عشرة مبادئ في التقريب والتعايش - دستور جامع لأهل القبلة
 
هذه مقالة ضافية مفيدة كتبها العلامة الفقيه محمد أبو زهرة في مجلة "لواء الإسلام" في العدد الثامن من السنة الثالثة عشرة: (1379ـ1959)،دعا فيها إلى وحدة المسلمين ، وحذَّر من الفتن والتفرق، ووضع دستوراً جامعاً لأهل القبلة، يجتمع عليه العلماء في المذاهب المختلفة ما بين سنيَّة وشيعية، ونحن في موقعنا إذ نؤكد على هذه المبادئ الجامعة بين أهل الإيمان، والتي نلحُّ عليها، وقد دأبنا من قبل في هذا الموقع إلى هذه الدعوة ، وقمنا بنشر رسالة الدكتور القرضاوي: "مبادئ في الحوار والتقريب بين المذاهب الإسلامية"، ثم قام موقعنا بنشر  محاضرة الدكتور عبد اللطيف الشيرازي الصباغ في الدعوة إلى كلمة سواء بين المذاهب الإسلامية ، وها نحن اليوم ننشر هذه الدراسة المهمة الملحَّة، في الوقت الذي يقوم فيه أعداء الإسلام بإذكاء النعرات الطائفية، وإثارة الفتن المذهبية، وما نشهده اليوم على الساحة العراقية من اقتتال دام، وحرب استئصال على الهُويَّة و انفجارات مدويّه وتعذيب وتشويه واشلاء متناثرة ، وهدم بيوت الله عزَّ وجل ، كل ذلك  يدعونا إلى الإلحاح على هذه الدعوة، وحشد الطاقات الفكرية والنفسية في رأب الصدع، وجمع الكلمة، وتأليف القلوب ، وإيجاد صيغة تفاهم بين المذاهب ، فإلى هذه المقالة الرائعة التي دبجتها يراع العلامة الشيخ محمد  أبو زهرة:
المشرف على الموقع
1ـ قال الله تعالى:{ إنما المؤمنون إخوةٌ فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون، يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قومٌ من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكُنَّ خيراً منهُنَّ، ولا تَلْمِزُوا أنفسكم، ولا تَنَابَزُوا بالألقاب، بئسَ الاسمُ الفسوقُ بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}.
ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخْذله ولا يُسلمه".
ويقول عليه السلام: " بحَسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه".
2ـ تلك نصوص القرآن المحكمة، وآياته البيِّنة ، وذلك قول النبيِّ صاحب الرسالة ومبلِّغ وحي الله تعالى إلى خلقه، وقد تحقَّقت تلك النصوص ،وطبَّقها المسلمون، والإسلام غضُّ الإهاب، واضح المعالم، بيِّنُ الأركان، لا يتبع أحد هواه ومن يتبع هواه يتبعه في خاصَّة نفسه ،لا في عموم الأمور، فلا زَيْغ ولا تأويل بغير الحق،ولا انحراف عن الهداية ولا دعوة إلى الغَواية، ولا شَطَط في القول ، ولا تنابز بألقاب الكفر والفسوق والعصيان.
ولكن سرعان ما جاءت الفتن تموج كموج البحر، وتتعاقب تعاقبها،وتثير سحاباً كثيفاً، حول الحقائق الإسلامية، وتغشى الإسلام بغواش من الظلم، ويتحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم :"وَيْل للعرب من شر قد اقترب".
وعندئذ وفي غمَّة هذه الفتن وجدت بين المسلمين نحل مختلفة وآراء متباينة، وصار الشحُّ مطاعاً، والهوى مُتَّبعاً،وابتلانا الله تعالى بما ابتلى به الأمم قبلنا، وصحَّ قول النبي صلى الله عليه وسلم فينا:" افترقت اليهود على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، إحداها الناجية".
3ـ ولا نريد أن نتكلَّم هنا في أسباب الافتراق، وكيف دخلت تلك الفتن الطخياء العمياء، ومن ارتكب كِبْرَها ، وبذر بذور الشرِّ التي أنبتتها، ولكن نقول: إنَّ الواقعة قد وقعت ، وفُتنت قلوب ، وانحرفت عقول ، واضْطربت الآراء، وتناحرت في الماضي،ولا تزال تطَّلع على طائفة من آثارها في الحاضر، فقد تغيَّرت أسماء المسلمين ما بين إسماعيلية واثنا عشرية وزيدية ودرزية، إلى آخر ما يظهر ومالا يظهر.
والآن نحن نريد الوحدة، ولابدَّ أن يكون للمسلمين عنوان واحد ، وإن اختلفت المذاهب في الفروع لا في الأصول، وقد دعوتُ إلى ذلك في بحوث مَحَّصْتُها، وفي كتب دوَّنتها، وفي رسائل أرسلتها.
الفرق بين الطائفية والمذهبية:
 وقلت: لا طائفية ،ولكن مذهبيَّة ،فالمذهبيَّة اختلاف فكري في الفروع ، والطائفيَّة تحيُّزٌ وتميُّز وتفرُّق ،والمذهبيَّة لا تورث ولا تنتقل، ولكن تختار اختياراً فكرياً ، فقد يكون ابن الحنفيُّ زيدياً ،وابن الزيدي شافعياً، كما يكون ابن المالكي شافعياً أو حنفياً أو حنبلياً.
أما الطائفية: فإنها على حسب المنطق الذي نراه الآن تُورَّث، وكأنها عرض من الكيان الشخصي فيرث ابنُ السُّنّي سنيَّته،وابن الجعفري جعفريَّته، كما يرثُ ملامح أبيه وقامته وخواصه العقليَّة في كثير من الأحيان.
4ـ دعونا إلى هذا وكرَّرنا ،وردَّدناه في المجالس والنوادي ،وما زلنا نكرره ونردِّده، ولم نتعرَّض لسلامة ما عند هذا، ولا سلامة آراء هذا المذهب، وتركنا كل مذهب لأهله، ولْيَخْتر كلُّ واحد ما يريد، ولكن وجدنا الآن أقوالاً تتردد، من أنه لسلامة الوحدة يجبُ أن يقرَّ السنيُّ ما عليه الشيعي، ويقول: إن التعبُّد على طريقته ليس فيها شيء، وذكر لنا رجل قال: إنه يدعو إلى الإسلام في أمريكا، ويذكر أنه قد هدى الله على يديه بعض الأمريكان، وأنه في سيبل إنشاء مسجد، ولا يعوقه عن الدعاية إلى الإسلام إلا رميه بالانحراف الديني لأنه شيعي إمامي، وقد تذاكرنا في هذا الموضوع في مجلس طويل الزمن، وانتهينا إلى أنَّ الوحدة العامة لا تكون بدولة واحدة، ولكن تكون أولاًَ: بإيمان جامع يقرُّ كل واحد منا تحت ظلِّه، كل ما عند الآخر ما دام في هذه الدائرة.
وقد رأينا وضع دستور يكون هو الدستور الجامع لأهل القبلة، ويكون من الواجب أن يكون التعبُّد في كلِّ مذهب ما دام تحت ظله جائزاً، ورأيت أن يجتمع جَمْعٌ من العلماء في المذاهب المختلفة ما بين سنية وشيعية، ويعلنوا في مشارق الأرض ومغاربها ذلك الدستور الإسلامي على أنه الصراط المستقيم، ولأننا نخشى أن تموت هذه الفكرة، نسارع فنعلن ما ينبغي أن يكون عليه الدستور، وهو الصراط المستقيم الذي نضرع إليه سبحانه أن يهدينا إلى سبيله ، وبعد تفكير عميق في مصادر الإسلام وموارده،وما عُلم من هذا الدين بالضرورة ،انتهينا إلى مبادئ عشرة : هي دعائم الإسلام ، والأمر الجامع بين أهل الإيمان.
5ـ وأولها: الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى واحد أحد، فردٌ صمد، ليس بوالد ولا ولد، وليس له كُفُواً أحد، ليس بجسم ولا جوهر ، ولا عرض، ولا يحل في أحد من عباده، وهو مُنزَّه عن الحوادث:{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
وهو سبحانه وتعالى مُتَّصف بكُلِّ ما وَصَف به نفسه، أو سمَّى به نفسه من أنه قادرٌ مريدٌ عالم جبار قهار غفار للذنوب رؤوف رحيم، وأن علمه أزلي قديم، وأنه باق، ولا يتغيَّر علمه ولا تتغير إرادته، تقدست ذاته عن الشبيه، ولا تبديل لكلماته ولا تغيير لإرادته، وهو على كل شيء قدير، وقد أحاط بكلِّ شيء علماً، وهو بكل شيء عليم.
وثانيها: أنَّ محمداً رسول الله تعالى وخاتم والنبيين، وبه خُتم الوحي ولا وحي بعده، وأنَّ الوحي انقطع بانتقال النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه ليس أحد من المسلمين في منزلة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأنَّ علم الشرع من الكتاب والسنة، فلا طريق للعمل غيرهما، ولا شرع في أمر يناقضهما، أن كل علم لا يُلتمس منهما، ولا يستند عليهما لا يصح أن يكون من علم الإسلام.
وثالثها: أن القرآن الكريم كتاب الله تعالى، ومعجزة النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وأنه هو الذي تواتر إلينا ، وهو الذي نقرؤه، وهو الذي يتَّفق مع العَرْضَة الأخيرة التي عَرَضَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم على جبريل الأمين، وأنه لم يَعْتره تغيير ولا تبديل، ولا زيادة ولا نقصان، وأن من يقول: إنه زِيدَ عليه أو نقص منه ليس من أهل القبلة، مهما تكن مكانته عند بعض المسلمين، وأنه لا يُوثَقُ به ، ولا تُقبل له رواية، ولا يعدُّ قوله في أيِّ باب ديني مستنداً يستند إليه، لأنه خلع الربقة، وفارق جماعة المؤمنين، وضل ضلالاً بعيداً، ولأنه طعن في أصل الدين ولب اليقين، وخالف كل جماعة المؤمنين ، وفيهم الطاهر سلالة الأطهار الإمام جعفر الصادق، فقد صرَّح بأن القرآن كله متواتر لم يحدث فيه نقص ولا زيادة، وأن من يقول ذلك يثير الشك في شرع الله وأحكامه.
ورابعها: أنَّ القرآن الكريم هو الصادق في الإخبار عن النبيين السابقين، وهو سجل معجزاتهم، وهو الجامع لشرائع الإسلام.
وإنه يجب الأخذ بأحكام القرآن كلها، فما أحلَّه أحللناه، وما حرَّمه حرَّمناه على أنفسنا، وقد وضع نظام الزواج والطلاق ورسم فيهما الحدود وبيَّن الحلال والحرام، وقال:{ تلك حدود الله فلا تعتدوها ، ومن يتعدَّ حدود الله فأولئك هم الظالمون}.
وقد حرم الخبائث ما ظهر منها وما بطن، وممَّا حرَّم اتِّخاذ الأخدان، ومنع أن تكون العلاقة بين الرجل والمرأة من قبيل اتِّخاذ الأخدان، فقال سبحانه:{ فانكحوهنَّ بإذن أهلهنَّ وآتوهنَّ أجورهنَّ بالمعروف مُحصناتٍ غير مُسافحاتٍ ولا مُتَّخداتِ أخْدان}.
وقد قال الله تعالى:{اليوم أُحل لكم الطيبات وطعامُ الذين أوتوا الكتاب حِلٌّ لكم، وطعامكم حلٌّ لهم، والمُحْصَنَات من المؤمنات، والمُحْصَنَات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهنَّ أجورهنَّ محصنين غير مسافحين ولا متَّخذي أخدان([1])}.
فتحريم الأخدان ثابت بالنصِّ القرآني سواء أكان باتفاق قولي ، أم كان باتفاق فعلي.
وخامسها: الأخذ بالسنة النبويَّة الصحيحة، سواء أكانت متواترة أو مشهورة، أم كانت أخبار آحاد، ولكلِّ واحد من هذه الأنواع مرتبته في الاستدلال، فلا يعارض خبر الآحاد السنة المتواترة ولا المشهورة، ويؤخذ بأخبار الآحاد في الأمور العلميَّة لا في شئون الاعتقاد، ويؤخذ بالمتواتر فيهما ، لأنها تفيد العلم.
والأخذ بالسنة أمرٌ مقرَّر في الإسلام مُجْمَعٌ عليه، فقد قال الله تعالى:{وما آتاكم الرسولُ فخذوهُ وما نهاكمْ عنهُ فانتهوا}، ويقول الله تعالى:{ من يُطع الرسولَ فقد أطاعَ الله}.
وإنَّ كل حديث ثبتت صحَّته،ولم يُعارض أصلاً من أصول الإسلام ، فإنه حُجَّة سواء روي عن طريق الأئمة آل البيت، أم رُوي عن طريق غيرهم، وإنه في هذا السبيل تتكوَّن لجنة علمية تعمل على جمع الأحاديث المتفق عليها في كتب السنة، وكتب فقهاء الشيعة، وتتَّخذ أصلاً من أصول الاجتماع، ويترك ما هو موضع الخلاف، لأهل كل مذهب أن يأخذ بمذهبه فيه.
والسادس: اعتبار المسلمين جميعاً عدولاً فيما بينهم، فكلُّ من هو من أهل القبلة فهو من أهل الإيمان، يُوثق به في القول وفي العمل، وفي الرواية، إلا أن يكون فاسقاً ، أو منكراً لأمرٍ عُلم من الإسلام بالضرورة، أو مدَّعياً التغيير والتبديل في القرآن الكريم، فإنه بذلك يخرج عن حدود الإسلام.
ولا يصحُّ أن يُرمى مسلم بالكفر والفسوق والعصيان ما دام مُتَّبعاً مقرَّرات الشرع، لا يخالف أمراً من أموره، ولقد قال صلى الله عليه وسلم :" لا يرمي رجلٌ رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه".
ويقول صلى الله عليه وسلم :" أيما رجل قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما".
ولا يصح لعن المسلم لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول فيما رواه مسلم:" إنَّ اللعانين لا يكونون شهداء يوم القيامة".
و سابعها: اعتبار أهل القبلة جميعاً من أهل النجاة، ما داموا يؤمنون بالله واليوم الآخر والكتاب والنبيين، ولا ينكرون أمراً من المقررات الإسلامية، والمرتكبون منهم يعاقبون بمقدار ما ارتكبوا إلا أن يتغمدهم الله بالغفران والتوبة.
و ثامنها: أن سبَّ المؤمنين لا يجوز ، فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:" سباب المسلم فسوق" ، وإنَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار، والذين أسلموا قبل صلح الحديبية ـ على الأقل ـ هم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ، فقد قال تعالى في الشهادة السرمديَّة لهم:{ لقد رضيَ اللهُ عن المؤمنين إذْ يُبايعونك تحت الشجرة ، فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً}.
وقد قال تعالى في الغنائم مُبيِّناً أوصاف المهاجرين والأنصار ، وما يجب على الأخلاف من بعدهم:{ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربَّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوفٌ رحيم}.
والتاسع: المسلمون جميعاً أمة واحدة ، كما قال تعالى:{ وإن هذه أمَّتكم أمة واحدة}، وأنهم تتكافأ دماؤهم، وهم جميعاً يد على سواهم، وأنه لا بد من لزوم جماعتهم، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ثلاث لا يغل عليهنَّ قلب مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة للمسلمين، ولزوم جماعتهم"، وقال تعالى:{ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم ، إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً، وكنتم على شفا حفرةٍ من النار فأنقذكم منها}.
وإن لزوم الجماعة الإسلامية يَقْتضي ألا توالي طائفة من المؤمنين أعداء الله ورسوله الذين عُرفوا بالمُمَالأة على المسلمين وتشريدهم في بقاع الأرض، لا يألوهم إلا خبالاً قد بدت البغضاء من أفواههم، ولقد قال تعالى:{لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يُوادُّون من حادَّ الله ورسوله}، وقال تعالى:{ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين. ومَنْ يفعل ذلك فليس من الله في شيءٍ إلا أن تتَّقوا منهم تُقَاةً ويُحَذِّرُكُمُ الله نفسه}.
وإنَّ لزوم الجماعة يقتضي التَّواصي بالحق،والتعاون على الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وعاشر هذه الأمور: ألا يتواكل المؤمنون، فيُبطئ أحدهم أو جماعة منهم منتظراً أن يكون العمل من غيره، بل ليعلم كل مؤمن أنه على ثغر من ثغور الإسلام لا يصح أن يُؤْتى الإسلام من جانبه ، فإنه إذا انتظرت كل جماعة ما تعمله الأخرى لم يعمل لنُصرة الإسلام أحد، بل ليشعر كل مؤمن أننا الآن نحن المسلمين في مَذْأبة من الأرض، قد صار التعاون فيها فرضُ عين لا فرض كفاية، والجهاد بالقول والعمل والدعوة فرضُ عين على كلِّ مسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم :" جاهدوا المشركين بأنفسكم وألسنتكم وأموالكم".
هذه مبادئ عشرة لو اتَّخذناها دستوراً لكانت الصراط المستقيم، وليتعبَّد من بعدها كل مُتَمَذْهبٍ على تفسير المذهب الذي يَخْتاره:{ اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالِّين}. آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
*     *     *


([1])         اتخاذ الأخدان هو ما يشبه ما نسميه في عصرنا اتخاذ الخلائل ، فيتفق الرجل مع امرأة على أن يعاشرها كما يعاشر زوجه ، ويعترف بمن يعقبه منها، ومنه المتعة التي حرمها النبي صلى الله عليه وسلم بالنص، وحرمها القرآن بالعموم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين