الشبان ورمضان - دور الشباب في رمضان
الشَّبَابُ وَرَمَضَان
 
 
الحمد لله الذي أكرمنا ببلوغ شهر رمضان والصلاة والسلام على النبي الكريم الذي بشَّرنا بباب الريَّان، ورضي الله عن الصحابة الذين عظموا هذا الشهر وأحسنوا العمل فيه، وعلى من سار على هديهم إلى يوم الدين.
أيها الشباب ذكوراً وإناثاً،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لن أسرد ما ورد في رمضان من عظيم الأجر والثواب، ولن أنقل قصص وأحوال الصالحين مع رمضان، إنما أكتفي بلفت انتباه الشباب إلى دورهم في رمضان.
الشباب أعظم قلاع الإسلام وأشد حصونه مَتانةً وصَلابة. وهذا بكل أسف ما فطن له الأعداء ونسيه وغفل عنه الأحبَّاء. ومن هنا يوم وجَّه أعداء الإسلام الضربات القاسية وجّهوها إلى المقتل، فكانت أهدافهم شباب الأمة ذكوراً وإناثًا. وصرنا اليوم أمام مَشْهد لم يكن مألوفاً.
الشباب بالأمس لم يتجاوز عمره السادسة عشرة يقود الجيوش ويقدِّم الرأي والمشورة ويدير البيوت والمدن والمؤسسات، والشباب اليوم صرعى الأفلام والمسلسلات، والخمول والتقليد الأعمى، والعشق والهيام، وفي كثير من الأحيان الفوضى والضياع.
أيها الشباب: رمضان شهر التغيير الفعَّال، فكما أنه يغيِّر أوقات النوم والوجبات فإنه يغير الأنفس والأفكار .
نعم التغيير علامة الأحياء، وأقدر الناس على التغيير هم الشباب، وإن كنا في كل زمان بحاجة إلى التغيير فإننا في هذا الزمن أحوج ما نكون إليه، وإن كان التغيير مقدورًا عليه بإذن الله فإن الله قضى أن يكون لنا دور بارزاً فقال: ?إن الله لا يغيِّر ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم?.
أيها الشباب: للتغيير أركان ثلاثة هي: الرغبة، المعرفة، والتطبيق.
خذوا قلماً وورقة وتأملوا بأنفسكم وواقعكم واكتبوا عاداتٍ وتقاليدَ وأعمالاً تودون تغييرها واذكروا الأعمال والعادات التي ترغبون باكتسابها والتزود بها، وابحثوا عن المعلومات المفيدة والمعينة للتغيير إلى ما تَصْبُون إليه وبعدها ابدؤا بـ "بسم الله".
أيها الشباب: أنتم الأكثر أجراً لأنكم الأكثر فعلاً فبإمكانكم الانحطاط والهبوط واقتراف كل خسيس ورذيل فإن تركتم ذلك لله أُجرتم عليه. كما أن بإمكانكم فعل الأمور الشاقة الصعبة وحُفَّت الجنةُ بالمَكاره، فسارعوا إلى كل خير، وفي الحديث "عن شبابه فيما أبلاه".
أيها الشباب: اعملوا فأعيننا شاخصة إليكم وآمالنا معقودة عليكم، أَرُوا اللهَ منكم ما يحب وكونوا أحبةَ رسول الله r، شبابًا آمنوا به ولم يَرَوه يقتفون أثره ويعملون لنصرة دينه.
تعلموا واعملوا وابحثوا واصبروا ولكم الفوز في الدنيا والآخرة بإذن الله.
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين