المنظمات الحيوانية إذن..!

جعفر الوردي

إذا كان المجتمع الدولي يصم آذانه وقلبه ويطمس على عينيه ما يحصل في سورية من إبادة جماعية من نظام الأسد المجرم النازي، - إذا كان يتمتع بكل هذا الصبر وضبط النفس من التأثر بالعوامل الخارجية للطبيعة الإنسانية فإننا نطلب من أدعياء الحرية وحقوق الحيوان والتباكي على مصير الكلاب والقطط أن يمتعضوا فقط مما يجري في سورية..
هذا السكوت المطبق من العالم الذي يدعي التحضر واحترام الحقوق لهو أكبر دليل على كذبه وزوره في دعواه، إنهم يسوقون إلينا مشاريعهم الفارغة الجوفاء حتى نذهل ونتعجب من لطافتهم وديمقراطيتهم.. وإذا الوحوش حشرت..
نعم لم نسمع من أي حاكم عربي تجري في عروقه نبضات الدم أي رحمة بهذا الشعب، فإن كانوا لا يريدون أن يعاملوا الناس من منطلق حقوق الإنسان فليعاملوه من منطلق حقوق الحيوان أو أي حقوق يدعونها..
إن كذبة الحقوق والمنظمات التي لم نسمع بها إلا في مصالح سياسية أو كلام فارغ فاره على الإعلام العالمي، لم توثق من الانتهاكات الإنسانية إلا ما يتماشى مع سياسات الدول الكبرى، فلم يعد لأي منظمة أو جمعية في العالم موقف إنساني بحت، حيث لا بد أن يمتزج بالسياسة ومصالح الدول الكبرى..
سورية لن تستجدي أحدا بعد هذه الفضيحة العربية والعالمية والإسلامية، إنها فقط كشفت سوءة العالم المتحضر وفضحت زيف هذه المنظمات والأخوة العربية النائمة..
لم تعد الثورة السورية ثورة على المجرم بشار النازي وعصابته، بل هي ثورة على كل هذه الرؤوس الفاسدة في العالم، وعلى كل تلك الأسماء البراقة والمؤسسات الشكلية الوهمية..
إنها ثورة أممية عالمية شاملة، ستغير المفاهيم والمصطلحات في التاريخ الجديد، وسوف يأرخ بها على أحداث العالم الآتية.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين