رفقاً - أيها المُخلصون - بالمجلس الوطني

 

د/ محمد ياسر المسدي
عضو رابطة العلماء السوريين
بعد مخاضٍ صعب و شاق استمر عدة أشهر تمَّ تشكيل المجلس الوطني في سوريا الحبيبة و ذلك بتعاون المخلصين من أبناء الشعب السوري الموجودين في الخارج ، و قد ضم هذا المجلس أغلب أطياف المعارضة السورية ، و ذلك حتى يقوم بدور المساندة و المؤازرة للثوار في الداخل فينقل معاناتهم إلى المجتمع الدولي ، و قد بارك هذا المجلس الكثيرون في الداخل و الخارج ، و اعتبروا هذا العمل إنجازاً عظيماً رغم تحفظنا على كثير من أعضائه ، و اختلافنا معهم ، ولكن دفعنا إلى تأييده أن هدف الجميع واحدٌ و هو إسقاط النظام بكل أركانه .
لقد قام المجلس بجهود لا تنكر في أداء مهمته رغم كثرة التحديات ، و ضعف الإمكانيات ، و حاول أعضاؤه البارزون القيام برحلات مكوكية إلى أكثر دول العالم بالإضافة إلى زيارة الهيئات الدولية الرسمية مثل جامعة الدول العربية ، و مجلس الأمن ، و الجمعية العامة للأمم المتحدة ، شارحين و موضحين معاناة الشعب السوري ، و رغم كل هذه الجهود فإن طُموحنا و طموح الشعب السوري كان يأمل أن يمارس أعضاء المجلس دوراً أكبر و أفضل ، ولكن أمام هذه التحديات الشاقة كان من الطبيعي أن يحصل تقصير ، و كذلك أخطاء في الأداء ، فالذي لا يعمل لا يخطئ و لا يُنسب إليه التقصير ، و معلوم أن المال عَصب كل عمل ، فما زال المجلس حتى كتابة هذه الكلمات - حسب علمي - يعتمد على أكتاف بعض المتبرعين ، بالإضافة إلى أن بعض أعضائه يتحمل نفقات سفره من جيبه الخاص ، كما أنه لا يوجد مكان واحد يجمعهم فهم يعيشون متنقلين من بلد إلى بلد كالنازحين .
 
فيا أيها المُخلصون الصادقون مهلاً لا تكونوا عوناً للشيطان على هذا المجلس ، و لا تُشمتوا بنا الأعداء و تُضحِكوا علينا الأصدقاء ، فالنقد يستطيعه كُل شخص أما البناء لا يستطيعهُ إلا العاملون المُخلصون ، لقد وعد الكثيرون المجلس بالدعم المادي و المعنوي و الاعتراف به ، حتى عوّل الكثيرون على هذه الوعود الشيء الكثير و جعلتهم يعيشون بالآمال أشهراً ، و الدماء تسيل ، و البلاد تُهدم فوق رؤوس ساكنيها ، و الجرحى لا يجدون مَنْ يُنقذهم ، حتى الشهداء و الموتى ربما تَمر أيام لا يستطيع ذووهم دفنهم .
 
فالله الله أيها المُخلصون فلا تخربوا بتصريحاتكم ، و إعلامكم ، و تخذيلكم بيتاً تمَّ بناؤه و لو كان ضعيفاً ، نحن اليوم أشبه ما نكون في بيت يلتهمه الحريق ، فعلى جميع ساكنيه و جيرانهم أن يسارعوا لإطفاء الحريق قبل أن تلتهمهم النار ، و الحريق هو النظام الأسدي الفاسد الذي يلتهم البلاد و العباد ، و يعيث في الأرض الفساد ، قال تعالى ( و لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا )   .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين