رسالة إلى حمص الأبية

 

 

رسالة إلى حمص
 
 
يا حمصُ يا جرحَ الضميرِ النازفا
يا دمعَ أحزانِ الأيامى الذارفا
يا فلّة الشـام الحزين ، وزهرُه
في هـذه الأيام أصبح خائفـا
يا حـرقـة الثكلى ويُتْمَ طفـولـةٍ
ودمـاً على طرق المدائن طائفــا
ومجازر الأســد اللعيــن تفيأت
بالدبِّ والتنيـــن ظلا وارفـا
قطفوا أزاهير الطفولـــة فانذوت
ما بين أنقاض الدمـار توالفــا
هتكوا ستار العرض ما رفت لهــم
عين ، ولا غضَّوا عليها طارفـا
ذبحوا الوليد وقطعوا أشــــلاءه
حاشا الوحوش ..أظنهنَّ أوانفـا
لان الحديد وما تلين قلوبهــــم
حقد الطوائف لا يثير عواطفـا
تبعوا المجوس على العمى فكأنهــم
من صلبهم لا يقبلون مخالفــا
ماذا أقول ؟ وكيف ألفظ أحــرفي
وبأي وجـه ألتقي بك واصفــا
وأرى نهارك بالرصاص مرصعـــا
والليل محتـلك الجوانح عاصفـا
والموت في كل الدروب مخيـــما
وعلى سـطوح الخالدية واقفـا
وعمامــة المفتـي لطخها دم
سفحته أيدي المجرمين فحالفا
ومضى يبارك ذبح كل ضحية
ويقول يا بشار أنت المصطفى
ورفيقــه البوطــي أقفل عقله
ما زال في كهف التمسكن عاكفـا
لا المسجد العمري حركه ولا
ورق المصاحف في المسـاجد تالفا
قصف المآذن كان عن خطأ ولم
يك ما أريناهُ هناك مصاحفــا
والقتلُ والتعذيب كذب مفترى
صور ( تفبركها ) الجزيرة أو صفا
و معاقلَ التعذيب في حجراتهـا
يضنى الحديد على المعذَّب آسفا
في كل ناحيـة تآكل لحمــه
من شـدة التعذيب حتى شارفا
الموت أرحم من أنين عذابــه
يا رب لا نرجو سواك مساعفا
 
 
قلبي على حمص ، وحمص عصية
تركت قلوبَ المجرمين رواجفا
رغم الحصار ورغم كل قذيفة
تترى ستقهر بالصمود القاذفا
سيموت كل محارب في كيده
قهرا وتبقى حمص سهما خاطفا
دحرت على أعتابها الغازين ما
خشيت على مر السنين زواحفا
ستظل رغم القصف رغم دمارها
أمل الحياة لنا وغيثـا واكفـا
وستنبت الأزهار رغم جراحها
وتضوع رائحة الطيوب طوائفا
وسيبزغ الفجر السني وتزدهي
مهمـا تآمر حاقـد وتحالفـا
وسينطفي الليل البهيم وبوقـه
ويعود ديك الجن فيها عازفـا
ويجول ما بين الأزقة خالــد
يهب الوسـام لمن لتربتها وفى
              

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين