نافعاً * فـقـهـاً وتفسيراً وقولاً جامعاً

فـأفـاد إخـوانـاً له وهداهُمُ * فـقـهـاً وتفسيراً وقولاً جامعاً

وأبـو الـموفّق شيخُنا أعظِمْ به * نـبـراسَ عـلم شعّ في أفكارنا

فـلـه عـلى مرّ الزمان تحيّة * ومـحـبـة تُـبدي مدى إكبارنا

فاكتب له الفردوس واجعل جمعَنا * فـي ذا الـلـقاء مكرّماً مرحوماً

ثـم الـصلاة على النبي وآله * مـادام نـجمٌ في السما مرسوماً