نيجيريا تستغيث.. مَنْ يلبي؟

نواكشوط: محمد ولد شينا

وجهت جمعيات إسلامية في نيجيريا نداء استغاثة إلى الدول العربية والإسلامية، بهدف التدخل للمساهمة في التخفيف من الانعكاسات السلبية للحملات التي تنظمها منظمات غربية تنشط في مجال التنصير بأفريقيا، مؤكدين أن الشعب النيجيري بات مخترقاً بشكل كبير من منظمات التنصير الغربية، خصوصاً تلك القادمة من فرنسا وسويسرا وإسبانيا، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية.
تعتمد جمعيات التنصير على وسيلتي المال والإعلام للترويج للمسيحية، وفي هذا السياق قال «مصطفى إبراهيم صو»، إمام مسجد في نيجيريا، في بيان استغاثة نشرته وسائل إعلام أفريقية: «نحن قلقون من الهجمة التنصيرية على بلادنا، على العالم الإسلامي التحرك العاجل لمساعدتنا، جمعيات التنصير تستغل الفقر المدقع في الأرياف، لتخترق المواطن ونحن لا حول لنا ولا قوة، هم ينفقون المال الكثير لهذا الغرض، من خلال تقديم المساعدات الغذائية وحفر الآبار للفقراء، كما ينفقون المال بسخاء على بناء الكنائس، بل والأخطر من ذلك، حملاتهم لتشويه الإسلام ووصفه بالتشدد، وغير ذلك من الأوصاف غير اللائقة والمهينة»..
وذلك من خلال توزيع النشرات والصحف الدينية المتخصصة، بالإضافة إلى المشاركة الفعالة في البرامج الإذاعية والتلفزيونية.
امتلاك البطون ويقول الرئيس العام لجماعة «تعاون المسلمين» النيجيرية «داوود عمران ملاسا»: إن مدينة «أيوو» التي تعد أكبر المدن الإسلامية في جنوب غربي البلاد، تتعرض لهجمة تنصيرية غير مسبوقة في تاريخها المعاصر، مضيفاً أن المنصرين غيروا من خططهم، فبدؤوا في شراء أراضي المدينة من ملاكها بأسعار باهظة، حتى تمكنوا من شراء مساحات شاسعة بهدف السيطرة على المناطق الزراعية في البلاد؛ ومن ثمَّ السيطرة على «البطون الخاوية» التي تنتظر مَنْ يطعمها، وفي النهاية مَنْ امتلكوا قوت يومك امتلكوا عقلك وزمام حياتك.
وبحسب آخر الإحصاءات، فقد بلغ عدد سكان نيجيريا حوالي 160 مليون نسمة، 76% منهم مسلمون، وتعد نيجيريا أكبر بلد أفريقي مسلم على الإطلاق، رغم وجود بعض الديانات الأخرى كاليهودية والمسيحية وحتى البوذية، وتعتبر اللغة الإنجليزية اللغة الأكثر استعمالاً في البلاد.
غياب الدعم الإسلامي واعتبر المتخصصون أن انتشار منظمات التنصير يرجع لسبب رئيس، هو أن معظم المدن في نيجيريا تكاد تخلو من أي وجود للمنظمات العربية أو الإسلامية، رغم وجود منظمات نيجيرية يشرف عليها مواطنون محليون، ويحذر السياسيون النيجيريون في الأقاليم الإسلامية من خطر حقيقي بات يهدد الهوية النيجيرية بفعل الاختراق الحاصل في الهوية الإسلامية للسكان.
ودعا أئمة مسلمون نيجيريون، في بيان لهم، الخيرين في العالم الإسلامي لمساعدتهم في تأسيس أول جامعة إسلامية في غرب نيجيريا، بهدف حماية المدارس العربية والإسلامية من الاختراق التنصيري، مؤكدين أن المدارس الغربية والإسلامية باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى، بعد ما هجرها الكثيرون باتجاه المدارس والجامعات الإنجليزية الممولة من الغرب.
المصدر : مجلة المجتمع الكويتية

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين