يا حمصُ يا جرحَ الضميرِ النازفا
|
يا دمعَ أحزانِ الأيامى الذارفا
|
يا فلّة الشـام الحزين ، وزهرُه
|
في هـذه الأيام أصبح خائفـا
|
يا حـرقـة الثكلى ويُتْمَ طفـولـةٍ
|
ودمـاً على طرق المدائن طائفــا
|
ومجازر الأســد اللعيــن تفيأت
|
بالدبِّ والتنيـــن ظلا وارفـا
|
قطفوا أزاهير الطفولـــة فانذوت
|
ما بين أنقاض الدمـار توالفــا
|
هتكوا ستار العرض ما رفت لهــم
|
عين ، ولا غضَّوا عليها طارفـا
|
ذبحوا الوليد وقطعوا أشــــلاءه
|
حاشا الوحوش ..أظنهنَّ أوانفـا
|
لان الحديد وما تلين قلوبهــــم
|
حقد الطوائف لا يثير عواطفـا
|
تبعوا المجوس على العمى فكأنهــم
|
من صلبهم لا يقبلون مخالفــا
|
ماذا أقول ؟ وكيف ألفظ أحــرفي
|
وبأي وجـه ألتقي بك واصفــا
|
وأرى نهارك بالرصاص مرصعـــا
|
والليل محتـلك الجوانح عاصفـا
|
والموت في كل الدروب مخيـــما
|
وعلى سـطوح الخالدية واقفـا
|
وعمامــة المفتـي لطخها دم
|
سفحته أيدي المجرمين فحالفا
|
ومضى يبارك ذبح كل ضحية
|
ويقول يا بشار أنت المصطفى
|
ورفيقــه البوطــي أقفل عقله
|
ما زال في كهف التمسكن عاكفـا
|
لا المسجد العمري حركه ولا
|
ورق المصاحف في المسـاجد تالفا
|
قصف المآذن كان عن خطأ ولم
|
يك ما أريناهُ هناك مصاحفــا
|
والقتلُ والتعذيب كذب مفترى
|
صور ( تفبركها ) الجزيرة أو صفا
|
و معاقلَ التعذيب في حجراتهـا
|
يضنى الحديد على المعذَّب آسفا
|
في كل ناحيـة تآكل لحمــه
|
من شـدة التعذيب حتى شارفا
|
الموت أرحم من أنين عذابــه
|
يا رب لا نرجو سواك مساعفا
|
|
|
قلبي على حمص ، وحمص عصية
|
تركت قلوبَ المجرمين رواجفا
|
رغم الحصار ورغم كل قذيفة
|
تترى ستقهر بالصمود القاذفا
|
سيموت كل محارب في كيده
|
قهرا وتبقى حمص سهما خاطفا
|
دحرت على أعتابها الغازين ما
|
خشيت على مر السنين زواحفا
|
ستظل رغم القصف رغم دمارها
|
أمل الحياة لنا وغيثـا واكفـا
|
وستنبت الأزهار رغم جراحها
|
وتضوع رائحة الطيوب طوائفا
|
وسيبزغ الفجر السني وتزدهي
|
مهمـا تآمر حاقـد وتحالفـا
|
وسينطفي الليل البهيم وبوقـه
|
ويعود ديك الجن فيها عازفـا
|
ويجول ما بين الأزقة خالــد
|
يهب الوسـام لمن لتربتها وفى
|
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول