وفاة العالم المقرئ الشيخ خليل هبا الدمشقي - وفاة عالم عامل
وفاة القارئ الشيخ المعمر المقرئ خليل هبا الدمشقي
توفي فضيلةالشيخ خليل هبا الدمشقي يوم الخميس 12/11/1428الموافق 22/11/2007 في دمشق عن عمر يناهز 83 عاماً.
وقد أرسل إلينا الأستاذ عبد العزيز بن علال الحسني الدمشقي الجزائري الكلمة التالية في رثائه:
قال رسول الله:«خيركم من تعلم القران وعلمه» وقال: إنّ لله أهلين منالناس ..قيل يا رسول الله من هم ؟قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصَّته»  
هذه دمشقالشام اليوم تودع علماً من علمائها القراء الكبار العظام الذين كرَّمتهم في العامالماضي واليوم يرحل عنها هذا الشيخ المقرئ العظيم ولا تعرف دمشق جنازة لأيِّ إنسانكان كالجنازات التي تكون للعلماء وبيننا وبينهم الجنائز كما قال الإمام أحمد بنحنبل رحمه الله.
 هذه دمشق في محبتها لعلمائها القراء الأجلاء تودع واحدا من القراءالسبعة المعمرين الذين تجاوزوا الثمانين عاما لأن حياة العالم يقظة لأهل دمشقوللعالم وموت العالم يقظة لأهل دمشق بل العالَم كله، فإذا رأيت العالم يموت فموتهموقظة لأهل دمشق قلوبنا تشعر بأنها متعلقة بالله.
 فعن سهل بن معاذ عن أبيه أن رسولالله قال..«من قرأ القران وعمل بما فيه ألبس والديه يوم القيامة تاجاً ضوؤه أحسن منضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم فما ظنك بالذي عمل بهذا»؟! رواه أبوداود .

 هؤلاء القراء العظام الذين عظم فضلهم بما وعته صدرهممن قراءات للقرآن الكريم تلقَّوها كابراً عن كابر بالسند والتواتر عن أشياخهم إلى زيدبن ثابت وابن مسعود وأبي بن كعب عن رسول الله عن جبريل عن رب العزة جل جلاله
فخر يتيه وسؤدد وعلاء...تلك الشام ومجدها القراء

فوَّاحة بالذكر رتَّلهعلى...سمع الزمان أئمة شرفاء

وَرِثوا القراءة كابراً عن كابر...شهدت أسانيدٌ لهاعصماء

سند إلى سند إلى أن أدركوا...سند النبي وتلكم النعماء

قال شيخناالعالم الجليل الخطيب المفوه نذير مكتبي خطيب مسجد الحمزة والعباس بدمشق في قصيدةطويلة يمدح القراء السبعة
:
وسابع السبعة الأبرار سيدنا...خليل القارئ المعجونإيمانا

أكرم بهم سادة في الكون قد ملؤوا....صحائف المجد إخلاصا وقرآنا

وانظم قصيدة مديح في فضائلهم...تفخر به شاعر الإسلام حسانا

وقال نجل شيخناجمال كريم راجح ابن شيخنا كريم راجح شيخ القراء بالشام

في قصيدة طويلة أيضا:

وخليل ياهبة من الوهاب مو...هوبـ القراءة نعمة وعطاء

نبغت به بعد الشبابوأسعفت...ه من الإله نباهة وذكاء

والمقرؤون الجامعون جميعهم.....في الفضل مشهودلهم عدلاء

خدموا كتاب الله في تقريئه...تلك العُلا والعزَّة القعساء

وأخيرا أقول:

إن لله ما أخد وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار

إنالله وإنا إليه راجعون، ورحم الله شيخنا خليل هبة، وأسكنه فسيح جنانه مع الذين أنعمالله عليهم من النبيين والشهداء والصالحين. آمين يا رب العالمين

كتبه حامداالله عزّ وجل  مصليّا على نبيه

خادم العلم والعلماء

عبدالعزيز بن علالالحسني الدمشقي الجزائري
لقد كرس شيخنا الراحل حياته من أجل القرآن وأهله بعد عمر طويل تجاوز التمانينعاما رحمه الله تعالى يدرس القران والقراءات لطلاب العلم من جميع أنحاء العالمالذين هاجروا إلى الشام من أجل العلم وجمع القراءات إذ النكبة التي نكبت بها شامناهذه تتمثل في فقدنا لعالم مقرئ جليل سخر حياته فيما نعلم في نشر القران وتعليمهللطلاب
أقول: لا يعزى أهل الشيخ فقط بل يعزى أهل القرآن وأحباب الشيخ وتلامذتهأولا ويعزى العلم الإسلامي كله بل سورية كلها بوفاة الشيخ خليل هبة فالعالم لا يمثلبلده فحسب ولا أهله فقط، ولكن يمثل الإسلام والإسلام للعلم الإسلامي كله بل الإسلامللدنيا كلها لأن الله تعالى بعت سيدنا محمد للعالم كله

أيها الشيخ الجليل بالأمسفقط ودَّعنا أيضا شيخنا العلامة الجليل سيدي صادق حبنكة الميداني رحمه الله الفقيهالشافعي، واليوم نودع واحداً من أهل القراءات وكل يوم نفقد علماً من علماء الإسلام،وحسبنا الله ونعم الوكيل.

أسأل الله تعالى أن يتقبل الشيخ في رحمته ورضوانه معإخوانه العلماء السابقين، وأن يعوضنا عن مصابنا خيراً بوفاة الشيخ خليل هبة. وشامناهذه كانت ولا تزال مكلوءة بعناية الله مكلوءة برعاية الله عزوجل

ياشام كونيمثلما قالوا شذى...ورداً ودالية ورف حمام

شام الهوى أنت الحبيبة دائما...كونيالطبيب وعالجي آلامي

هذه الشام التي كرَّمت شيوخ القراء السبعة العام الماضي فيجامع سيدنا الشيخ عبد الكريم الرفاعي الذي أشرف عليه مركز زيد بن ثابت وقد حضرتولله الحمد هذا الحفل التكريمي الأول لشيوخنا الكرام، وكان حفلا رائعا هؤلاء القراءالسبعة الذي شرفت الشام بهم فيما أخبر النبي^ حين قال:...«استلّ عمود الكتاب من تحت رأسيفأتبعته بصري فإذا هو بالشام»

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين