ما واجبنا تجاه أهلنا في غزة - واجبنا تجاه أهلنا
ما واجبنا تجاه أهلنا في غزة؟؟

مالك بن محمد الزعبي

ماذا يمكن أن نفعل؟؟.. هل يكفي البكاء؟؟.. لا وربي.. هل يكفي التحسر والألم؟؟.. لا وربي..
إنّ نساء غزة.. أفضل منا نحن الرجال القاعدين.. والله لو كل النساء كنساء غزة.. لفضلت النساء على الرجال.. نساء حملن السلاح دفاعًا عن ديارهن.. دفاعًا عن أبنائهن.. بعد أن رمين أبناءهن وأحفادهن وإخوانهن في ساحات الرجولة.. وميادين الفخر والشهادة.. فزُف إليهن من زف منهم.. ومن لم يزف إليها ولدها.. تقول: إن شاء الله هو العريس القادم.. فإن زُف إليها.. تطير فرحًا؛ لأنه مات دفاعًا عن عرضه.. عن بلده.. عن داره.. عن نفسه.. ولم يمت ميتة الجبناء.. أصيب في صدره وهو مقبل على وجه العدو.. ولم يصب بظهره وهو هارب من وجه العدو.. فكان الرجل الحق..
إن نساء غزة.. هن النساء حقًّا.. فحدِّث عن أعظم زوجة وأم في هذا العصر.. ألا وهي زوجة الشيخ الشهيد أحمد ياسين رحمه الله.. ونساء غزة بإذن الله لسن أقل منها شأنا..
إلى متى يا رجال..تأخذ النساء مكانكم..؟
أليس لنا نحن معشر الرجال من صفاتنا سوى الاسم؟؟.. والله الذي لا إله إلا هو.. إن القلب ليشكو الذل والهوان.. وينتابه القهر والألم.. حينما ننام على بحار النفط.. ويشكو إخواننا في غزة انعدامه.. حينما يرى النساء يقمن بأعمال الرجال.. وما لرجالنا سوى الحديث عن الزواج الثاني.. والمتعة الزائلة.. والخلافات الفقهية إن كانوا ملتزمين!!.. ويتبارون في من هو أكثر رجولة.. وما الرجولة بنظرهم؟؟.. هو الذي يكون رجلا على زوجته.. أو الذي يكون رجلا على أمه..أو الذي يكون رجلا بشربه الدخان والمسكر.. هذه هي الرجولة في بلادنا.. أما نساء غزة فيتبارين.. من ستستشهد هذا اليوم؟؟.. يتبارين فيقلن: أنا قدمت 3 من أبنائي لله.. وأخرى تقول: أنا قدمت ذهبي كله لله.. وأخرى تقول: أنا قدمت إخواني لله.. وأقلهن من تقدم نفسها لله.. والله إن كانت هي الخاسرة بينهن.. فهي الفائزة عند الله.. وهي أعلى شأنا من الكاتب والقارئ والناقل..
أمة الإسلام.. إن الحرب على الإسلام قائمة ظاهرة.. وما يحصل في غزة جزء منها.. هي حرب صليبية يهودية.. على أمة المليار من المسلمين.. فماذا نحن فاعلون؟؟..
يا  ألفَ  مليون  تكاثر  عدُّهم             إن  الصليب   بأرضنا   يتبخترُ
فالحربُ دائرة على الإسلام  يا          قومي  فمن  منكم   أبيٌٌّ   يثأرُ
إنا  سئمنا   من   إدانة   منكر            إنا   مللنا   من   لسان    يزأرُ
يتقاسم  الأعداءُ  أوطاني  على        مرأى الورى  وكأننا  لا  نشعرُ
أين  النظامُ  العالمي   ألا   ترى        شعبًا  يباد  وبالقذائف  يحضرُ؟
أين  العدالة  أم  شعار   يحتوي         سفكَ  الدماء  وبالإدانة  يُسترُ
ما دام أن الشعب شعب مسلم        لا  حل   إلا   قولهم   نستنكرُ
يا أمتي والقلبُ يعصره  الأسى         إن  الجراح  بكل  شبر   تسعرُ
والله  لن  يحمي  ربى   أوطاننا         إلا  الجهادُ  ومصحف  يتصدرُ

وإلى كل من فقد شهيدًا.. فما فقدت والله.. بل سبقك إلى جنة عرضها السماوات والأرض..
فدم  الشهيد   ودمعه        أرأيت أغلى  منهما؟
فله   الجنان   تزينت           وتعطرت حور السما
وإذا التقى بالمصطفى        صلى  عليه   وسلما

وأقول إلى كل من يقرأ كلامي هذا.. اِعْمَل فالتقصير ليس عذرًا لك أمام الله.. اعمل حتى تبرأ ساحتك أمام الله.. وأمام التاريخ..
إلى كل طالب في مدرسة أو جامعة.. عليك بتوعية زملائك عما يحصل لإخوانك؛ فكثير منهم لم يسمع به أصلا!!..
إلى كل موظف.. عليك بإثارة هذا الموضوع بين زملائك وزبائنك..
إلى كل من يقرأ كلامي.. جُد بمالك قبل أن يأتيك الموتُ.. اصرف مالك إلى أهلك في غزة.. فوالله لَهُم أحوجُ إليه.. من بيتك ونفسك.. وإلى أهلنا في غزة أقول: والله إننا نتمنى أن نكون معكم.. نحمي أنفسكم بأنفسنا.. وأموالكم بأموالنا.. ودياركم بديارنا.. وأعراضكم بأعراضنا..
ووالله إن قلوبنا لتود أن تطير إليكم لتحميكم من كيد يهود.. لكن أنَّى لها ذلك؟؟.. لكن والله لا خير فينا.. ما لم يكن لكم خير منا.. وبإذن الله نكون لكم خير أهل.. لخير أهل.. يا أهلنا.. وأنفسنا..
اللهم كاشفَ الهم.. رافعَ الضر.. واضعَ الذل.. اكشف الهم عن إخواننا في غزة.. وارفع الضر عنهم.. وضع الذل على كل يهودي حقير.. وصليبي خسيس.. وعميل حقير..
ربنا هذا دعاؤنا لك.. ونحن عبيدك الفقراء.. فجد على عبيدك باستجابة الدعاء.. ورفعه في السماء.. وكشف بلوى الأرض والبطاح..

المصدر : موقع الألوكة

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين