انتبهوا يا أهل الشام - صحة حديث انتفاء خيرية المسلمين بفساد أهل الشام
انتبهوا يا أهل الشام
(صحة حديث انتفاء خيرية المسلمين بفساد أهل الشام)
بقلم حسن قاطرجي
قال صلى الله عليه وسلم  "إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم".
هذا الحديث صحيح، فقد رواه الإمام الترمذي في سُننه: في الفتن، باب ما جاء في الشام433:6(2287) ـ طبعة تُحفة الأحوذي ـ عن الصحابي قُرّة بن إياس رضي الله عنه وهو جَدّ قاضي البصرة المشهور إياس بن معاوية الذي كان آية في الدهاء ويُضرب به المثل في ذكائه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
ورواه الإمام أحمد في مسنده عنه أيضاً مكرِّراً له أربع مرات: 15596و15597و20361و20367 (من طبعة مؤسسة الرسالة). وعندهما (الإمامين أحمد والترمذي) للحديث تتمة هي إحدى روايات حديث (الطائفة المنصورة) المتواتر. وروى اللفظ المذكور فقط الإمام ابنُ حِبان في صحيحه مرتين (7303 و7303 من طبعة "الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان" لابن بَلْبان بتحقيق الشيخ المحدّث شعيب الأرناؤوط).
هذا وقد عنْوَنَ الإمام ابن حبان للحديث قبل كل روايةٍ من الروايتين، فقد عنون له في مرة بقوله: ذِكر ابتغاءِ الفضل والصلاح لمستوطن الشام، وفي المرة الثانية بقوله: ذِكر الإخبارعلى أن الفساد إذا عمّ في الشام يعمّ ذلك في سائر المدن.
كُتُب في فضائل الشام: اهتم كثير من أهل العلم بإفراد كتب في فضائل الشام أو أهل الشام، من أشهرها: "فضائل الشام ودمشق" للربعي، "فضل الشام وأهله" للإمام ابن تيميّة، و"فضائل الشام" للحافظ ابن عبد الهادي، وللإمام المجاهد سلطان العلماء ابن عبد السلام: "ترغيب أهل الإسلام في سُكنى الشام"، وللإمام برهان الدين البقاعي ـ نسبة إلى بقاع لبنان ـ تلميذ الحافظ ابن حجر: "الإعلام بسنّ الهجرة إلى الشام". وكلها مطبوعة.
والحديث يدل بمفهومه على فضل أهل الشام وأن صلاحهم مؤشر خيرية الأمة وهذا يوجب التركيز على بلاد الشام وحشد أهل العلم والإيمان وجهود الدعوة فيها، أما منطوقه فيدل على أن فساد أهل الشام وتفشي المعاصي بينهم وبعدهم عن الدين وتحكّم الظالمين في بلادهم مؤشر انتفاء الخيرية.
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين