شكر وتحية من رابطة العلماء السوريين إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر
 نعم ... لقد صبرت مؤسسة الأزهر الشريف وصابرت،
صبرت طويلا على هذا الظلم القاتل ، كما صبر العالم كله ، بما فيه دول العالم الحر ... منذ خمسة شهور وشلال الدم يجري دفاقا وبغزارة على أرض سورية الحبيبة، وعلى مسمع العالم ومرآه ، موثقا بكل وسائل الإعلام الحديثة ، معروضا في كل القنوات الفضائية : جثثٌ تشوه ، وجرحى مقيدي الأيدي والأرجل، يُضربون ويُركلون ، وبيوت تُهدَم ، ومساجد تُدَمّر ، ومدن تحاصر ، ومستشفيات تُعطّل ، وكهرباء وماء واتصالات تُقطع ، وغذاء ودواء وحليب أطفال يمنع ، وشعب يشرد ، وأطفال تعذب ، وحرائر تغتصب ، ونساء تُرمّل ، وأبرار في غياهب السجون في عالم المفقودين ... كل ذلك كان تحت سمع العالم وبصره ... !! وسكت العالمُ! وصمتت الدول الكبرى من أجل إسرائيل! ولأن هذا النظام يحمي إسرائيل ، ويضمن استقرارها كما صرح بذلك وبكل وقاحة لص النظام وسارق الشعب رامي مخلوف ، فقال الشعب السوري الجريح مخاطبا العالم : (صمْتُكم يقتلنا) ، كل ذلك يجري على يد جيش الشعب ، وأجهزة أمن النظام ، وشبيحة المجرم الطاغوت ... يواجهون شعباً أعزل ، وليس له مطلب إلا الحرية والعدالة والكرامة ، يمارس حقه المشروع في مظاهرات سلمية حضارية ، ويكون عقابه أن يُسلَّط عليه الجيش بكل آلاته العسكرية الجهنمية ، وبكل قدراته على القمع والقتل ، هذا الجيش الذي دفع الشعب قيمة سلاحه ، وقيمة معداته ، ليواجه بها إسرائيل ! يُسحَب من أرض المعركة ، ومن ميدان المواجهة مع العدو ، ليواجه الشعب الأعزل ، وليمارس كل ألوان القوة المفرطة ، المدججة بكل الأسلحة الثقيلة ..
               نعم ...يا فضيلة الإمام الأكبر ، لقد صبرتم طويلا ، كما صبر العالم طويلا على جرائم هذا النظام المعلنة ، والتي تتحدى القانون الدولي ، والشرائع الإنسانية ، والمواثيق الدولية،  وقد قلتَ بحق : الأمر جاوز الحد ، ولا بد من إنهاء هذه المأساة ، ثم وقرّرت بحق : الأزهر يشعر بأن من حق الشعب السوري على المؤسسة الأزهرية العالمية أن يَنتصر له.
               ولقد تذكر ونذكر يا فضيلة شيخنا الجليل أنك حين أطلقت تصريحك الأول في الشأن السوري أرسل لك وزير الأوقاف رسالة تحكي وقاحته وقلة أدبه مستنكراً تدخلك في القضية السورية.
               شكراً لك فضيلة شيخنا الجليل باسم رابطة العلماء السوريين، مؤملين أن تتابعوا باهتمام ومسؤولية تطورات الأحداث على أرض الشام المباركة ، ولتعلنوا من خلال منصبكم العالمي ما يجب على المسلمين وقادتهم وحكامهم من مواقف وقرارات في إنقاذ الشعب السوري من براثن هذا النظام الطائفي العلماني المتغطرس الظالم ، و لعلكم تحثون منظمة التعاون الإسلامي على ضرورة عقد مؤتمر سريع للدول الإسلامية وعلى مستوى القمة، يبحثون فيه سبل إنقاذ سورية ، ووسائل دعم الشعب السوري المظلوم .
وختاماً فلكم أحر تحيات إخوانكم العلماء في رابطة العلماء السوريين .
الخميس 11 رمضان 1432هـ   الموافق 11 آب 2011م
 
 الأمين العام لرابطة العلماء السوريي
       محمد فاروق البطل

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين