أكثر ما تطلبه المرأة من زوجها

محمد رشيد العويد

 

أكثر ما تطلبه المرأة من زوجها : تقديره لها ، وشكره لما تقوم به ، وامتنانه لما تبذله من وقت وجهد .
ولا يهمها الأسلوب الذي يعبر به الرجل عن ذاك التقدير أو الشكر أو الامتنان ، سواء عبّر عنه بهدية يشتريها لها ، أو نزهة يصطحبها فيها ، أو وردة يقدمها إليها ، أو حتى كلمات قليلات يتحرك بها لسانه . المهم أن تشعر المرأة أن زوجها لا يبخسها أعمالها ، وتضحياتها ، وجهودها .
واليوم اتصلت بي الأخت الفاضلة أم عامر السيف ، ونقلت طلباً من زوجة تقول : أنتم توصون الأزواج بأن يقدروا زوجاتهم فنرجوكم أن تستمروا في هذه التوصية ، وتكرروها مراراً ، لأن الرجال يحتاجون إلى تذكيركم الدائم لهم ، ولا ينفع معهم حديث أو حديثان .. بل لا بد من مواصلة سرد القصص والأمثلة والحكايات ، وعرض كلام الزوجات عن المشاعر الجميلة التي تملأ نفوسهن وقلوبهن حين يسمعن كلمة ثناء أو عبارة شكر ، أو يرين نظرة امتنان في عين الزوج .
وفي المقابل فإنه لا يحطم المرأة ، ويدمر أحاسيسها ، ويقتل همتها ، ويبدد طاقتها .. مثل التجاهل الذي يقابل به زوجها ما تقوم به من أعمال وما تقدمه من تضحيات .
ولقد شبهت الأخت الفاضلة أم عامر حاجة المرأة إلى التقدير بحاجة النبتة إلى الماء ؛ فهي حاجة دائمة لا تنقطع ، ولا يكفيها أن تسقيها مرة أو مرتين .. بل هي تحتاج إلى الماء كل يوم .. ولو إلى قدر قليل منه .
وخلال الأسبوع الماضي كان من بين الزوجات اللواتي اتصلن بي زوجة كانت تشتكي من أن زوجها لم يُسمعها منذ أن تزوجها أي كلام طيب . سألتها : كم مضى على زواجك منه . قالت : قريباً من عشرين سنة . قلت لها : أمتأكدة من أنك لم تسمعي منه كلمة طيبة طوال هذه السنوات العشرين .. حاولي أن تتذكري ؟ ردت على الفور : بل قد سمعت ، سمعت كلمة واحدة مازلت أذكرها . قلت : ما هي ؟ . قالت : اتصلت بزوجي مرة فقال لي (( هلا بالغالية )) .
أضافت : والله لم أنم ليلتها . ملأت نفسي مشاعر فرح اختلطت بمشاعر دهشة بمشاعر نشوة .
سألتها : ولم تسمعي منه غيرها ؟
أجابت : والله ما سمعت منه غيرها !!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين