كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف - أقبل الصيف فكيف يقضيه النشء
أقبل الصيف فكيف يقضيه النشء و الشبابالمسلم
كيف يستثمر الأبناء فراغالصيف؟
 
فكم من الساعات والأيام والسنين تضيع هباء في حياة هذه الأمة وخاصة في حياة نشئها وشبابهافي المقاهي والتسكع على جوانب الطرقات وانغماس في ضروب اللهو والرخاوة والتهتك، بلفي النوم والكسل والفوضى والثرثرة، وباختصار: قيما يضر ولا ينفع. وصدق رسول الله صلىالله عليه وسلم إذ يقول:
"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ"
إن حركةالزمن لا تتوقف لحظة واحدة آناء الليل وأطراف النهار والحاسب الزمني دائم الجري، سواءاستفدنا بالوقت أم لم نستفد، تنبهنا أم لم نتنبه، ونحن محاسبون على ما مر بنا منلحظات طالت أم كثرت فإن شغلناها بأعمال مفيدة مثمرة كانت لنا وإن أهملناها وسوَّدناهابسوء الأعمال كانت علينا.
وها قدانتهى العام الدراسي، وحصل أبناؤنا على الإجازة الصيفية التي تستمر على امتداد ثلاثةأشهر تقريبا فكيف يقضونها؟!!.
هل نضيععلى أبنائنا وبناتنا 25% عدد أيام السنة دون مردود ذهني أو بدني مفيد؟ هل نتركهم هكذا بلا اكتراث ودون تنظيم للوقت والاستفادة منه؟
إنناندعو إلى شغل أوقات فراغ النشء والشباب المسلم في كل نافع ومفيد، ونقترح أن يكونذلك من خلال الأنشطة التالية:
أولا:القران الكريم:
خير مانعلمه لأبنائنا هو القران الكريم، و{خيركم من تعلم القران وعلمه} فيمكن تحفيظالنشء قدراً معينا يومياً من القرآن الكريم بحيث يختلف هذا القدر باختلافالقدرة الذهنية على الحفظ والاستيعاب، فهي حتما تتباين من طفل إلى آخر ومن شاب إلىآخر.
فضلا عنذلك يتعين تدعيم حفظ القران بدراسة أحكام التلاوة حتى تكون القراءة صحيحة والحفظ سليماً، أما من يحفظون القرآن كله أو بعضه فعليهم الإعادة والتأكيد على ما يحفظون حتىلا يتسرب منهم، وفى الإعادة والاستزادة إفادة.
ويفضلأن يكون الحفظ من خلال المصحف المفسر الذي يتضمن على جانبه أو في هامشه شرحاً ميسراً  للكلمات الصعبة وتفسيراً موجزاً للمعنى الاجمالى والدروس والفهم، والفهم ييسِّر الحفظويحفره في الذاكرة.
كمايتعين حفظ مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة مع شرح مختصر لمعنى الحديث وما يهدفإليه، وبذلك يخرج الطفل والشاب المسلم مع انتهاء إجازة الصيف بحصيلة مناسبة منالقرآن الكريم كحفظ جزئين أو ثلاثة أجزاء أو أكثر أو أقل، وكذلك الأحاديث مثلالأربعين حديثا النبوية، ويكون الحفظ من خلال المساجد والأندية ونؤكد على الدور الهام للمتابعة من الأبوين في المنزل مع استخدامهما أسلوب الترغيب والوعد بالجوائز والوفاء بها.
ثانيا النشاط الثقافي:
لعل القراءة من أهم، بل هي أهم الأنشطة التي يجب التركيز عليها وتيسيرها والترغيب فيها.
فيمكنتخصيص قدر معقول من المصروف لشراء الكتب والمجلات المفيدة بحيث تكون نواة لمكتبةخاصة كما يمكن الاستعارة من مكتبات المساجد والأندية، وكذلك المكتبات العامة.
ويمكنمن خلال المساجد والأندية ومراكز الشباب وسائر التجمعات الشبابية عقد ندواتومحاضرات وحلقات نقاشية حول موضوعات مختلفة، يستضاف فيها المبرزون في هذه الموضوعات،وذلك للعمل على تلاقح الأفكار، ومن ثم تنقيتها من الدخيل أو الخبيث، ولكي يتعوَّدالشباب على سَعَة الأفق والحوار والشورى وتقدير الرأي الآخر.
ويمكن كذلك تنظيم مسابقات دينية وعلمية في صورة أبحاث أو أسئلة ورصد جوائز مادية مناسبةلها فضلا عن التقدير الأدبى الذي يمكن أن يتمثَّل في شهادة تقدير من الجهة المنظمة للمسابقة.
ثالثا النشاط الرياضي:
إن العقل السليم في الجسم السليم، والجسم الإنسانى في حاجة دائمة للرياضة والحركة التيتصون الصحة والعافية، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "المؤمن القوى خير وأحب إلىالله من المؤمن الضعيف وفى كل خير"
وعلى ذلك فإن النشاط الرياضي أمر ضروري لكل مسلم، ولاسيما النشء والشباب المسلم بدءاً من المشي والعدو والتمرينات الصباحية بعد صلاة الصبح أى قبل شروق الشمس، حيث أنها لها أثر طيب لمن واظب عليها مع استنشاق هواء نقى (بكر) لم يتلوث بعد.
ومن الرياضيات المطلوبة السباحة، حيث يقول عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه : علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل.
ويمكن ممارسة ألعاب القوى فبالإضافة للعدو هناك قفز الحواجز و السباق والمنافسة.وقد ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسابق أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها. فسابقها مرة فسبقها ثم تركها لتسبقه،فقال لها مداعبا:"هذه بتلك" 0
ومن ذلك:ألعاب القوه مثل الكرتيه - الجودو - الكنغ فو - الخماسي الحديث، وقد ورد أن النبيصلى الله عليه وسلم سارع أبا فضالة، وكان رجلا قوياً فصرعه ثلاث مرات، بيد أنه يجبالحرص على قواعد وأخلاقيات الرياضة وعدم المبالغة في الإيذاء خاصة مع ضمان الفوز.
ومن اللعبات الأخرى: اللعبات الجماعية مثل كرة القدم واليد والطائرة والتنس بنوعيهعلى ألا يطغى وقت ممارسة هذه الرياضات على الأنشطة الأخرى.
رابعا : النشاط الفني:
يمكن استغلال القدرات الفنية المختلفة لدى النشء المسلم، بحيث يتعيَّن تنميتها وثقلها وتشجيعها في مختلف المجالات المشروعة بشرط أن يتم ذلك في إطار الأخلاق السامية والتعاليم الدينية مثل: فن التمثيل المسرحي الذي يجب أن يهدف أساساً إلى إعلاء القيم والمبادئ العليا على أن يتضمَّن بعض المرح والفكاهة على ألا يصاحب ذلك أدنى إسفاف أوابتذال ممَّا يرتبط بفن التمثيل المسرحي الجاد الذي يفضل أن يكون باللغة العربيةالفصحى الميسرة.
 وكذلك تكوين جماعات للخطابة وفرق للإنشاد الديني والوطني، وكذلك يمكن تنظيم معارض من خلال الأندية ومراكز الشباب لأعمال الرسم والزخرفة والفنون التشكيلية الملتزمة التي تعمل على إبراز إبداع الله تعالى في الكون المثير، وتدبرصنائعه وخلائقه، وأيضا تنظيم معارض لبيع المشغولات اليدوية والفنية وأعمال الحياكة(التريكو ) وما شابهها والتي تتقنها الفتيات في مختلف المراحل السنية، وينبغي تشجيعالابتكارات في هذا الاتجاه.
خامسا: اللغة والكمبيوتر:
ينبغي الاهتمام بعقد دورات في اللغات الأجنبية، هذا مع التأكيد على إعطاء الأهمية والأولوية للغة العربية - لغة القرآن الكريم - كما يمكن تنظيم دورات في تعليم البرامج المختلفة للكمبيوتر والتدريب عليها كل مرحلة سنية بما يناسبها، ومما يساعد على القدرة على الاستيعاب وعدم تسرب الملل أن يتخلل ذلك نوع منالترفية والترويح والألعاب المسلية من خلال البرامج ذاتها، بحيث يجتمع التعليم مع الترفية كما يمكن تنظيم مسابقات لحفز هممهم، ويمكن لذلك في هذا الخصوص تعليم الخطالعربي بأنواعه المختلفة.
سادسا: السياحة والرحلات:
تستطيع مراكز الشباب والأندية تنظيم أفواج شبابية إلى مختلف المناطق المنتشرة في ربوع البلاد، حيث تعمل هذه الرحلات فضلا عن الترويح المباح على توسيع مدارك النشء واكتسابمعلومات ومعارف جديدة.
وبعد: فإنالحياة طاقة هائلة ممنوحة للإنسان، وصرف الوقت في العمل الطيب المثمر  يسمو بالفرد والمجتمع.أما الذين يهملون أوقاتهم فهم عالة على الحياة وعلى الناس، وضياع الوقت في اللهو والعبث والمجون هو تشويه لوجه الحياة الباسم لأن الوقت هو الحياة.
من موقع "الأزهر" باختصار وتصرف.
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين