الرســـول وبنـــاء مـــؤسسات الدولة

 

 

 

 

بقلم / ماهـــر إبراهيـــم جعــــوان
 

 
بدأت الحركة التصحيحية تبشر بالأمل والعدل والمساواة ببعثة النبي صلي الله عليه وسلم وما كان أهل الباطل أن يندحروا بسهولة فحاربوا أشد الحرب ونكلوا بالمسلمين أشد التنكيل (مرحلة الاستضعاف ) واتجه النبي صلي الله عليه وسلم إلي البحث عن موطن آمن لإقامة الدولة ونشر الفكرة والتبشير بعدالة السماء فبحث صلي الله عليه وسلم عن أرض ينطلق منها ليبلغ رسالة الله فعرض نفسه علي القبائل وأرسل الوفود إلي الحبشة واتجه إلي الطائف وذلك في أواخر المرحلة المكية (قبل الثورة ) ومنذ أن حدثت الهجرة النبوية الشريفة (الثورة) وقد شارك فيها كل الأفراد رجالا ونساءا صغارا وكبارا قادة وجنودا مسلمين وغير مسلمين (عبد الله بن أريقط ) بدء رسول الله صلي الله عليه وسلم في بناء مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة
- فآخي صلي الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار
- وأنشأ المسجد النبوي ليمارس دوره في المجتمع كدار للعبادة والقيادة والريادة والقضاء والصلح ومقر للجيش وإرسال السرايا وملاقاة الوفود ومتابعة الأخبار والتزاور الاجتماعي والبناء التربوي والأخلاقي.... - وأنفذ الدستور الذي يحدد العلاقات داخل الدولة بين كل الفرقاء والطوائف والديانات ويعتبر هذا أول دستور مدني في التاريخ و يعد مفخرة من مفاخر الحضارة الإسلامية ومَعلَمًا من معالم مجدها السياسي والاجتماعي والإنساني.. وبإبرامه صارت المدينة المنورة دولة وفاقية رئيسها الرسول الكريم وصارت المرجعية العليا للشريعة الإسلامية وصارت جميع الحقوق الإنسانية مكفولة للجميع - تنظيم الحياة الاقتصادية بإنشاء سوقا خاصا بالمسلمين علي غرار سوق بني قينقاع بعيدا عن سيطرة اليهود علي الثروة والمال
- السيطرة علي مصادر الثروة المائية فاشترى عثمان بن عفان بئر رومية وجعلها صدقة للمسلمين
- تأمين الحدود بالعيون (المخابرات) الذين ينقلون أخبار الأعداء و(حرس الحدود) الذين يؤمنون الطرقات الخارجية للمدينة
- واتخذ من أبي بكر وعمر وزيرين ومستشارين لا يخالفهما عند الاتفاق
- توفير السلاح قال صلي الله عليه وسلم:(يا صفوان هل عندك من سلاح؟ قال: عاريةً أم غصباً؟ قال: لا، بل عاريةً فأعاره ما بين الثلاثين إلى الأربعين درعاً وغزا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حنيناً) البخاري
 - الاهتمام بالجانب العسكري والتدريبي والرياضي قرأ صلي الله عليه وسلم{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } ثم قال (أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ) مسلم
 وقال أيضا (مَنْ عَلِمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تَرَكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا أَوْ قَدْ عَصَى) مسلم
- تشكيل قوة ردع لعقاب رؤوس الأعداء(القوات الخاصة) بقيادة محمد بن مسلمة
- الاهتمام بالناحية الإعلامية لاسيما الشعر فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانَ بن ثابت(اهْجُهُمْ أَوْهَاجِهِمْ وَجِبْرِيلُ مَعَكَ) البخاري
- وفي التعليم جعل فداء الأسري تعليم المسلمين القراءة والكتابة وأمر زيد بن حارثة بتعلم لغة اليهود وغيرها من سياسات وإجراءات حماية ووقاية الدولة الوليدة  وبهذا نظمت الدولة حتى تسير شؤون الحياة ويتفرغ المسلمون لمهمتهم الأساسية بتربية الأجيال وإنشاء الأمة وإقامة دولة بمرجعية إسلامية توفر الأمن والأمان وتوفر الدعاة ليبلغوا رسالة الإسلام في الداخل والخارج وتتكفل بحمايتهم من أي عدوان عليهم وتنتقم من كل من يسيء إليهم وما عاد باستطاعة المشركين حصارهم اقتصادياً ولا اجتماعياً وما عاد في مقدرتهم أن يلحقوا بالمسلمين الأذى وأصبحت الوفود تأتي الرسول الكريم في مكانه بالمدينة وأشرقت الأرض بنور ربها واتجه المسلمون للعمل والبناء


 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين