لا تكوني الزوجة التي - من هو الغبي
لا تكوني الزوجة التي ؟!
بقلم: أسماء عبد الرحمن الباني
مَنْ هو الغبيّ؟!
هو مَن يترك شيئاً بسيطاً تافهاً - يمكنه تداركهُ - يُفسد عليه حياته ويدمّر سعادته رغم بساطته وتفاهته.. ورغم إمكانه تفاديه دون أن يكلّفه شيئاً.. وما يهمّنا هنا هي الزوجة التي تتصف بالغباء: فمن هي؟
إنّها الزوجة التي تترك أموراً تافهة بسيطة لا تكلّفها عظيم أمرٍ تُفسد عليها حياتها الزوجية وسعادتها مع زوجها.. رغم أنّها يمكنها تداركها بقليل من الاهتمام.. فلا تكوني هذه الزوجة الغبية.
لا تكوني الزوجة التي:
تتأخّر في إعداد طعام زوجها رغم معرفتها التّامة بموعد عودته.. وتنشغل أو تتشاغل عن إعداده بأمور أخرى يمكن تأخيرها.. فإذا حان وقت عودته قامت إلى مطبخها ظانّة أنها ستنتهي من إعداده في طَرْفة عين.. فيعود زوجها جائعاً متلهّفاً إلى مائدة شهية فيجدها في حالة يُرثى لها؛ فلا هي جاهزة لاستقباله! ولا طعامه جاهز! فتثور مشكلة يومية.. لأن «الجوع مَلْهبة» كما قالت أعرابية منذ 1500عام لابنتها.. وخواء البطون يُطيش العقول ويُلهب الأعصاب.. وإعداد الطعام في وقته والبدء به مبكراً ما كان ليُكلِّفها إلا القليل من الجهد تتفادى به هذه الثّورة...
لا تكوني الزوجة التي:
تُهمل نظافة نفسها وبيتها وأولادها..فبيتها مبعثر.. وأولادها في حالة يُرثى لها من افتقادهم للنظافة والأناقة.. وقيسي على ذلك حالها هي.. فإذا دخل زوجها البيت ثار في نفسه السؤال الذي يثور كل يوم: ماذا كانت تفعل؟ ويشعر بضيقٍ يملأ قلبه فيكون شرارة توقُّد الخلافات بينهما.. وكان يمكنها تدارك ذلك بتنظيم الأعمال وتوزيع الأشغال وترتيب وقت معيّن لكل عمل في جدول أسبوعي بحيث يمكنها تحويل البيت إلى روضة غنّاء بقليلٍ من الجهد.
لا تكوني الزوجة التي:
تبدأ بالشكوى وزرع المشكلات بمجرّد دخول زوجها أو مجرّد جلوسها إلى مائدة الطعام..عندئذ ينفجر غاضباً حيث يقف الطعام في حلقه.. ويولد يوم جديد من أيّام الشقاء الدائم.. وكان يمكنها تدارك ذلك بقليل من الحكمة والتفاني.. وتأجيل ما تريد إخباره به من مشكلات حتى تهدأ نفسه من ضجيج الحياة.. لو تذكّرت أن الله جعلها ليسكن إليها لا لتُفجّر في وجهه المشاكل والمصائب كل يوم، لأخمَدَتْ كثيراً من المشكلات التي تثور لأتفه الأسباب!
لا تكوني الزوجة التي:
 تدمّر سعادتها الزوجية بالكذب وإخفاء الحقائق عن زوجها..فيشُكّ زوجها في كلّ ما تُخبره به.. ويفقد ثقته بها.. ويكشف الله كل ما سترته عن زوجها بالكذب.. لأن حبل الكذب قصير. فكيف تعيش زوجة مع زوج لا يصدّقها ولا يثق بها؟ وكان يمكنها تدارك ذلك بتجنّب المكر والخديعة والكذب واعتماد الصدق أساساً لحياتها.
 
لا تكوني الزوجة التي:
تُصغي لمن يُؤلِّبها على زوجها.. فكلّما قدّمت لها إحدى صديقاتها أو قريباتها أو معارفها وجبةً من النصائح المسمومة.. قامت بتطبيقها فوراً.. وفي كل مرّة تُشعل فتيلاً للمشكلات لا ينطفئ أواره.. ولا يخمد شرَره بإصغائها لهادمات البيوت.. وكان يمكنها تدارك ذلك بالثِّقة بالله تعالى والاعتصام به.. والتحلّي بقليلٍ من الحكمة.. والحذر من الالتفات إلى مَن يزرع الشِّقاق بينها وبين زوجها ويُحرِّضها على معصيته أو مخالفته سواء كان جارة أو صديقة أو أختاً أو حتى أمّاً.. مهما كانت المشكلة التي تُعاني منها.
لا تكوني الزوجة التي:
ترفع الكلفة بينها وبين زوجها.. فتتطاول عليه أو تنال من كرامته أو تُسيء إليه بحجة المزاح.. ولكنها في الحقيقة تفعل ذلك لتُرضي شهوة في نفسها بالنيل منه.. أو لتوصل إليه ما تريده تحت ستار المزاح.. عندئذٍ يتطاول عليها وينال منها ويُبرز عيوبها ويوجّه إليها ما يريد من السّباب تحت ستار المزاح فينفجر بركان في داخلها وتثور المشكلات بينهما.. وكان يمكنها تفادي ذلك بالمحافظة على الاحترام المتبادل بينهما، ولا يُكلّفها ذلك شيئاً سوى المزيد من التعقّل والكياسة والفطنة.
لا تكوني الزوجة التي:
سواء كان رأيها حقاً أو باطلاً... وكلامها صحيحاً أو خاطئاً... فإنّها لا تتنازل عنه قِيْد شعرة.. بل تتمسّك به كأنّه الدين القويم.. وتثبت عليه كأنه شهادة لا إله إلا الله.. رغم علمها في قرارة نفسها بصواب رأي زوجها وخطأ رأيها! عندئذٍ يحتدّ الموقف وتتأزم المشكلة الدائمة.. التي كان يمكنها تفاديها بشيء من التسامح والمرونة.
لا تكوني الزوجة التي:
ودّعت النظافة والأناقة والاهتمام بنفسهارغم أنها ما زالت في مقتبل الشباب.. وخزانة ملابسها مليئة بكل فاخر ورائع من الثياب.. ومع ذلك فمنظرها وكأنها ساندريلا، ولكن ليس في صورتها وهي في الحفل، وإنما في صورتها وهي في المطبخ: شعثة الشعر رثّة الثياب مسكينة الحال.. بحيث يشعر زوجها بالاكتئاب حين يتذكّر الأموال التي اشتُريت بها الملابس المكدَّسة.. ويبتعد عنها حين يُلاحظ الحال الذي آلت إليه! ولا يُكلّفها استبدال ملابسها وإصلاح هيئتها سوى قليلٍ من الاهتمام والجهد والانتباه...
ها قد عرفتِ الزوجة الغبية... فاحذري الوقوع فيما وقعت فيه. وإلى الحلقة القادمة وأنتِ على خير!!
المصدر: مجلة منبر الداعيات عدد 128/2008

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين