البشير في حال انفصال الجنوب : الشريعة مصدر التشريع الرئيسي
 
أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير الأحد (19/12/2010) أنه سيتم تعديل الدستور، وستكون الشريعة المصدر الرئيسي للتشريع، في حال انفصال الجنوب في الاستفتاء المقرر الشهر القادم.

وقال البشير في خطاب ألقاه بمدينة القضارف شرقي السودان «إذا اختار الجنوب الانفصال فسيعدل دستور السودان، وعندها لن يكون هناك مجال للحديث عن تنوّع عرقي وثقافي، وسيكون الإسلام الدين الرسمي والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع». وأكد أن «اللغة الرسمية للدولة ستكون اللغة العربية».

يشار إلى أنه بعد توقيع اتفاق السلام الشامل الذي وضع حداً للحرب الأهلية في البلاد عام 2005، أصدر البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان دستوراً مؤقتاً ينتهي العمل به في تموز 2011.

ويعترف هذا الدستور المؤقت، المستند إلى الشريعة الإسلامية والتوافق الشعبي، بالتنوع العرقي والثقافي والديني في السودان، كما جعل الإنكليزية لغة رسمية إلى جانب العربية.

كما قلل الرئيس السوداني في خطابه من أهمية فقد الشمال للنفط في حال الانفصال، وأضاف أن بترول الشمال سيكون أكثر من بترول الجنوب وأطول عمراً.

واعتبر أن الجنوب قطعة من جسم السودان «لكن انفصاله لن يكون نهاية الدنيا»، مشيراً إلى أن السودانيين كانوا «عايشين» قبل بترول الجنوب، وبالتالي لن يضرّهم ذهاب البترول. وأكد وجود اكتشافات جديدة للبترول في شمال البلاد وغربها وشرقها «بكميات كبيرة وواعدة».
ودافع البشير عن رجال شرطة أظهرهم تسجيل على موقع يوتيوب على الإنترنت وهم يجلدون امرأة، وقال إنه «لن يجري تحقيق في حالة جلدها وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية».
جنوبيون مع وحدة السودان
يعتبر قطاع الشمال في الحركة الشعبية لتحرير السودان نفسه جسر تواصل بين الشمال والجنوب، وقد لعب دوراً فاعلاً في تعريف أفكار الحركة للشماليين.
وقد تنامت الشعبية كتنظيم سياسي في الشمال بطرحها شعار التغيير في فترة ركود سياسي جعلت كثيراً من السودانيين يتدافعون بحماس للانخراط بصفوفها.
لكن سرعان ما تراجع هذا الحماس في أعقاب انسحاب الحركة من انتخابات الشمال، وتوجهها جنوبا وتخليها عن الشمال وعن منسوبيها من الشماليين إضافة إلى علوّ صوت الانفصاليين داخلها.
وأقر القيادي بقطاع الشمال د. محمد يوسف أحمد مصطفى بأن بعض عناصر الحركة الشماليين سيصيبهم الإحباط وخيبة الأمل للتوجه الانفصالي لزملائهم الجنوبيين في الحركة «وهذا ما لم يتوقعوه من زملائهم» وقال إنهم سلكوا مسلكاً مضراً بالعمل العام في الجنوب والشمال.
ولكنه عبر عن «إيمانه القوي» بأن الجنوبيين ما زالوا يؤمنون بمشروع السودان الجديد «في الوطن الموحد» واتهم من سمّاهم بالغوغائية «الذين سيطروا على الحركة الشعبية وأصبحوا غلبة وتعالت أصواتهم علي الوحدويين» بجرّ جنوب السودان نحو الانفصال.
ولكن يوسف راهن على استراتيجية تهدف لطرح الوحدة مستقبلاً كمشروع يمكن أن يعيد الجنوب إذا انفصل إلى شماله، لتحقيق وحدة قال إنها يجب أن تكون على أسس جديدة وليست «وحدة عاطفية».
وأشار إلى أن انكفاء زملائهم الجنوبيين جنوباً لا يعني التخلي عن الشعبية «كفكر ومبدأ وعقيدة» وأضاف أن أطروحات الحركة ستظل موجودة لمتابعة النضال باعتبارها نصيرة المهمّشين وأن قضايا التهميش «لم تحسم بعد».

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين