الشيخ الجليل والشاعر الماجد سليمان اسعد حكيم طيب الله ثراه

 

من علماء اللاذقية واعيانها وجه منير من اللاذقية

ولد الشيخ الجليل سليمان الحكيم في اللاذقية عام ١٩١٠ كما ورد بدفتر النفوس ولكن اخبرني ابنه الاستاذ محمد لقمان أنه ولد عام ١٩٠٠ في بيت علم وأدب وحسب ونسب وعراقة فوالده الشيخ الفاضل اسعد حكيم رحمه الله وأمه الحاجة لبيبة كوسا رحمها الله التي كانت تدرس القرآن الكريم في الكتاب القريب من العامودين بحي القزازين كتاب آل الحكيم، وهنا ولد شيخنا المترجم له ونشأ نشأة دينية علمية أدبية.

دخل مدرسة (سلم ترقي) وحصل منها على السادس الاعدادي التي كانت تعادل الثانوية في يومنا هذا.

نشأ الشيخ الفاضل في جو ديني علمي ادبي، فتلقى علوم القرآن الكريم وحفظه عند والده الشيخ اسعد حكيم رحمه الله الذي كان له حلقة علمية في زاوية الحكيم، فتربع في حلقة والده وتلقى منه كما تربع في حلقات العلم عند علماء اللاذقية واهمهم شيخه ومرجعه مفتي اللاذقية العلامة الشيخ مصطفى محمودي رحمه الله، فأخذ عنه علوم العربية والبلاغة والفقه الشافعي وعلم المنطق وعلم الحديث. وكان ذلك بجامع صوفان حيث كان يذكر شيخه دائما الشيخ مصطفى محمودي رحمه الله ويذكر فضل شيخه عليه وبقي وفيا لابن شيخه العلامة الشيخ عبد الحليم محمودي رحمه الله، وأذكر أنه بكاه كثيرا عندما توفى فلقد كان قرينه في طلب العلم رحمهما الله تعالى رحمة واسعة. كما تلقى علومه على اعلام بلاد الشام في حلب ودمشق وسمعته مرة يتحدث عن حضوره دروس إمام المحدثين والفقهاء محدث الديار الشامية الشيخ بدر الدين الحسني طيب الله ثراه.

عمل في سلك الدرك بفترة الانتداب الفرنسي، ويذكر نجل الشيخ أن والده كان شجاعا مقداما لا يهاب الموت ولقد كلف بحماية محافظ اللاذقية آنذاك إحسان بك الجابري على رأس دورية بعد أن هدد المحافظ بالقتل ورافقه الى السفكون على طريق اللاذقية حلب، كما كان ممن كلفوا بإلقاء القبض على سلمان المرشد وإرساله الى دمشق. 

ثم عمل في مكتب المحامي جميل خضر مدة سنتين قام خلالهما بتحضير الملفات لتقديمها للمحكمة بجبلة.

ثم توقف عن هذا العمل فيما بعد ليعود ويتابع طلب العلم، كما استلم الوظائف الدينية كإمام وخطيب ومدرس في مساجد عدة في اللاذقية، لا سيما في مسجد المير موسى ومن ثم مسجد القلعة ومسجد الشيخ ضاهر حيث عين اماما ومدرسا به، فكانت له حلقة علمية يدرس بها علوم القرآن والتجويد والعربية، ثم عين خطيبا بالجامع نفسه بعد وفاة العلامة الشيخ محمد يحيى بستنجي رحمه الله.

الجدير بالذكر انه كان ينوب بالخطابة في مساجد عدة ايضا. إضافة إلى وظائفه الدينية استلم جمعية دفن الموتى بعد تأسيسها وبقي مديرا بها حتى وفاته رحمه الله.

كان للشيخ الجليل صلة طيبة مع علماء المحافظات الأخرى لا سيما مدن دمشق وحلب وحماة وكان يزورهم ويزورونه.

كان خطيبا بارعا منذ شبابه ولقد وكل مرة لإلقاء قصيدة برثاء الملك فيصل بن الحسين في جامع العجان بمناسبة مأتم الملك فيصل وكانت القصيدة للشاعر سلامة الصوفي وكان ذلك عام ١٩٣٣, كما كان شاعرا ماجدا خلف ديوان شعر يحوي على اكثر من مئة قصيدة وما زال مخطوطا ولم يطبع.

والجدير بالذكر أن الشيخ الفاضل سليمان الحكيم رحمه الله أصدر عام ١٩٣٤ جريدة العوامل في اللاذقية وكانت تطبع في مطبعة الارشاد الذي كان صاحبها ابن عمه الشيخ امين الحكيم ولقد حدثنا ابن الشيخ الفاضل، الاستاذ محمد لقمان الحكيم حفظه الله قصة جميلة عن الجريدة حيث قال: وكان من المشتركين بجريدة العوامل الملك غازي ملك العراق، وفِي الصفحة الأولى من أحد الأعداد نشر صورة للملك غازي ووضع تحتها هذين البيتين:

ملكٌ تذل الأُسْدُ في أعتابهِ ويكٍلُّ عن مرقى علاه البازي

هل تصْغُرُ الدنيا إذا خضعت له وهل تخضع الدنيا لغير الغازي

وكان ذلك من جملة مقالة عن الملك غازي والعراق كتبها ونشرها بجريدة العوامل كانت بعنوان (العراق جدير بزعامة العرب)

ولقد سجن الشيخ الجليل في سجن ارواد مع الثوار بسبب المقالات التي كان ينشرها بجريدته والتي كانت تحث الناس على محاربة الاستعمار الفرنسي.

كان فضيلته متقنا للغة التركية وملما باللغة الفرنسية إضافة لبلاغته بالعربية.

تزوج رحمه الله ورزق ببنين وبنات هم: محمد اسعد ِمحمد لقمان، محمد رياض، محمد يقظان، اليمامه، حفصه ورضية.

توفي إثر مرض معوي عام 1986 رحمه الله تعالى رحمة واسعة.

اشكر من تقدم بمعلومات من أقاربه الشكر الجزيل.

اشكر اقرباء الشيخ الجليل على المعلومات، كتبها ونشرها الراجي عفو مولاه الذي بنعمته تتم الصالحات مصطفى حسن فرحات عفى الله عنه وعن والديه