الشيخ عمر ملاحفجي - عالم عامل
ترجمة الشيخ عمر ملاحفجي



نبذة مختصرة عن الشيخ عمر الملاحفجي.

هو الشيخ عمر ابن الشيخ محمد ملاحفجي المشهور (شيخ القصير أبو قبقابة) النعيمي الحسيني، ينحدر نسبه من السادة الاشراف في مدينة حلب فهو من آل بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم.
مولده:

ولد الشيخ عمر في مدينة حلب عام 1931( حسب التوثيق الرسمي للمواليد ) من أب عرف بصلاحه وتقواه وورعه فكان من مشاهير حلب وعلمائها.
نشأته وحياته:

نشأ الشيخ عمر في بيئة هادئة متواضعة امتازت بالعلم و الولاية، حيث كان والده الولي المعروف الشيخ محمد يقوم بتدريس العلوم الشرعية لطلبة العلم في زمانه فضلا عن كونه خطيباً بارعاً و طبيباً شعبياً ماهراً و مصلحاً اجتماعياً موفّقاً في حل و معالجة الكثير من القضايا في زمنه فقد كان فضلا عن كونه ولياً عالماً مهاباً ، كان يلقى قبولاً و محبة و تقديراً في قلوب معاصريه ، فكانت نشأة ولده الشيخ عمر في هذا الجو محفِّزاً له بأن يسلك مسلك والده في طلب العلم و مجالسة كبار العلماء في زمانه و الاستفادة من علمهم ، و بما أن والده الشيخ الولي المعروف عند أهل زمانه كان نيّر البصيرة ، فقد كان يولي ولده الشيخ عمر اهتماماً و محبة كبيرين، حيث كانت تظهر على الشيخ عمر منذ صغره علامات الصلاح و التقوى فضلا عن حبه و تفانيه بالأولياء و الصالحين و خدمتهم و الجلوس بين أيديهم ، فالتحق بالمدرسة الخسروفية نزولا عند رغبة والده التي كان هو يتمّناها أصلاً في قرارة نفسه ، لينهل من العلم الشرعي فيها و يعيش في أجوائه أكثر و أكثر ، فدرس في المدرسة الخسروفية لسنتين، و بعدها تابع طلبه للعلم على كبار مشايخ حلب وعلمائها مما زاده معرفة و صلة بكثير من علماء بلاد الشام خصوصاً و العالم الإسلامي عموماً.
صلته بعلماء العالم الإسلامي:

فقد كان يلتقي بكل من يقصد بلاد الشام ليلتقي بعلمائها و يأخذ عنهم ، و من أشهرهم في ذلك الوقت: والده الشيخ محمد، بل كان يدفعه حبه بالعلماء و الصالحين في كثير من الأحيان للسفر إليهم و أخذ العلم عنهم ، فقد سافر الشيخ عمر إلى كثير من البلاد الإسلامية، كالحجاز و مصر و السودان و بلاد المغرب العربي و تركيا و غيرها الكثير، و صاحب كبار علمائها في ذلك الوقت و أخذ عنهم العلم أو الإجازة، و كانت تربطه معهم صلات روحية و ودّية وثيقة حتى لُقّب بقاموس الأولياء، و كان بعضهم يسمّيه بالشيخ المدلّل، و ذلك لكثرة محبة العلماء له و علاقاته المميّزة بهم.
صلته بعلماء بلاد الشام:

هذا بالنسبة لكثير من علماء العالم خارج بلاد الشام أما داخلها فقربه و علاقاته أكثر من أن تُحصى بكلمات ، فهو يحظى بحب و تقدير علماء بلاد الشام له عموماً فقد التقى بالسيد مكي الكتّاني، و الشيخ منلا رمضان البوطي، و الشيخ حسن حبنكة الميداني، و الشيخ أحمد الحارون، والشيخ محمد الهاشمي، وغيرهم الكثيرين، وكلهم كان يحبه ويثني عليه وعلى فضله وعلمه.

وهذا على مستوى علماء دمشق الأجلاّء أمّا على مستوى باقي المحافظات السورية بدءاً من درعا و انتهاءً بالقامشلي مرورا باللاذقية التي كان على صلة وثيقة مع كبار علمائها، ومنهم الشيخ العلامة الحافظ يحي مصطفى بستنجي الحنفي.

و كذلك محافظة حمص التي كانت تربطه علاقات محبة و ودّ مع شيخها الشيخ الكبير الشيخ عبد العزيز عيون السود، والشيخ محمود جنيد الكبير و غيرهم الكثيرين من علماء حمص.

أمّا حماه فلعلمائها وأوليائها عند الشيخ نصيب وافر في قلبه و عقله و منهم على سبيل الذكر لا الحصر،الشيخ محمد علي مراد، و قبله الشيخ محمد الحامد و غيرهم الكثير من العلماء و الأولياء.

أما حلب بلده و مسقط رأسه فلها قصّة أخرى لا يتّسع المجال لذكرها ، بل تحتاج إلى كتاب مستقل، حيث يعدّ الشيخ من علمائها المعروفين بعلمه و فضله و نسبه وولايته بحيث لا تسأل عنه طالب علم أو عالم فيها من قريب أو من بعيد إلا و يحدّثك عن الشيخ و فضله بين أهل العلم و الصالحين ، هذا فضلاً عن علاقاته المتميّزة بعلمائها، و هذه العلاقات تُعدُّ فصلاً مستقلا لا يتّسع المقال لتفصيله.
صلته بالشيخ محمد النبهان:

و على سبيل الذكر لا الحصر فقد التقى الشيخ عمر بالشيخ محمد النبهان وتعلق به كثيرا، وكذلك أحبه الشيخ النبهان لما رأى فيه من الصدق والإخلاص في الصحبة فقد كان الشيخ عمر ملازماً للشيخ النبهان و محباً له مما أدى إلى اعتماد الشيخ محمد النبهان عليه في كثير من الأمور كتكليفيه أحياناً بمقابلة بعض الشخصيات المهمة و تقريب وجهات النظر بين المختلفين ، حيث كان للشيخ عمر قبولاً خاصا لدى الناس و حالاً يؤثر تأثيراً عجيباً بالآخرين منحه الله إيّاه ببركة صحبة العلماء و الأولياء و الصّالحين و محبتهم.
علاقته بعلماء حلب:

هذا بالنسبة للسيّد الشيخ محمّد النبهان أماّ باقي علماء حلب فكان للشيخ مكانة مميّزة عندهم فمنهم على سبيل المثال: الشيخ أحمد الادلبي، و الشيخ أحمد شهيد، و الشيخ أحمد البيانوني، و الشيخ عبد الله سلطان، و الشيخ محمد جميل العقاد، و الشيخ محمد الحجّار، و الشيخ أبو الخير زين العابدين، و الشيخ عبد الفتاح أبو غدّة، و الشيخ زين العابدين الجذبة، والشيخ المحدّث عبد الله سراج الدين الذي كان يحب الشيخ عمر و يقدّره تقديراّ خاصّاً، و كذلك الشيخ عمر ، و غيرهم من علماء حلب القدامى الأجلاّء الذين أعادوا للنهضة العلمية في حلب رونقها و مجدها، و ما زالت تعيش هذه النهضة ببركتهم.
تدريسه في السجن:

كان الشيخ عمر يقوم بالوعظ والإرشاد والتدريس في كافة السجون السورية، و تحقَّق على يديه نفع عظيم في هذا المجال، حيث تاب على يديه الكثير ، و خرج الكثيرون من السجن بفضل جهوده و مساعيه الحثيثة التي كان يبذلها لإصلاح الأمور و تسوية الخلافات بين السجين و خصمه خارج السجن ، و كثيرا ما كانت تثمر ولله الحمد ، و بما أن الشيخ كان يتمتع بنظر ثاقب بعيد المدى يوظفه لتحقيق إصلاح النفوس و نشر النفع بين الناس، و هذا ما كان يشغل جلّ وقته و فكره و عقله فقد كان يدعو بعض من يعرف من العلماء الأجلاّء لزيارة السجن ليستفيد النزلاء من علمهم و فضلهم و يتأثروا بهم، و كانت تترك زيارت هؤلاء العلماء أثراً في نفس كل من يلتقيهم كما يذكر الشيخ .
هجرته إلى المدينة المنورة:

بقي الشيخ عمر في حلب يعايش هذا العهد الذهبي الذي شغف به و أصبح هو جزءاً منه إلى أن رحل الكثير من علماء حلب الكبار إلى جوار ربهم، و بقي قلّة كالمصابيح يستفيد الناس بنورهم و علمهم، و بعد هذه الفترة الذهبيّة و في أواخر السبعينات من القرن الماضي، و بعد أن استخار الله عز و جل بالهجرة إلى المدينة ، هاجر إليها رغبة بجوار رسول الله صلى اله عليه و سلم الذي لطالما تعلّقت به روحه النقيّة ، و مع جواره في المدينة المنورة حتى يومنا هذا ، لم يألُ الشيخ جهداً بنشر الهدي و الخير الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم في كل بقعة يحلّ بها و هذا ديدنه و همّه الأول .

حفظ الله الشيخ و رضي الله عن سلف هذه الأمّة الأخيار، و جمعنا بهم في مستقر رحمته تحت لواء سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم ، آمين