بيان رابطة العلماء السوريين بشأن مجزرة حمص ـ الخالدية ـ

 بيان باسم رابطة العلماء السوريّين

بشأن مجزرة  حمص ـ الخالديَّة
الحَمدُ لله رَبّ العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين ، وإمام المجاهدين ، ولا عدوان إلاّ على الظالمين ، وبعد :
فيا أهلنا في حمص الأبيّة ، ويا شعبنا في أرجاء سورية المصابر ، نقول لكم ما وصّانا به ربّنا : ( [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ] {آل عمران:139} [وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الخَوْفِ وَالجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ] {البقرة:156} . رحم الله شهداءكم ، وكتب الشفاء لجرحاكم ، وأنزل السكينة والرضا على قلوبكم ، وعجّل لكم النصر والفرج القريب ، إنّه سميع مجيب .
أيّها الأحبّة المرابطون في ثغور الشام الأبيّة : إنّ هذا المجرم السفّاح ، وعصابته الخائنة ، يلقي كلّ ما في جعبته من مخزون حقده ، وجرائم طغيانه ووحشيّته ، بعدما اطمأنّ إلى سكوت المجتمع الدوليّ عن اتّخاذ القرار الجادّ لردعه والأخذ على يده .. ولئن تواطأ العالم كلّه مع الظالم ، ووقف متفرّجاً على سيل دمائكم ، وجثث شهدائكم ، وقصف مدنكم ، فلكم الله يا شعبنا الحرّ الأبيّ ، الذي لا يعجزه أخذ ظالم ، ولا تحجب عنه دعوة مظلوم ، ويقسم بذاته العليّة أن ينصرها ، ولو بعد حين[وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ] {إبراهيم:43}.
ولكم البشرى من الله الذي يُمهِل ، ولا يُهمِل ،وإذا أخذ الظالمَ لم يفلته .. فعلّقوا قلوبكم بالله ،وتوكّلوا عليه ، واعلموا أنّ النصر صبر ساعة : [إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ] {غافر:51}  
ويا أيّها العالم الساكت على جرائم هذا الطاغية ، والمتواطئ مع الظالم ! إنّك ما لم تقم بواجبك في كبح جماح هذا السفّاح فأنت شريكه في قتل شعبنا وسفك دمائه ، ولن يغفر لك التاريخ والأجيال مواقفك.
أما أولئك المتواطئون مع النظام السوري المجرم، وخاصة أولئك الذين رفعوا أيديهم الأثيمة بالاعتراض على قرار الإدانة الدولي ليفسحوا المجال أمام الطغمة الحاكمة في سورية لارتكاب المزيد من الجرائم فهم شركاء في كل ما يرتكبه النظام الفاشي في سوريا من جرائم حرب، وسيأتيهم يوم يندمون فيه على مواقفهم المخزية وسياستهم الرعناء.
إن رابطة العلماء السوريين تطالب الدول العربيّة بسحب سفرائها فوراً من سورية ، وطرد سفراء سورية من بلادها .. وتطالب منظّمة التعاون الإسلاميّ بتعليق عضويّة سورية فيه، وهذا أقلّ الواجب .. كما تطالب المنظّمات الدوليّة بفتح تحقيق دوليّ عن هذه المجازر ، بحقّ شعبنا الأعزل ، واعتبار مدينة حمص منطقة منكوبة ، تحتاج إلى إغاثة إنسانيّة عاجلة ..
الرحمة لكم أيّها الشهداء الأبرار ، وصبراً أيّها الأحرار ، فإنّ يوم الفرج قريب قريب  بإذن الله ، والله غالب على أمره ، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون ، [وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ] {الشعراء:227}. والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
التاريخ                                                                      رابطة العلماء السوريين 
13/3/1433 الموافق 5/2/2012                                           الأمانة العامة
 
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين