حماية الثقافة الإسلامية من الغزو الفكري

د.  محمد عبده يماني

من سنة الله في هذا الكون الصراع بين الحق والباطل، وقد تكفل الله تعالى بأن يمد الناس بالحق الواضح وأن يضعهم على المحجة البيضاء عن طريق الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين بحيث تكون منارات هذا الحق واضحة لا دخل فيها للأهواء الفردية أو الجماعية التي تأتي نتيجة التعصب للجنس أو الوطن أو المعتقدات الفاسدة. قال الله عزَّ وجل:[لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ وَالمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالقِسْطِ{الحديد:25}. وحتى يتم إحقاق هذا الحق وإبطال الباطل الذي يناقضه جعل الله الصراع بين الحق والباطل سنة اجتماعية  وتاريخية:[ وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ{البقرة:251}.
وبقدر ما يتحمل مجتمع من المجتمعات تكاليف القيام بواجبات هذا الحق ويبذل من أجله بقدر ما يضمن رعاية الله وتكون له السيادة والنصر على الباطل: [وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ{النور:55}.
وقد مضت سنة الله على ذلك وصدق وعده:[ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا{الأحزاب:62}. وقد حملت الأمة الإسلامية لواء الحق وتممت بناء الأنبياء وانتشرت ألويتها شرقاً وغرباً.
والسؤال الذي يتبادر للذهن الآن هو: ما الذي أوقف هذا الامتداد واقام أمامه العقبات؟ وجعل ذلك المسلم العملاق يتحول إلى قزم صغير مسجون في أسماء قومية ومذهبية وافدة من هنا وهناك... إن الإجابة على هذا السؤال هي إجابة مرة، ولكن لابد أن نتقبل مرارتها فإن الأمم لا تنهض إلا إذا عرفت واقعها وجسدت داءها وتذوقت كأس الحقيقة، فإن الكلمات الجوفاء والعبارات الانفعالية لا تغني من الحق شيئاً إذا هي صدفت عن طريقها.
هناك جانبان لابد أن نتعرض لهما إذا ما أحببنا أن نسهم في تبين التقلص الذي ابتليت به الأمة الإسلامية أفراداً وجماعات وكلا الجانبين أثر لداء واحد.
أما الجانب الأول فهو: ذلك التفت النفسي والضحالة الذاتية التي أصابت الفرد المسلم وجعلته تابعاً تائهاً لا تتحقق فيه صفات المسلم الحق وذلك بسبب الغزو الفكري الأخلاقي الذي تعرض له قرابة قرن ونصف...
والجانب الثاني هو: ذلك التخطيط البعيد الذي تم منذ مطلع النهضة الأوروبية التي فتحت لها عالم الصناعة والقوة والثراء والمدنية الحديثة، وتم لأوربا ما خططته وحبكته فضربت المسلمين في عقر دارهم ولكنها لم تقبل هذه المرة أن تضرب وتكتفي بالنصر العسكري وتقسيم الأسلاب بينها بل أنها فكرت في اجتثاث الأصول الفكرية وتشويه القيم الأخلاقية والروحية وتحويل المسلمين شيئاً فشيئاً عن طريق وسائلها المبتدعة وخططها المحدثة عن الانتماء إلى هذه الأمة وتدعوهم إلى انتماءات جديدة وولاءات مبتكرة.
ولقد قامت النهضة الأوروبية على التخلص من دور الدين في توجيه الحياة وجعله مجرد مؤسسة عتيقة تشبع الميول الفردية لدى المجموعات التي ظلت على ولائها الديني، ولهذا فإن النهضة الأوروبية حينما دخلت إلى العالم الإسلامي حملت كل الأوزار التي زينها النصر وحصنتها الاكتشافات والمخترعات الحديثة فألقت بكل هذه الأوزار إلى العالم الإسلامي، فقضية فصل الدين عن الحياة وقضية إحياء القوميات وقضية تحميل العلم التجريبي مالا طاقة له به ومحاولة إخضاع الغيب تحت مقاييس العلم التجريبي المحدود، وإنكار ما عدا ذلك، كلها قضايا نقلت إلى العالم الإسلامي ودخلت إليه مع التقدم التكنولوجي وفتن بها البسطاء والمخدوعون والذين يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا.
وتحت ظل الاحتلال الشامل بدأت نماذج الأنماط الفكرية والاجتماعية تأخذ طريقها إلى المجتمعات الإسلامية وفق مخططات مدروسة اتخذت في مجملها خطين متوازيين.
الخط الأول:  هدم القيم والمعتقدات السائدة في المجتمع الإسلامي وتشويهها وتدعيم الخرافات.
الخط الثاني:  التشجيع على استبدال الإسلام بمجموعة من القيم الفاسدة وقد عمل أعداء الإسلام جهدهم لإزالة أهم عقبة تقف في سبيل أغراضهم وذلك بالعمل على اهتزاز المفاهيم الإسلامية في نفوس أبناء المجتمع الإسلامي وساعدهم في ذلك زمرة من الذين انتسبوا إلى الإسلام ظلماً وبهتاناً، ولقد ساعد على نجاح خطتهم هذه ما كان عليه المسلمون من غفلة وانشغال عن أمور دينهم وانصراف علمائهم إلى حكامهم يسترضونهم، وفتور الحماس الإسلامي وانتشار الجهل وعدم الإقبال على الدين.
ومن الطرق التي اتبعوها لتحقيق هدفهم هذا  ـ العالم الإسلامي ومحاولة السيطرة عليه ـ محمود شاكر ـ:
1 ـ نشر النظريات العلمانية:
وهي نظريات يقصد بها التشكيك فيما يقول به الدين بغرض فصل الدين عن الحياة... وقد تبعت هذا المنهج فرق متعددة من نصارى العرب ونصارى الشام خصوصاً وقد كان هؤلاء جميعاً لا يشاركون المسلمين عواطفهم نحو الحكم الإسلامي القائم فتعلقت آمالهم بالفلسفة الغربية التي ت قوم على أساس الفصل بين الدين والدولة، وقد شارك في هذه الدعوة طائفة من المسلمين... وظهرت خطورة هذا الاتجاه عندما بدء في تأسيس الصحف التي تتسم بطابع فصل الدين عن مجالات الحياة وتعطيل أحكام الشريعة والتي تزعمت الدعوة العلمانية والتحريرية في الفكر العربي المسلم، وعملت على تنشئة جيل يخدم أهدافها.
ثم جاءت الحملات التبشيرية ولم يعد خافياً اليوم على العاملين في حقل الدعوة الإسلامية دور التبشير في العالم الإسلامي والذي كان ولا يزال يعمل على أوسع نطاق ممكن لتقويض المفهوم الإسلامي في النفوس مما يعطي صورة حية لمأساة شنيعة، تتم في غفلة من بعض المسلمين أنفسهم وهم يضحكون في غفلة أو يضربون كفاً على كف في تواكل وبلاهة.
مأساة شنيعة أن نرى آثار هذا الكيد كله عاملة في جسم العالم الإسلامي اليوم في أفكاره، وسلوكه، وأخلاقه، وتقاليده، تحت شعارات التقدم والتطور الحتمي وأن أي مقاومة لهذا التطور هي الرجعية التي لا ينبغي لأحد أن يتصف بها في جمود وانحطاط وتأخر.
ولا أريد الإطالة في موضوع التبشير فقد نال هذا الموضوع الكثير من الدراسة ولاسيما في ملتقانا هذا المبارك وعند الحديث عن التبشيري لابد أن نذكر موضوع المستشرقين وهو غير خاف خصوصاً بعدما  دار حوله من نقاش.
أما آثار القوميات وآثارتها:
فقد عمل المستعمرون على تفتيت الأمة الإسلامية وتوزيع ولائها تسهيلاً لهم على هزيمتها فكرياً فظهرت فكرة القومية وذلك بهدف إضعاف عنصر العقيدة الإسلامية التي تجمع شمل المسلمين وتظهرهم بمظهر القوة فضلاً عن بث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، فإذا ما تم لهم ذلك بدأت المناداة بترك كل سمات الوحدة حتى في الوطن الواحد، وكل يدافع عن فكرة مختلفة حتى ظهرت دعوات لترك اللغة العربية، و التعصب للمحلية كالذين نادوا بالهيروغليفية لغة مصر، والفينيقية لغة لسوريا ولبنان، وهكذا دون أن يدركوا أن عالم اليوم هو عالم فكر حتى أن بعض الدول التي تعادي الإسلام وتحاربه ويتخذها البعض صديقاً أو نموذجاً، هذه الدول تضم مجموعات من القويمات تحت فكرة واحدة.
أما بالنسبة للخط الثاني وهو استبدال القيم الإسلامية بأخرى غربية فقد قام الاتجاه نحو الأساس الهام في تكوين الأمة وهي التعليم وقد اتخذ هذا الاتجاه طرقاً ثلاثة:
أ ـ المشاهدة والتقليد.
ب ـ الاعتماد على مصادر الدراسات الاستشراقية في المجالات الإسلامية والوقوف عندها.
جـ ـ تغيير وتبديل النظم والمناهج التعليمية في البلاد الإسلامية.
فقد بدأ المستعمرون بحكم قوتهم وغلبتهم يجلبون النماذج المختلفة من النظم والتقاليد الاجتماعية وأصبح تأثير الحضارة الغازية أكثر قوة وفاعلية بانتقالها مع الجاليات الأجنبية التي استقرت في بلاد المسلمين وأصبحت تحيا بين ظهرانيهم وتعيش في قلب بلادهم وتقدم النموذج المتحرك لأنماط الفكر والحياة الاجتماعية، وقد فرضت الدولة الغربية لغاتها وثقافاتها في البلاد التي احتلتها تيسيراً على الغربي المستعمر للتعامل من ناحية وتمهيداً لاستساغة طابع المستعمر وامتصاص تقاليده من ناحية أخرى.
ويأتي في أولية أوليات هذه الأمثلة خطط دنلوب المتخرج في كلية اللاهوت البريطانية حيث رسم سياسة التعليم في بلد إسلامي عريق، ووضع دنلوب سياسته المرسومة والتي كان من شأنها إبعاد الأزهر عن مكان القيادة لا في مصر وحدها بل في العالم الإسلامي كله...
(وكان الأزهر أيضاً في ذلك الوقت يعاني مما تعاني منه جميع الأجهزة في أواخر العهد) ففتحت المدارس الحكومية تدرس العلوم المدنية وتعلم اللغات ويعين خريجوها برواتب مرتفعة، مما دعا إلى انصراف الناس إليها طمعاً في الوظائف ولم يبق للأزهر في ذلك الوقت سوى الفقراء وأبناء الأسر الضعيفة وقد أعيدت صياغة المناهج في هذه المدارس بحيث تحد من قدرة الطالب على الاطلاع والاقتباس فضلاً عن إنقاص دروس القرآن والدين بطريقة جعلت هذه الحصص شبه معدومة مع وضعها في نهاية اليوم الدراسي بعد أن يمل التلاميذ ويتعبوا، وتوسعت سياسة دنلوب فأنشأ المدارس الثانوية لدفع الموجة الصليبية خطوات إلى الأمام... مدارس تسير على المنهج الهدام وتستبعد الإسلام وقضاياه... وتعمدت البرامج والمناهج في هذه المدارس طي  كثير من الصفحات الناصعة في التاريخ الإسلامي وإهمال الأحداث ذات العبرة التي تمثل واقع الإسلام وحقيقته، وعلى سبيل المثال اقتصرت السيرة النبوية على سرد أحداث وتعدادها بأسلوب جاف من غير تحليل أو تعميق لمدركات القوة التي كانت تسير هذه الأحداث والغاية منها. ولم تتعرض بحال إلى أسلوب الدعوة الإسلامية والاتجاهات والميادين التي كان يتحرك فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومقدار ثباته و تصميمه وكيف كان يقضي يومه في الحركة والعمل الإسلامي، وكيف كان أتباعه صلى الله عليه وسلم ينفقون حياتهم، وكيف صمدوا هذا الصمود ومعانيه ووسائل البطش التي تحملوها وبيان المستوى الجديد في فهم الإنسان وغاياته والمعاني البناءة والخلق المتسامي والمفاهيم الرفيعة التي وسعت حدودها أمام ضيق الجاهلية ودنسها، ولم يعد الطالب في ظل هذه المناهج الغربية يعرف شيئاً عن أمجاده وعظمائه والتاريخ الإسلامي.
وقد كان لهذه المناهج أثرها الواضح في أفكار الناشئة لما تركته من تأثير على عقولهم وشعورهم بالنقص فيما يتعلق بثقافاتهم الخاصة وبماضيهم التاريخي الخاص وهكذا يتربون تربية منظمة على حساب مثلهم وتربيتهم واستمرت خطة تبديل المناهج الدراسية وسلك الاستعمار الغربي في ذلك كل سبل حتى تغلغلت مناهجه في كل الميادين فشملت السلوك الفردي والآداب الاجتماعية والفنون والآداب وأسهمت البرامج الدراسية والصحافة والمؤتمرات التي يتعاونون فيها مع المستشرقين في توجيه الفكر الإسلامي بل أسهمت أيضاً المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة ومؤسسة اليونسكو والتربية الأساسية على وجه الخصوص والتي تعتبر امتداد لمخططات معينة مستخدمة في ذلك أساليب نشر الاهتمام بالآثار القديمة والتوجيه إلى دعم التراث والعصبيات الإقليمية حتى رأينا الحلول الوسط فلا حلول وسط هنا بالنسبة لموضوع التربية.
ـ اختيار الصور المشرقة من تاريخنا الإسلامي وتقديمها في صور مناسبة للأطفال والشباب لتمكنهم من الاطلاع على تراثهم الحضاري بصور تتفق مع قدراتهم... ومستوياتهم...
ـ أن، كون صرحاء في بحث أمراض مجتمعنا لتشخيص الداء... ثم التعاون من أجل إيجاد العلاج المناسب دائماً.
وبعد هذا العرض السريع للجهود والمحاولات المختلفة التي ظهر لنا من خلال كيف بذل الاستعمار الصليبي والفكر الغربي في تحويل المسلمين عن الإسلام و توجيههم إلى وجهات غربية عن الإسلام بالرغم من أنهم تمكنوا من تفتيت العالم الإسلامي إلى دويلات وأمسكوا بكل دويلة على حدة وعزلها عن أخواتها بإثارة الأحقاد والمنازعات...
وبالرغم من أنهم تمكنوا في كثير من المجتمعات الإسلامية من عزل الدين عن المجتمع بأفكارهم المختلفة وعزل الشريعة وتعطيلها عن إدارة الحياة.
وبالرغم من الحرب المستعرة ضد كل فكرة تقوم لإحياء الدين الإسلامي وإعادته إلى الواقع الحي المتحرك البناء وذلك بالتنكيل والتعذيب والإغراء، ومع ما بذلوه من مجهودات جبارة ملوثة رسم سياسة للتعليم في بلاد المسلمين مما أبعد الشباب عن منابع الفكرة الأصلية وغرسوا في نفوسهم الشبهات وألوان الشك حتى تمكنوا من إخراج جيل من المثقفين في كل بلد إسلامي ينفر من الدين الإسلامي ويرى فيه الجمود والرجعية، وهو معذور في ذلك لأنها التربية التي ترك ليتلقن هذه المفاهيم من خلالها.
وبالرغم من ذلك  كله... لم نفقد الأمل ولن يتسرب اليأس إلى القلوب فإن أبناء الإسلام سيسجلون انتصارهم و سيبقى الإسلام لهم وللعالم أجمع أفضل مناهج الحياة وأعظم وسيلة لإنقاذ البشرية من الهاوية.
وذلك يوم تتوفر للأمة الإسلامية القدوة الصالحة من بين أبنائها فنجد البيت المسلم الذي يقدم للمجتمع الأبناء الصالحين...والمدرس المسلم الذي يدفع للحياة بخريجين ومثقفين على وعي وبصيرة والمنهج التعليمي الصحيح والعالم العامل الذي يعطي للدعوة إلى الله حقها في ورع ولا يخشى في الحق لومة لائم والحاكم الصالح الذي يقود الأمة نحو الإسلام الناصح والعقيدة الصافية، ويوم أن تتواجد هذه النماذج الصالحة فإن المسلم يستطيع أن يميز بين ما هو إسلامي وما هو دخيل مستلب من شرق أو غرب بحيث يصبح هذا التمييز حياً في نفوس الأجيال القادمة، ويختارون من الحياة الحديثة ما يناسبهم ويتفق مع منهجهم الإسلامي الكريم.
ولابد من استمرار الدعوة إلى الله وإحياء الفكر الإسلامي واستعادة مجد حضارته على أيدي الفئة المؤمنة المجاهدة التي تدين وتستقيم على نهجه ثم تحمله إلى الناس بقوة وإصرار مؤيدة بنصر من الله وحسن رعايته، وستلاقي هذه الفئة في طريقها من العقبات الشيء الكثير من جهل الجاهلين، وكيد الحاقدين وطمع الطامعين:[لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ{آل عمران:186}  
وستكون العاقبة لهذه الفئة كما ضمن ذلك لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي أمر الله).
ويومئذ تعيش الإنسانية فطرتها التي فطرها الله عليها: [فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{الرُّوم:30} .
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
 
المصدر: مجلة منبر الإسلام، السنة 43 ذي الحجة 1405 العدد 12

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين