المسؤولية في الإسلام - ـ
المسؤولية في الإسلام
هذه محاضرة ألقاها فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في قاعة المحاضرات العامة بجامعة الرياض يوم الثلاثاء 9من ذي القعدة 1385، وأصلها كلمة أذعها من إذاعة حلب مساء يوم الجمعة 24 من ذي القعدة 1376 يوم سفره إلى دمشق ومنها إلى الحجاز الشريف وقد نشرت في الكتاب الذي سبق التعريف به: «أيها المستمع الكريم» ص135ـ151.
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن المسؤولية في الإسلام كلمة صغيرة اللفظ كبيرة المعنى، كأنها الأمانة التي عرضت على السموات والأرض والجبال، فأبَيْنَ أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان. هذه الكلمة: (المسؤولية) تطلق حيناً على معنى أخروي، وهو محاسبة الله للعبد يوم القيامة عما كسب، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وعن علمه ما عمل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟» وكذلك من هذا المعنى قوله تعالى:? فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون?
وتطلق المسؤولية أيضاً على المعنى الفقهي الحقوقي الذي يُراد به مؤاخذة الإنسان على تصرفاته ومطالبته بما ترتب عليها من آثار ونتائج، وتطلق المسؤولية أيضاً على معنى اجتماعي إسلامي وهو اعتبار الفرد مسئولاً عن غيره، ومطالباً بالاهتمام بشئونه وإصلاح حاله. وهذا المعنى هو موضوع حديثنا في هذه الأمسية الكريمة.
إن مسؤولية الفرد عن غيره أمر يقتضيه العقل الذي يرى وجوب صلاح المجتمع وسيادة الخير والفضيلة فيه، ولو عطل هذا الواجب لغلب على المجتمع الشر والفساد بما يبثه دعاة الأهواء، وبما يكمن في نفس الإنسان من استرواح للتخلص من التكاليف والواجبات تلقاء غيره وتلقاء نفسه، فيصبح المجتمع ـ بفقدان المسؤولية ـ مجتمع شرور وآثام تتغلب فيه الرذيلة على الفضيلة، وتسوده النزعة الفردية، ويجتاح فيه الفساد البقية الصالحة، بل إن الأقوياء ليتأثرون بفساد مجتمعهم إذا لم يقفوا منه موقف التقويم والإصلاح، إذ أن من طبيعة الإنسان أن يتأثر بالبيئة التي يعيش فيها صالحة كانت أو فاسدة، وذلك بما أودع فيه من غريزة التقليد والمحاكاة.
ومن دواعي المسؤولية أيضاً: ما نجده في أفراد البشر من تفاوت كبير في مواهبهم وطاقاتهم ومداركهم، فبعضهم يبلغ الذروة في مواهبه، ويكون له من رجاحة العقل وقوة الشخصية وعمق النظر ما يبصر به الخير خيراً والشر شراً، فمثل هذا يجب عليه أن يراعي غيره، ويسعى في خيره، ويجنبه الفساد والزلل، ويفيده من فضل مواهبه ومزاياه، وقد يكون لبعض الأفراد تفوق في مجتمعهم يمنحونه من جمهور الأمة إذ تُلقى إليهم بمقاليد أمورها، وتدين لهم بالطاعة والاتباع، فمثل هؤلاء تتوجه عليهم المسؤولية في رعاية مصالح من ولاهم، وجلبِ الخير لهم ودرءِ الشر عنهم.
وللمسؤولية بعد هذا وذاك داع أصيل قائم في كل فرد من الناس، لعامل الضعف الطبيعي في أفراد البشر أو للقصور الفطري الذي يصاحب بعض الأفراد أو يطرأ عليهم، فيوكل أمر رعاية هؤلاء وهؤلاء وإدارة شئونهم إلى الراشدين الأمناء، حتى يجاوزوا بهم مرحلة ضعفهم، فيكونوا في مرتبة الأسوياء العاملين في المجتمع، ومرحلة الطفولة هذه يمر بها كل فرد من البشر في صغره، فلا تستغني عن مسئول وراع يرعاها.
بعد هذا نعود إلى تَجْلية موقف الإسلام من المسؤولية وذكر النصوص المقرِّرة لها، وهي نصوص جمَّة كثيرة، نرى أن نجتزئ ببعضها مما يُشخِّص أهميتها، ويبين شمولها، ويُعرِّف عاقبة إهمالها، ثم نتبع ذلك بأمثلة حية من تاريخنا المجيد، نرى من خلالها استجابة السلف الصالح لداعي المسؤولية فنهضوا بمجتمعهم وحفظوه من عوادي الفساد والانحراف، فغدا مجتمعا إسلامياً حقاً.
روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، 1 ـ فالإمام الأعظم الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته، 2 ـ والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عن رعته، 3 ـ والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده، وهي مسئولة عنهم. 4 ـ والولد راع في مال أبيه، وهو مسئول عن رعيته. 5 ـ والخادم راع في مال سيده، وهو مسئول عن رعيته ألا فكلكم مسئول عن رعيته».
فهذا الحديث قد شمل طبقات الناس جميعاً لأن كل من في المجتمع لا يعدو أن يكون إما والداً أو والدة أو ولداً أو خادماً تابعاً، فخاطبهم الحديث جميعاً.
ويلاحظ أن الحديث بُدء وخُتم بتعميم الخطاب بالمسؤولية، وكان هذا كافياً لإفهام المخاطبين أن المسؤولية تتعلق بهم، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يفرد كل طبقة من طبقات الناس بالذكر ليكون ذلك آكد في مطالبتها بهذا الحق ولزوم النهوض به، وإنما قرن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بين السلطان والخادم ليفيد أن المسؤولية شاملة لعظماء الناس وضعافهم، وليفيد أيضاً أن المجتمع متكافل متعاون، وأن التكافل بين أفراده، لازم حتى لا يستثنى من ذلك صغير أو تابع ومما ينبغي الإشارة إليه أن الحديث الشريف عيَّن دائرة المسؤولية المتوجهة على كل فرد، ولكنه أغفل تعيين جوانب تلك المسؤولية، ولم يخص جانباً واحد منها، للإيذان بشمول مسؤولية كل فرد لكل ما يمكن أن يدخل في نطاق مسؤوليته من كبير الأمور وصغيرها،مادية كانت تلك المسؤولية أو معنوية.
 ولا يغيب عن الذهن أن مسؤولية كل إنسان إنما تكون بقدر ما آتاه الله من مواهب وبحسب ما منحه من طاقة أو قدرة أو نفوذ أو طاعة له فمسؤولية الإمام والسلطان والخليفة والملك والرئيس أعظم المسئوليات وأضخمها، ولذلك بدأ بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إذ في صلاح الإمام صلاح الأمة وفي فساده فسادها، وقد قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: « الناس على دين ملوكهم».
ونحن إذا نظرنا في حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وسيرته الشريفة وجدناها طافحة بالشواهد على النهوض بالمسؤولية على أفضل وجه وأوفاه، وقد كان له صلى الله عليه وسلم موقف شديد ممن قصر في مسئوليته في التعليم، وفرط في الرعاية ونشر الهداية لمحتاجها، وذلك في الخبر الذي ذكره الحافظ المنذري في باب العلم من كتابه الترغيب والترهيب فروى فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم فأثنى على طوائف من المسلمين خيراً ثم قال: ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم ولا يعلمونهم ولا يعظونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم؟ وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يفقهون ولا يتعظون؟ والله ليعلمن قوم جيرانهم ويفقهونهم ويعظونهم ويأمرونهم وينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتعظون، أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا، فقال قوم: من ترونه عنى بهؤلاء؟ قالوا: عنى الأشعريين، هم قوم فقهاء ولهم جيران جفاة من أهل المياه والأعراب، فبلغ ذلك الأشعريين، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله ذكرت قوماً بخير وذكرتنا بشر؟ فما بالنا، فأعاد عليهم إنذاره، فقالوا: يا رسول الله أنفطن غيرنا؟ فأعاد أيضاً قوله عليهم. فقالوا: يا رسول الله أمهلنا سنة، فأمهلهم سنة ليفقهوهم ويعلموهم ويعظوهم. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله الله تعالى:? لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكان يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون?.
ولهذا لما سأل المدلجي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التوضؤ بماء البحر، وكان بحاراً فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء، فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ بماء البحر؟ فأجابه صلى الله عليه وسلم بجواز ذلك وزاده ما يحتاج إلى علمه فقال: هو الطهور ماؤه الحل ميتته.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشعر أنه مسئول عن كرامة الفرد في حياته، وتحصيل رزقه من مورد كريم وتيسير العمل له ودفع البطالة عنه، وذلك في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه، واللفظ لأبي داود وابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن رجلاً من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأل أي يسأله الصدقة والعطاء، فقال صلى الله عليه وسلم: أما في بيتك شيء؟ قال: بلى حلسٌ ـ أي بساط رقيق ـ نلبس بعضه، ونبسط بعضه، وقدح نشرب فيه الماء، قال: ائتني بهما، فأتاه، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وقال: من يشتري هذين؟ قال رجل: أنا آخذه بدرهم، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري، وقال: اشتر بأحدهما طعاماً فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوماً فائتني به، فأتاه بالقدوم فشد فيه رسول الله عوداً بيده، ثم قال: اذهب فاحتطب وبع، ولا أرينك خمسة عشر يوماً، فذهب الرجل يحتطب ويبيع فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشتري ببعضها ثوباً وببعضها طعاماً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: « هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة سواء في وجهك ـ أي نقطة يوم القيامة ـ إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر موقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع، فأفاد هذا الحديث الشريف أن على الحاكم مسؤولية دفع البطالة وتيسير العمل، ولقد ضاقت سبل العيش في نظر ذلك الأنصاري الضعيف، فما رأى سبيلاً يمكنه أن يعيش منه سوى أن يسأل رسول الله الصدقة عليه، فأزال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة غلق ذلك الفكر اليائس، وفتح أمام عينيه أن سبيل الحياة الكريمة جد وعمل وعلو نفس وسعي في الأرض.
وهناك مشاهد أخرى من سيرته صلى الله عليه وسلم يتجلى فيها شعوره بالمسؤولية عن الصغير، فقد كان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ في صلاة الصبح ما بين الستين آية والمئة آية، وروى البخاري وغيره عن أبي قتادة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم دخل مرة صلاة الصبح فقرأ في الركعة الأولى نحو ستين آية، ثم قام إلى الركعة الثانية، فسمع بكاء صبي من صفوف النساء آخر المسجد فقرأ بثلاث آيات، فقيل له: أوجزت يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه أو تتركه فيضيع.
وهذا مشهد آخر يتجلى فيه شعوره صلى الله عليه وسلم بالمسؤولية عن الحيوان الأعجم، فقد روى الدار قطني في سننه والطبراني في معجمه عن عائشة وأنس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوماً يتوضأ في إناء، فرأى هرة تحوم حوله قد مسها العطش، فوقف عن الوضوء وأصغى ـ أي أمال ـ لها الإناء بيده حتى شربت، ثم توضأ
 وقد أخبر صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أخبر عن جزاء مثل هذه المسؤولية التي قد يراها بعض الناس خفيفة الأمر، وخفيفة الأجر، فقال صلى الله عليه وسلم: «لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين»، وفي رواية ثانية: مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله لأنحين هذا عن طريق المسلمين لا يؤذيهم، فأدخل الجنة.
وروى الإمام أحمد في مسنده أن ابن عمر رضي الله عنهما رأى راعي غنم في مكان قبيح، وقد رأى ابن عمر مكاناً أمثل منه، فقال ابن عمر: ويحك يا راعي! حولها فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كل راع مسئول عن رعيته.
بل بلغ الشعور بالمسؤولية من نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم غاية الحزن والأسف على أولئك الجفاة المعرضين عن هدايته ونصحه حتى رأف الله به فخاطبه بقوله: ? فلا تذهب نفسك عليهم حسرات? وقوله سبحانه:?فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا?.
ونكتفي بهذه الطائفة من النصوص التي شخصت لنا شمول المسؤولية وعظم شأنها، فننتقل الآن إلى صورة رائعة بيَّن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم مصير المجتمع إذا وقع فيه الفساد أو الزلل من بعض أفراده، فلم يقف منهم الآخرون موقف الكف والتسديد، كيف تكون عاقبة المجتمع هي الهلاك والبوار، ومثل لنا ذلك بصورة حسيَّة واضحة، وذلك فيما رواه البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة ـ أي اشتركوا في سفينة ذات طبقتين ـ فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً»، وفي رواية ثانية: «فكان الذين في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها، فتأذوا به ـ أي بالمار عليهم بالماء ـ فأخذ فأساً فجعل ينقر أسفل السفينة، فأتوه فقالوا: مالك؟قال: تأذيتم بي ولابد لي من الماء، فإن أخذوا على يديه نجوه ونجوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم».
وما أجمل هذا التشبيه البليغ السامي من رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذ شبه الركب الإنساني بسفينة تقطع لجج البحار ليبلغ راكبوها غايتهم، ومصيرهم جميعاً مرتهن بسلامتها من أي سوء يوجه إليها أو تصرف يؤدي بها ولو كان مع طيب النية وقصد الإحسان من بعض راكبيها البلهاء الذين كان باعثهم على خرق أسفل السفينة أن لا يؤذوا من فوقهم بالمرور عليهم وتقاطر الماء الذي استقوه فهؤلاء الذين صورهم الحديث أنهم في أعلى السفينة ورأوا صنيع أصحابهم في أسفلها إن لم يرعوا مسئوليتهم فيصونوا السفينة من عبث هؤلاء وتخريبهم سيهلكون جميعاً، أما إذا نهضوا بمسؤوليتهم فكفوهم عن الخرق في نصيبهم الذي ظنوه حقاً خاصاً بهم فإنهم بذلك يحفظون حياتهم أولاً وحياة أولئك الغافلين ثانياً، ويبلغون غايتهم التي ينشدونها.
وقد يظن أن القيام بالمسؤولية مهمة محدودة فتؤدى بنفر من الناس يكلفون غيرهم عبء القيام بها. والواقع أن المسؤولية في نظر الإسلام موزعة على جميع المسلمين، وعلى عاتق كل فرد منهم جزء خطير منها يطلب منه عيناً دون نيابة ولا اكتفاء.
يدل على ذلك الحديث الجليل الذي رواه الإمام أبو عبد الله المروزي في كتاب «السنة» عن يزيد بن مرثد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل رجل من المسلمين على ثغرة الإسلام، الله الله لا يؤتى الإسلام من قبلك»، فشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم شريعة الإسلام ورعاية المسلمين لمسئولياتهم نحوه بحصن منيع على ثغراته ومداخله حراس يذودون عنه غزو المداهمين وهجمات المغيرين، وكل واحد من هؤلاء الذادة الحرس منوط به الموضع الذي يحرسه، ولكن لا تتم سلامة هذا الحصن بحصول أدنى غفلة تكون من واحد منهم، ولو كان الباقون في أشد اليقظة والاحتراس، على أن هؤلاء الحراس لو أهمل بعضهم أو أكثرهم كلاءته لثغرته التي يحرسها ما جاز لغيره أن يدع رباطه على ثغرته متذرعاً بأنه لا جدوى من بقائه، منساقاً خلف المضيعين أماناتهم، والمُخْلين بمسئولياتهم، وقد عبر عن هذا المعنى الهام الدقيق الحسن صالح بن حي أحد علماء السلف الصالح رضي الله عنهم مستفيداً إياه من الحديث الذي ذكرناه فقال ـ رحمه الله تعالى ـ: إنما المسلمون على الإسلام بمنزلة الحصن، فإذا أحدث المسلم حدثاً ثغر في الإسلام من قبله، فإن أحدث المسلمون كلهم فاثبت أنت على الأمر الذي لو اجتمعوا عليه لقام الدين لله بالأمر الذي أراده من خلقه لا يؤتى الإسلام من قبلك.
وإذ نحن جاوزنا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله الكريمة في المسؤولية: رأينا في سيرة أصحابه والخلفاء الراشدين من بعده ما يعزز هَدْيَهُ ويتابع سنته فيها، فهذا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول كلمته المشهورة: والله لو زلقت رجل دابة على ساحل الفرات ـ وهو أقصى الأرض التي كان يمتد إليها سلطان المسلمين في عهده لخشيت أن أسال عنها يوم القيامة لماذا لم أعبد لها؟!. ولقد أخذت هذه المسؤولية على عمر نومه وراحته، وليله ونهاره، فما كان ينام في ليلة إلا خفقات بالرأس لاشتغاله بالتفكير في شؤون المسلمين وقيامه بقسطه من العبادة لله عزَّ وجل والوقوف بين يديه.
قال الشعراني في كتابه: (تنبيه المُغترين): كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيام خلافته لا ينام ليلاً ولا نهاراً، وإنما هي خفقات برأسه وهو جالس، وكان يقول: إذا نمت في الليل ضيَّعت نفسي، وإن نمت في النهار ضيَّعت رعيتي، وأنا مسئول عنهم، وقدم عليه وفد من العراق فيهم الأحنف بن قيس سيد بني تميم وأحد أفذاذ العرب في الرأي والعقل، وكان ذلك في يوم صائف شديد الحر، فوجدوا عمر معتجراً بعباءة على رأسه أي جاعلاً العباءة على رأسه كالعمامة وهو يطلي بعيراً من إبل الصدقة بالقطران في حر الشمس، فلما دنوا منه قال عمر للأحنف: يا أحنف ضع ثيابك، وهلم فأعن أمير المؤمنين على هذا البعير، فإنه من إبل الصدقة، فيها حق اليتيم والأرملة والمسكين، فقال له رجل من القوم: يغفر الله يا أمير المؤمنين فهلا تأمر عبداً من عبيد الصدقة فيكفيك؟ فقال عمر: وأي عبد هو أعبد مني ومن الأحنف؟ إنه من ولي أمر المسلمين يجب عليه لهم ما يجب على العبد ليسدد في النصيحة وأداء الأمانة.
ولقد بلغ من حرص عمر رضي الله عنه على الرعية وشعوره بالمسؤولية وأمانته في الأمة أنه ما سمح لفرد من أفراد المسلمين أن يعطي هيئة ضعف عن الإسلام أو صورة مخالفة لآدابه وسننه.
 ذكر الزمخشري في كتابه (الفائق) والمناوي في (شرح الجامع الصغير)، أن عمر رضي الله عنه رأى رجلاً يمشي متماوتاً، وقد تخشع وتذلل وبالغ في الخضوع، فقال له: ألست مسلماً؟ قال: بلى، قال: فأرفع رأسك وامدد عنقك، فإن الإسلام عزيز منيع، ثم خفقه بالدرة، وقال: لا تمت علينا ديننا أماتك الله.
وذكر الزمخشري في (الفائق) أيضاً أن عمر رضي الله عنه مر برجل قد قصر شعره في السوق، فعاقبه، لأن الريح ربما حملته فتوقعه في مآكل الناس ومشاربهم.
وجاء أنه أمر بكتابة عهد لرجل من بني أسد قد ولاه عملاً على الناس، فبينما الكاتب يكتب جاء صبي فجلس في حجر عمر رضي الله عنه فلاطفه عمر وقبله، فقال الرجل: أتقبل هذا يا أمير المؤمنين ؟ لي عشرة أولاد مثله، ما دنا أحد منهم مني، وما قبلت ولداً قط؟ فقال عمر: ما ذنبي إن كان الله عزَّ وجل نزع الرحمة من قلبك، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء، ثم قال لكاتبه: مزق الكتاب، فإنه إذا لم يرحم أولاده فكيف يرحم الرعية.
وروى الإمام محمد بن الحسن الشيباني تلميذ الإمام أبي حنيفة النعمان في كتابه (الآثار) خبراً عن عمر من ألمع الأخبار في المسؤولية وأعجبها، ما سمع بمثله السامعون، قال أخبرنا أبو حنيفة عن علي بن الأقمر قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يطعم الناس بالمدينة وهو يطوف عليهم بيده عصا، فمر برجل يأكل بشماله، فقال: يا عبد الله كل بيمينك، قال: يا عبد الله إنها مشغولة، قال فمضى، ثم مر به وهو يأكل بشماله، فقال: يا عبد الله كل بيمينك، فقال: يا عبد الله إنها مشغولة، فتركه ومضى، ثم مر به ثالثة فرآه يأكل بشماله، فقال: يا عبد الله كل بيمينك، قال: يا عبد الله إنها مشغولة، قال عمر: وما شغلها؟ قال: أصيبت يوم مؤتة، قال: فجلس عمر رضي الله عنه عنده يبكي، فجعل يقول: من يوضئك ؟ من يغسل رأسك وثيابك؟ من يصنع كذا وكذا؟ فدعا له بخادم وأمر له براحلة وطعام وما يصلحه وما ينبغي له، حتى رفع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أصواتهم يدعون الله لعمر رضي الله عنه مما رأوا من رقته بالرجل واهتمامه بأمر المسلمين.
وهذا خبر آخر من سيرة عمر رضي الله عنه لم يسبقه إليه سابق ولم يلحق به لاحق، فقد نهض بنشر التعليم، وجعله مجاناً يرزق فيه المعلم من بيت المال، وباشر هو بنفسه تعليم التاريخ والأنساب، ورسم للمعلم خطة التعليم لكل صنف من المتعلمين، وحدد لهم وقتاً للراحة ووقتاً للدراسة، ويوماً للتعطيل، وذلك حينما شهد الأولاد في الأزقة يلعبون، ويكون من لعبهم ما يكون، فرأى أنه مسئول عنهم خلقاً وأدباً وعلماً واكتمالاً.
قال الفقيه النفراوي المالكي في كتابه: الفواكه الدواني على رسالة أبي زيد القيرواني، أول من جمع الأولاد في المكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر عامر بن عبد الله الخزامي أن يلازمهم للتعليم، وجعل رزقه من بيت المال، وكان منهم البليد والفهيم، فأمره عمر أن يكتب للبليد في اللوح، ويلقن الفهيم من غير كتب، وكان عمر يشهدهم على الأمور التي يخاف عليها الانقطاع بطول الزمان كالنسب والولاء، فسألته الأولاد أن يشرع لهم التخفيف، فأمر بالجلوس بعد صلاة الصبح إلى الضحى العالي، ومن صلاة الظهر إلى صلاة العصر، ويستريحون بقية النهار، ولما ذهب إلى بيت المقدس ثم عاد إلى المدينة استقبله الأولاد من مسيرة يوم وليلة، فتعبوا من مسيرهم، وكان يوم الخميس فأمر بإراحتهم فيه من كل أسبوع ودعا لمن أحيا سننه بالخير والرشاد.
ونختم الحديث عن أخبار عمر في المسؤولية بما جاء في سيرته أنه كان يمشي يوماً في السوق، فشهد يهودياً عجوزاً يسأل الناس يتكففهم، فقال له: ما هذا، قال: يا أمير المؤمنين سل الجزية والعجز والفقر، فقال عمر: ما أنصفناك نأخذ منك الجزية شاباً، وندعك شيخاً، افرضوا لهذا وأمثاله من بيت مال المسلمين.
ونجد مثل هذه الشواهد الناطقة في النهوض بالمسؤولية في سيرة الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فقد ذكر ابن عبد الحكم في سيرة عمر بن العزيز أن البريد وفد عليه رسولاً من بعض عماله، فاستأذن في الدخول إليه فدخل فأعلم عمر، وكان أراد أن ينام فقعد ودعا بشمعة غليظة فأججت ناراً، وأجلس الرسول فسأله عن أهل البلد والمسلمين وأهل العهد وعن سير العامل وعن الأسعار وأبناء المهاجرين والأنصار، وأبناء السبيل والفقراء، وهل أعطى كل ذي حق حقه، و هل ظلم العامل أحداً وهل له شاك، فأجابه الرسول عن كل ما سأل حتى إذا فرغ عمر من مساءلته قال له الرسول: يا أمير المؤمنين كيف حالك في نفسك وبدنك؟ وكيف عيالك وجميع خزائنك ومن تعنى بشأنه؟ قال فنفخ عمر الشمعة فأطفأها بنفخته، وقال: يا غلام علي بسراج، فدعا بفتيلة لا تكاد تضيء فقال: سل عما أحببت، فسأله فأجابه عمر فقال له الرسول: يا أمير المؤمنين رأيتك فعلت أمراً ما رأيتك فعلت مثله: قال: وما هو؟ قال: إطفاؤك الشمعة عند مسألتي عن حالك وشأنك فقال: يا عبد الله إن الشمعة التي أطفأتها من مال الله ومال المسلمين، وكنت أسألك عن حوائجهم وأمرهم، فكانت تلك الشمعة توقد بين يدي فيما يصلحهم وهي لهم فلما صرت لشأني وأمير عيالي ونفسي أطفأت نار المسلمين.
وهكذا تعيش المسؤولية في نفس عمر بن عبد العزيز حتى في أيام حزنه ومصابه بموت أحب الناس إليه، روى الإمام أحمد في كتاب الزهد والحافظ أبو نعيم في الحلية في ترجمة عمر بن عبد العزيز أيضاً أنه توفي ولده عبد الملك فبلغ من نفسه الحزن كل مبلغ، ورأى رجلاً يتكلم ويشير بشماله فقال: يا هذا إذا تكلمت فلا تشر بشمالك، أشر بيمينك! فقال الرجل: ما رأيت كاليوم! إن رجلاً دفن أعز الناس إليه، ثم إنه يهمه يميني من شمالي، فقال عمر إذا استأثر الله بشيء فالْهَ عنه.
وهكذا قد حفظ لنا التاريخ حتى في أحلك العصور: عصور الحروب الصليبية التي تفتَّتت فيها الأمة بأفرادها وقادتها، حفظ لنا صوراً من شعور الحكام بمسئوليتهم تكاد تكون من عالم الخيال لولا أن أصحابها ممن عرفوا بالاستقامة والدين وتقوى الله عزَّ وجل. فهذا الملك نور الدين الشهيد المتوفى سنة 569 ـ رحمه الله تعالى ـ كان يجلس كل يوم يستمع لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلى عليه ويتعظ به حتى وصل السرد في الحديث إلى حديث مسلسل بالتبسم، فطلب الشيخ منه أن يبتسم فقال: لا يسعني أن أبتسم ودمياط محاصرة بالفرنجة، فما تحمَّل الحديث حتى كتب الله النصر على الفرنجة بعد محاصرتهم دمياط 50 يوماً.
وحكى المؤرخ ابن الأثير في تاريخ «الكامل» في ترجمة الملك نور الدين الشهيد أيضاً قال: وكان على زهدٍ وعبادٍ كان لا يأكل ولا يلبس ولا يتصرف، إلا في الذي يخصه من مُلك كان له قد اشتراه من سهمه من الغنيمة ومن الأموال المرصدة لمصالح المسلمين، ولقد شكت إليه زوجته من الضائقة، فأعطاها ثلاث دكاكين في حمص كانت له يحصل له منها في السنة نحو العشرين ديناراً، فلما استقلتها قال لها: ليس لي إلا هذا، وجميع ما بيدي أنا فيه خازن للمسلمين، لا أخونهم فيه ولا أخوض نار جهنم لأجلك.
هذا ونتحول إلى صور أخرى من المسؤولية نشاهد فيها العلماء العاملين يقومون بمسئوليتهم في نصح الحاكم والأمة على السواء أداءً للأمانة ونصراً للحق والضعيف، فقد روى زياد عن مالك بن أنس قال: بعث أبو جعفر المنصور إليَّ وإلى ابن طاووس فأتيناه فدخلنا عليه فإذا هو جالس على فرش قد نضدت وبين يديه أنطاع قد بسطت، والجلادون بأيديهم السيوف يضربون الأعناق، فأومأ إلينا أن أجلسا فجلسنا، فأطرق عنا قليلاً، ثم رفع رأسه والتفت إلى ابن طاووس فقال له: حدثني عن أبيك. قال: نعم سمعت أبي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة: رجل أشركه الله في حكمه فأدخل عليه الجور في عدله»، فأمسك ساعة، قال مالك: فضممت ثيابي مخافة أن يملأني دمه، ثم التفت إليه أبو جعفر فقال: عظني يا ابن طاووس، قال: نعم يا أمير المؤمنين: إن الله تعالى يقول: ?ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، وثمود الذين جابوا الصخر بالواد، وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد? قال مالك: فضممت ثيابي من ثيابه خشية أن يملأها دمه، فأمسك ساعة أبو جعفر ثم قال: يا طاووس ناولني هذه الدواة، فأمسك عنه ابن طاووس ثم قال: ناولني هذه الدواة، فأمسك عنه فقال: أبو جعفر ما يمنعك أن تناولنيها؟ قال: أخشى أن تكتب بها معصية لله فأكون شريكك فيها، فقال أبو جعفر: قوما عني! قال ابن طاووس: ذلك ما كنا نبغي منذ اليوم، قال مالك: فما زلت أعرف لابن طاووس فضله.
وحكى الحافظ ابن كثير الدمشقي في كتابه (البداية والنهاية) في ترجمة الإمام ابن الجوزي ـ رحمه الله تعالى ـ: وقد حضر مجلس وعظه الخلفاء والوزراء والملوك والأمراء والعلماء والفقراء، والتفت إلى ناحية الخليفة المستضيء وهو في الوعظ فقال: يا أمير المؤمنين إن تكلمت خفت منك، وإن سكت خفت عليك، وإن قول القائل لك: اتق الله خير لك من قوله لكم: إنكم أهل بيت مغفور لكم، كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: إذا بلغني عن عامل لي أنه ظلم فلم أغيره فأنا الظالم، يا أمير المؤمنين: وكان يوسف صلى الله عليه وسلم لا يشبع في زمن القحط حتى لا ينسى الجائع، وكان عمر يضرب بطنه عام الرمادة ويقول: قرقر أو لا تقرقر، والله لا ذاق عمر سمناً ولا سميناً حتى يخصب الناس، قال: فبكى المستضيء وتصدق بمال كثير، وأطلق المحابيس، وكسى خلقاً من الفقراء.
وللعلماء أمام العامة مسؤوليات تتعدى الإفتاء والفقه إلى التوجيه الاجتماعي، ونجتزأ هنا بشاهد واحد نقلاً من كتاب «تبليغ الأمانة في مضار الإسراف والتبرج والكهانة» لشيخنا عبد الحي الكتاني ـ رحمه الله تعالى ـ عن ابن الدباغ في «معالم الإيمان في تراجم رجال القيروان» 3/25: في ترجمته لشيخ عصره الشيخ أبي بكر بن محمد بن اللباد المتوفى سنة 333: «حكي أنْ شوَّر رجل ابنته بشوار ـ أي جهاز ـ كبير حسن عجيب، فعجب الناس، وحضر أبو بكر اللباد فانصرف الناس لمشاهدة الشوار، فقال له أبو بكر: لا أخلف الله عليك بخير: فقد أكمدت جارك، وأعقلت ابنته، وخالفت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد، فهذه معالم من هدي الإسلام وتاريخه المجيد تهيب بنا حاكماً ومحكوماً، أباً أو أماً، أو لداً وكل من كان في عنقه رعية يرعاها قلّت أو كثرت أن نتحمّل مسئولياتنا في الحياة، لنؤدي الذي في أعناقنا لهذا الدين وللناس. فقد أخبر الله تعالى في كتابه أننا لم نخلق لأنفسنا وإنما خلقنا لنكون أداة الخير الرباني لهذه الإنسانية جمعاء نقودها إلى المعروف ونقيم كلمة الحق فيها: ?كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله...?، وهناك مسؤولية ضخمة يشعر بها كل مسلم يتألم لها كل مؤمن، هي مسئوليتنا عن الإسلام عامة وبلاد الإسلام خاصَّة، مسئوليتنا عن فلسطين، وعمان واليمن والجنوب العربي وأفريقية السوداء، وفيها الملايين من المسلمين، تتوجه إلينا معشر العرب ليجدوا المسلم المنقذ والعربي الهادي المنجد يذكروننا بواجب الأخوة الإسلامية وأن نستشعر قول الرسول صلى الله عليه وسلم:« من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم».
من كتاب أيها المستمع الكريم
الأحاديث الإذاعية للشيخ عبد الفتاح أبو غدة

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين