تربية الإيمان

الإيمان هو الأساس والأصل في التربية الإسلامية، وسائر الأمور إنما هي فروع وثمرات لهذا الأصل العظيم. فالسلوك والعلم الشرعي والجهاد والدعوة والكف عن الحرمات إنما هو ثمرة ونتيجة من نتائج تحقق الإيمان. 

الإيمان هو الزاد للمرء في مواجهة الشهوات التي عصفت بشباب المسلمين اليوم، وهي مسؤولة عن حالات كثيرة من الإخفاق والتراجع. 

والتربية الإيمانية هي أهم ما يعين المرء على الثبات على دين الله، خاصة ونحن اليوم نعاني من كثير من حالات التقهقر والتراجع.

 

والتربية الإيمانية هي أعظم حاجز بين المرء وبين مواقعة الحرام والمعاصي، قال تعالى عن الشيطان: [إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ] {النحل:99}. وقال صلى الله عليه وسلم : "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن" [البخاري ومسلم].

التربية الإيمانية هي تربية القرآن التي تربي في المسلم تيقظ الحس  ... وتيقظ الضمير .. مهما طال في الإسلام عمره ، وشاب مفرقه في صلاة وسجود وجهاد .!!

إنها تربية تربط قلب المؤمن وحسه دوماً بربه على كل حال وفي كل مقال ومآل !!

التربية الإيمانية .. نور وضاء في جبين المسلم 

التربية الإيمانية هي تزكية النفس التي أفلح من قام بها [قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا] 

وهي إصلاح القلب الذي ما سمي قلباً إلا لأنه سريع التقلب ، سريع النسيان ، وهو يشف ويشرق فيفيض بالنور ، ويرف كالشعاع ؛ فإذا طال عليه الأمد بلا تذكير ولا تذكر تبلّد وقسا وانطمست إشراقته ، واظلم وأعتم !فلابد من تذكير هذا القلب حتى يذكّر ويخشع ، ولابد من الطَرْق عليه حتى يرق ويشف ؛ ولابد من اليقظة الدائمة كي لا يصيبه التبلّد والقساوة .. أ.هـ

ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : "أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ" [البخاري ومسلم].

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين