نصيحة من طالب علم صغير إلى عالم شهير

 

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
أكتب هذه الكلمات لأول مرة لأناقش عالماً أحترمه وأحترم علمه، وهو الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.أناقشه في مواقفه الحالية التي حيَّرت أولي الألباب.
وسأحاول الاختصار الشديد ، وأذكر بعض مغالطاته وتناقضاته، فأقول:
 
أولاً : إنه يدندن في الأوضاع الحالية على أنها فتنة ،ويستدل بأحاديث الفتن, ولكن الأمر الحالي ليس فتنة ، لأن الفتنة هي اختلاط الأمور وعدم معرفة الحق من الباطل ، والوضع الحالي ظاهر تماماً إنه صراع للمطالبة بأبسط حق لأي إنسان من مظلومين يريدون الخلاص من ظالمهم.
 
ثانياً: يستدل الدكتور البوطي بحديث ": (من قاتل تحت راية عمية فقُتِل فقتلته جاهلية)"
ويشرحه في خطبته الماضية 5/ 8 / 2011، وأقول: ما هذا الخلط هل الذين يخرج في المظاهرات السلمية     يقاتلون حتى ينطبق عليهم الحديث، إنهم يهتفون مطالبين بالحرية ، فلماذا لا يتركون على هتافهم ، أين هو قتالهم ، أين حملوا السيوف أو الأسلحة ومتى، حتى ينطبق عليهم الحديث.
 
ثالثاً:  كان سابقاً قد طلب إعطاء الفرصة للنظام للإصلاحات ، وذكر في اجتماع مع أرباب الشعائر الدينية أن الإصلاحات في كل الدول المتقدمة تأخذ وقتاً.
أقول : واعجباً !!! إطلاق سراح السجناء المظلومين يأخذ وقتاً.... كف أيدي الجهات الأمنية الظالمة يأخذ وقتاً.....   في الدول المتقدمة يوجد سجناء من أجل الرأي ؟!!.... في الدول المتقدمة يوجد مفقودون بالآلاف لايعلم مصيرهم؟!!!
في الدول المتقدمة يوجد إهانة لأبسط حقوق الانسان ؟!!!    .........  
 
رابعاًً: يدندن كثيراً حول برنار ليفي ، يا ترى هل الشعب المطحون الذي يخرج منادياً بحريته يعرف برنار ليفي أو اتفق معه ، إن هذا الشعب المسكين لم يسمع باسمه إلا من البوطي نفسه. إنه بريء من كل علاقة بهذا الرجل.
 
خامساً: قال في خطبته السابقة:   " أعود فأقول يا عباد الله من هو هذا العاقل الذي يعمد فيهدم داره وإن كانت داراً عتيقة تافهة، ثم يذكر أن يبحث عن مأوى آخر يأوي إليه؟ أي عاقل يفعل هذا؟!"
 
 
 
سبحان الله ما هذا الخداع  هل هذه الدولة دار , هل يشعر المواطن فيها بأيِّ سكن أو أمن ، ألا يعلم الجميع أن أي إنسان مهما كانت مرتبته يمكن أن يستدعى إلى جهاز المخابرات وينكل به دون أي تهمة واضحة.
هل هذه الدولة المتعفنة دار؟؟ وعلى فرض ذلك .. نعم كل عاقل يسعى لهدم داره المتداعية إذا لم تعد صالحة للسكن ليبني داراً أخرى صالحة.
 
سادساً: كثيرا ما ربط بين ما يحدث –على أنه مصيبة- وبين مسلسل " وما ملكت أيمانكم" على أنه الزندقة و.......
 
أقول: ألم يجد الزندقة إلا في هذا المسلسل ، إن إعلام بلاده مليء بالزندقة،
في كل البلاد العربية حتى العلمانية ينقل التلفاز خطبة الجمعة إلا في تلفازنا،
وينقل الأذان إلا في تلفازنا.
 
في يوم عرفة عام 1430 جميع القنوات- حتى قنوات العهر- تنقل وقائع يوم عرفة وأفتح قناة بلدنا لأجد نقلاً متواصلاً طويلا لقداس ماروني عند ضريح مارون بمناسبة حضور ميشيل عون – عدوهم اللدود سابقاً وحليفهم حالياً-   لهذا القداس.  مع تجاهل صارخ لمشاعر 90% من سكان سوريا المسلمين ،وانتظرت يومها كلمة من أي عالم من بلدي ولو بكل أشكال الأدب لإنكار هذا التجاهل الكبير لأعظم شعيرة إسلامية يهتم بنقلها حتى غير المسلمين ، فلم أجد. وما زلت أنتظر!!!
 
أما كان الأجدى بالدكتور الفاضل أن ينكر هذا قبل إنكاره لمسلسل وما ملكت أيمانكم
ألم يسمع سابقاً من دريد لحام وهو يقول في إحدى مسرحياته" خالد بن الوليد لما (احتل) دمشق"     بدل أن يقول " (فتح ) دمشق"
ألم يسمع على مدى عشرات السنين عن المسلسلات والأفلام التي فيها التشكيك بوجود الخالق والتي تبث من التلفزيون السوري؟!!!!!!!
 
سابعاً: وصف البوطي الذين اجتمعوا في مؤتمر الإنقاذ وغيره في الخارج بأنهم خليط من إسلاميين وعلمانيين وماركسيين...... وشنَّع عليهم ، وفي الوقت نفسه أثنى على مؤتمر الحوار الذي حدث داخل سوريا مع أن فيه علمانيين وماركسيين وغيره وقليل من إسلاميي السلطة ، فما الميزان الذي يشنِّع فيه على مؤتمر حوار ، ويثني فيه على آخر مثله!!!!!!!!!
 
وأنقل له أسئلة بعض أرباب العقول المتحيِّرين من مواقفه :
 
- لم يسمع أحد لا معارضة ولا متظاهرين ببرنار ليفي قبل شهر ونصف ؟
 
-         يقول: الذي يريد إسقاط النظام يريد إسقاط الإسلام، وفي خطبة أخرى يقول: إذا وجد بديل للنظام فلا حرج ولكن لا يوجد بديل ، أليس هذا  تناقض ؟
 
-  يقول في أول الأحداث عن شهداء درعا شهداء، وصلى عليهم صلاة الغائب ثم أصبحوا  يقاتلون تحت راية عمية بعد شهر ؟
 
 
-أهم سؤال  أوجِّهه للبوطي – الذي نقل الإجماع على عدم جواز الخروج على الحاكم مالم يظهر كفراً بواحاً- : أليست الحركة التصحيحية التي قادها الأسد  تعد خروجاً على  الحاكم المسلم ؟
 
-         لماذا لم يستجب حافظ الأسد لنداءات البوطي المتكررة من أجل إخراج الشيخ هاشم المجذوب  من السجن حتى خرج أخيراً بعد 22 عام في أقسى سجن عرفته البشرية، وقد كان على وشك الموت، فقالوا: نخرجه ليموت في بيت أهله  ! هل كان في إخراج الشيخ  فتنة ؟ !!
 
أقول لهذا العالم – الذي مازلنا نحترم علمه –: الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر عن المسلمين أنهم شهداء الله في أرضه ، أقول له : لقد صار شهادة الناس عليك والعلماء منهم لا تسر من يحبك، العلماء الثقات الذين كنت تجالسهم في واد وأنت في واد ،...... يكفيك إذلالاً من الناس أن تقرن مع الحسون ،  وأن يتأبطك وزير الأوقاف الماجن حيثما أراد ..........
 التزم بما تقوله عن أيام الفتن، والزم بيتك واملك عليك لسانك ، لأنني أخشى عليك أن تحاسب عن كل نقطة دم من طفل بريء قتل ظلماً أو عن شاب في عمر الزهور قتل بوحشية أو عذِّب في أقبية الظلمة ، .....
 أقول له :كف لسانك ، واعتزل الطغاة إذا لم تجد كلمة الحق سبيلها إلى لسانك.
 
كتبه : باحث شرعي وإمام وخطيب ومدرس
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين