وإنّا على فراقك ياأبا عمير لمحزونون

الحمدلله القائل في كتابه العزيز : (( ياأيّتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )) والصلاة والسلام على النبي الكريم الذي قال عندما توفّي ولده إبراهيم :"إنّ العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولانقول إلا مايرضي ربنا ، إنّا لله وإنّا إليه راجعون .

بعد معاناةٍ شاقّة مع مرضٍ عضال لازمه لقرابة السنتين رحل عن دنيانا الأخ الحبيب( موفق سفاف أبوعمير ) تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته 

وهو من مواليد بلدتنا حماة عام1956م

لقد عرفته منذ قرابة خمسٍ وأربعين سنة عرفت فيه الحب الصادق والمخلص لدينه والثبات على المبدأ وعدم التلوّن والمجاملة على حساب دينه 

دمث الأخلاق مألوفاً بين إخوانه 

محباً للعلم والعلماء ناهلاً منهم 

ومن أخلاقهم ملازماً لدرس فضيلة الشيخ عبدالحميد طهماز رحمه الله اليومي في جامع السلطان 

تعرّض للسجن والاعتقال في مقتبل شبابه عام 1975م عندما كان في المرحلة الثانوية

وبعد أن أُفرج عنه عام 1977م تابع دراسته الثانوية ومن ثمّ انتسب لكلية الشريعة بدمشق حيث تعرّض للاعتقال مرةً ثانية عام 1978م 

أُفرج عنه عام 1980 ، غادر البلد بعدها قاصداً جامعة أم القرى حيث انتسب مجددا لكلية الدعوة وأصول الدين أتمّ فيها مرحلة البكالوريوس وتحصّل على درجة الماجستير من الجامعة نفسها من قسم العقيدة الإسلامية ، وكان حريصاً على المتابعة لنيل درجة الدكتوراة التي لم تُكتَب له لأسبابٍ متعلقة بسياسة الجامعة في تلك المرحلة ورؤيتها في اكتفاء الطالب بمرحلةٍ تعليمية واحدة ، الأمر الذي اضطره للسفر إلى الأردن وكانت مرحلةً صعبةً عانى فيها من وضعه الصحي والمادّي وقد عرض عليه بعض الإخوة أن يؤلّف فرقة إنشادٍ لكي يستفيد مادّياً -وهو مؤهّلٌ لهذا الأمر ، فلقد حباه الله سبحانه صوتاً في غاية الجمال والروعة - لكنه أبى هذا العرض معتبراً أمر الإنشاد أسمى من أن يأخذ عليه عوضاً 

إذ كان يراه وسيلةً دعويةً يعرّف السامعين من خلالها بقيم هذا الدين ومبادئه وأخلاقه

فكان لايرد طلب أحدٍ من إخوانه في مناسباتهم الاجتماعية ويتحف الجميع بصوته العذب الشجيّ من غير أن يأخذ على هذا أيّ مقابل 

وقد كان ينتقي قصائده انتقاءً مركزاً على المضمون والمحتوى 

ولعله في هذا قد سار على نهج الشيخ أحمد بربور رحمه الله الذي كان يعتبر الإنشاد إرشاداً ودعوةً 

لقد زرته قبل وفاته بيومٍ فلمست منه التسليم والرضا لماأصابه

رحمك الله أخي أبا عمير وتغمدك بواسع مغفرته ورحمته 

وألحقك بركب الشهداء على ماأُصبت به من ضر وبلاء

لقد كنت مثالاً يُحتذى به ، لقد عرفته منذ مطلع شبابه شاباً نشأ في طاعة الله ، رجل مبادئ وقيم 

، رجلاً عصامياً معتمداً على نفسه 

آلفاً مألوفاً بين إخوانه ، دمث الأخلاق حميد الصفات ، شهماً كريماً .

اللهم أكرمه بواسع كرمك وبلّغه مقام من تقول له الملائكة :((سلامٌ عليكم بماصبرتم فنعم عقبى الدار))

اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله 

اللهم لاتحرمنا أجره ولاتفتنّا بعده

والحمدلله على قضائه وقدره 

وإنّا لله وإنّا إليه راجعون