نور الدين قرة علي
لا زلنا نذكر يوم هوجمت غزة من قبل الفريق الإسرائيلي كيف تحرك النجم الدولي أردوغان لمناصرة هذا الشعب المقهور هناك ، وكيف لمع نجمه وهو يركل الموقف الإسرائيلي ركلات ترجيحية صفق لها الجمهور الإسلامي في كل مكان ،
ثم كيف أتبعها هذا النجم بصد اللاعب الإسرائيلي في دافوس ، حتى خرج من الملعب احتجاجا على وحشية اللاعب الإسرائيلي ، فصفق الجمهور الإسلامي تصفيق الإعجاب والانبهار ، وتألق نجم فريق العدالة تألقا تقره كل المبادئ وكل القيم في هذا العالم المليء بالصراع ، والذي يحتفي جمهوره بمثل هذه الأهداف ،
ثم جاءت قضية التسلسل الرائع للباخرة الشهيرة ، التي استطاعت أن تخترق ملاعب الخصم رغم تساقط عديد من الشهداء من الجمهور والفريق المهاجم ، سجل فيها الحكم الدولي ضربات الجزاء على الفريق الإسرائيلي الأهوج ، ولا زالت الخصومة بين الفريقين على أشدها ، ولا زال فريق العدالة يمتنع عن دخول أي لعبة جديدة ، ومباراة سياسية عتيدة ، قبل عملية اعتذار يقدمها الفريق الإسرائيلي في الساحات السياسية ، كما يجتمع عديد من الخبراء من الفريقين لتحديد قياس هذا الاعتذار بالسنتيمترات التي ستتبدى على وجه هذا أو ذاك ،
ثم دخل الدوري السياسي الدولي في لعبة الثنائي ، التونسي ، والمصري ، ووقف فريق العدالة آنذاك مع الجمهور المصري ، يلوح لقائد الفرق المصري مبينا بأنه قد افتقد لياقته في اللعبة ، وعليه أن يغادر الساحة ليترك فريقه المصري يلعب بقيادة جديدة ، مذكرا إياه بقانون الحياة ودورتها ، وأن الشيخوخة وعدم اللياقة السياسية وضرورة الخروج من اللعبة سنة الله في خلقه ، ولا داعي للحزن على منصب أو قيادات ، وصفق الجمهور لهذا الخطاب تأثرا وإعجابا ،
ولما جاء دور اللعبة بين الفريق السوري وقيادته ، واحتجاج الجمهور السوري على هذه القيادة الظالمة ، وضرورة التغيير الذي تستلزمه الضرورات لنيل كاس الحرية والكرامة ، بعد تلكم الهزائم المتكررة في ملاعب العالم السياسية والاقتصادية والإنسانية ، ولما رأى العالم بأن نظام القيادة في سورية يصر على الاستمرار ، ولو بمجابهة كل فرد من أبناء شعبه ووطنه بكل وسائل الوحشية والعناد ، واستخدام كل أنواع السلاح البحري والجوي والبري ،
هنا رأينا النجم التركي يزمجر هاتفا في بداية الأمر مع فريقه بأنه لا يسمح على الإطلاق بوحشية التصرف على أرض الملاعب ، وضرورة التقيد بأنظمة اللعب في التعامل مع فريق الشعب بكل تحركاته وتظاهراته ، وأن هناك خطوطا حمراء لابد من ملاحظتها وعدم تجاوزها ، وخاصة مدينة حماه وما ماثلها ،وصفق جمهورنا كعادته للنجوم في تألق مواقفها ،
ولكن تعجبت الجماهير وهي تقارن بين خطاب نجوم العدالة لرئيس الفريق المصري وبين خطابها لرئيس النظام البعثي ، فقد باشرت هنا بالنصح والإرشاد وضرورة اللعب بهدوء واتزان ، وضرورة إصلاح الخطة في التحرك ومهاجمة اللاعبين ، وأن في العمر فرصة لدى رئيس الفريق السوري من حيث شبابه وطول رقبته في التطلع نحو مستقبل مشرق ، فيختلف كثيرا عن شيخوخة رئيس الفريق المصري ،الذي يستدعي من نجم العدالة أن يذكره بالآخرة أكثر من أن يوصيه بحكمة القيادة لشعبه ،
وأخيرا ولا حاجة لإطالة الأبحاث في أوقات تتسارع فيها الأحداث ،
هاهي الجماهير الإسلامية اليوم تلاحظ كيف تخبو نجوم العدالة وهي تحاول اليوم أن تشجع فريق النظام السوري على المضي في الإصلاح كما يريد ، وتتجمع الأخبار من هنا وهناك ، بأنها توسلت وتوسطت لدى الفرق الدولية في الدور العالمي أن تمنحه فرصة الأسبوع والأسبوعين ولعله الشهر والشهرين لاستكمال مخططه في تدمير ملاعبه وقتل شعبه ،
وها هي اللاذقية بدل حماه التي زارها النجم أوغلو ، تمثل الأهداف الجديدة لفريق القتل وتجعل ملاعبها أشباحا ، كل ها ليحظى بدور متناسق مع بقية الفرق الدولية في لعبة الأمم الخطيرة ، التي يتتوج فيها الفريق الإسرائيلي بطلا للدوري الجديد ويكون عرّابه نجوم العدالة ، أو ما شابههم من أرباب اللعبة الجديدة ،
وها هو الجمهور العربي والإسلامي الذي صفق لنجوم العدالة يدير ظهره اليوم ، ويتفرق مستشعرا الخيبة من هذه الفرق التي تقتسم الحظوظ في - فيفا السياسة – على حساب العدالة والحرية والتنمية والبناء .
واستيقظت من النوم فسامحوني ، فكلها أضغاث أحلام ممن لم يتكلم في السياسة في يوم من الأيام ... بقلم الشيخ نور الدين قرة علي
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول