من مواقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد فيا عباد الله:

موقف من شخصية الفاروق سيدنا عمر رضي الله عنه سجَّله التاريخ له, أسوقه لكم ليكون نبراساً لنا, وليأخذ كل واحد منا حظه من هذا الموقف, وخاصة وقد ورد في الحديث الشريف: (عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْهَادِينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ) رواه الترمذي عَنْ أَبِي نَجِيحٍ الْعِرْباضِ بْنِ سَارِيَة رضي اللَّه عنه.

أسوق هذا الموقف لمن أراد أن يسير سير الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه, لمن كان حريصاً على رضا الله تعالى, لمن أراد أن يلحقه الله تعالى بالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين قال فيهم مولانا عز وجل: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}. لمن أراد أن يُحشر مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقاً.

من خاف الموت خشي الفوت:

أيها الإخوة الكرام: مرَّ سيدنا عمر رضي الله عنه أيام خلافته على السيدة خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها والناس معه على حمار فاستوقفته طويلاً ووعظته وقالت: (هيهاً يا عمر, عهدتك وأنت تسمى عميراً في سوق عكاظ تروِّع الصبيان بعصاك, فلم تذهب الأيام حتى سُمِّيت عمر, ثم لم تذهب الأيام حتى سُمِّيت أمير المؤمنين! فاتق الله في الرعية, واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد, ومن خاف الموت خشي الفوت)، وهو واقف يسمع كلامها.

فقال له رجل: يا أمير المؤمنين حبست الناس على هذه العجوز؟ فقال: ويلك تدري من هي؟ هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات, هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل الله فيها: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله}. [المجادلة: 1]. والله لو أنها وقفت إلى الليل ما فارقتها إلا للصلاة ثم أرجع إليها.

فقال لها رجل: قد أكثرتِ أيتها المرأة على أمير المؤمنين. فقال عمر: دعها, أما تعرفها؟ فهذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات, فعمر والله أحقُّ أن يسمع لها.

أوردها الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب, والحافظ ابن حجر في الإصابة.

الفوائد من هذا الموقف:

أيها الإخوة الكرام: هذا موقف سجَّله التاريخ لسيدنا عمر رضي الله عنه, وهو محفوظ له عند الله تعالى القائل: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين}.

هذا أثر من آثار سيدنا عمر رضي الله عنه يستفيد منه كل عاقل وعلى كل مستويات الناس, يستفيد منه الحاكم والمحكوم, القوي والضعيف, وخاصة من كان حريصاً على آخرته.

الفائدة الأولى هي خُلُقُ التواضع:

أيها الإخوة الكرام: الفائدة الأولى التي نستفيدها من هذا الموقف هي خلق التواضع الذي نحن بأمسِّ الحاجة إليه, لأن صفة الاستكبار ليست من شأن العقلاء, بأي شيء يتكبَّر الإنسان؟ النعمة التي يتكبَّر بها الإنسان هي نعمة مؤقتة إلى الزوال نهايتُها, وهذه النعمة مصدرها الله تعالى, فجدير بالإنسان أن يستحي من الله تعالى فلا يترفع على أحد من الخلق.

سيدنا عمر رضي الله عنه مع جلالة قدره وعلوِّ منزلته كان يركب الحمار, ويوقفه الصغير والكبير, الرجال والنساء وهو أمير المؤمنين, وهو المبشَّر بالجنة, وهو الذي جعل الله الحق في قلبه وعلى لسانه, وهو الذي إذا رآه الشيطان سالكاً فجاً سلك فجاً غيره.

قال صلى الله عليه وسلم: (أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ, وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ, وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ, وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ...) رواه أحمد وأبو داود والترمذي.

وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ) رواه أحمد والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وقال صلى الله عليه وسلم: (إِيهًا يَا بْنَ الْخَطَّابِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ إِلا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ) رواه البخاري ومسلم.

مع علوِّ قدره, ركب الحمار, ووقف مع هذه المرأة العجوز يسمع لقولها, فأين نحن من هذا الخلق السامي؟

ثانياً: أن يكون لك ناصحٌ مذكِّر:

الفائدة الثانية التي نستفيدها من هذا الموقف هي البحث عن الأخ الناصح المذكِّر لنا إن شردنا أو إن نسينا أو وقعنا في الخطأ.

ليسأل كل واحد منا نفسه: هل له ناصح مذكِّر له؟ هل يجترئ أحد على نصحه؟ لأن عنوان سعادتك أن تجد ناصحاً لك ومذكِّراً بدون خوف منك, ومن حُرِمَ الناصح لا قدَّر الله تعالى فهذا عنوان شقاوته في الدنيا والآخرة إذا لم يتدارك نفسه لا قدَّر الله تعالى.

ابحث عن الأخ الناصح الذي يخلِّصك من عيوبك, ورحم الله تعالى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان يقول: رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي. رواه الدارمي.

فإن وجدت الناصح لك فكن حريصاً عليه, ولا تكن حريصاً على المادح, لأن المادح يقصم الظهر من حيث يدري ومن حيث لا يدري.

داؤنا اليوم المدح الممزوج بالكذب والنفاق, ودواؤنا النصح لبعضنا البعض, وأن لا تأخذنا في الله لومة لائمة, وقد جاء في الحديث عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: لله وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ) رواه مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه.

فمن كان حريصاً على دينه ودنياه وآخرته فليبحث عن الناصح وليلقِ له السمع, هذا خير له من المدح الذي يقصم الظهور.

هذا سيدنا عمر رضي الله عنه مع شدة قربه من الله تعالى, ومع وقوفه عند حدود الله تعالى, ومع التزامه بكتاب الله وهدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, تذكِّره هذه المرأة العجوز رضي الله عنها, وتقول له: اتق الله يا عمر.

وهو التقي رضي الله عنه, وهذا من باب قول الله تعالى لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ}. وهو صلى الله عليه وسلم سيد الأتقياء.

سل نفسك ولأسأل نفسي: هل يجترئ أحد أن يقول لواحد منا: اتق الله, وخاصة إذا رآه مقيماً على معصية الله عز وجل؟ أم يخشى بعضنا البعض لأنه قد تأخذ البعض العزَّة بالإثم, كما قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَاد}.

اللهم لا تحرمنا الأخ الناصح الشفوق الرحيم يا رب العالمين.

ثالثاً: أن تكون حريصاً على وقتك:

أيها الإخوة الكرام: الفائدة الثالثة التي تستفيدها من هذا الموقف هي حرصنا على الوقت, لأن الوقت كالإناء الذي نجعل فيه زادنا إلى الآخرة.

من منا حريص على وقته؟ من منا حريص على أنفاس عمره ألا تمر عليه لحظة إلا وهو في طاعة الله عز وجل؟ لأن هذا العمر سوف نسأل عنه يوم القيامة كما جاء في الحديث الشريف: (لا تَزُولُ قَدمَا عبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيم فَعَلَ فِيهِ، وعَنْ مالِهِ منْ أَيْنَ اكْتَسبهُ، وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَن جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاهُ). رواه الترمذي عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه.

أنفاس العمر جوهرة لا عوض عنها, وهي أنفاس معدودة ولا بدَّ للمعدود من نهاية, فهل نستغلُّ هذا العمر في طاعة الله عز وجل قبل أن يفوت الأوان, وأن نكون ممن اغتنم هذا العمر في الإقبال على الله تعالى, وذلك من خلال نصح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) رواه الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما.

اعتقادنا جميعاً بأن الموت يعمُّنا ولكن أين الحريص على وقته؟

أين الذي يستغل هذا الوقت قبل حلول الأجل المخفي عنا؟ أين الذي يسابق بالخيرات؟ أين الذي يسمع قول الله تعالى في الحديث القدسي: (إِنَّ اللَّه تعالى قال: ما تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْت عليْهِ, وما يَزالُ عبدي يتقرَّبُ إِلى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه) رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه؟

أين الذي أيقن الموت فتدارك نفسه بكثرة الطاعات قبل الموت؟ ألم يخبرنا ربنا عز وجل بقوله عن هذا العبد الذي ضيَّع وقته بدون فائدة بقوله عنه: {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُون * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون}؟

رحم الله تعالى الإمام الحسن البصري رضي الله عنه الذي كان يقول: ما رأيت يقيناً أشبه بالشك من يقين الناس بالموت.

لنغتنم الوقت إذا أيقنَّا الموت بالعمل الذي يبيِّض الوجه يوم القيامة, لأن أعمالنا محصيَّة علينا ويوم القيامة سوف نجدها.

لذلك ذكَّرت السيدة خولة رضي الله عنها سيدنا عمر بهذه الحقيقة فقالت له: من خاف الموت خشي الفوت, وهو رضي الله عنه حريص كلَّ الحرص على وقته في ازدياد القرب من الله تعالى, ووالله نحن بأمسِّ الحاجة إلى من يذكِّرنا بذلك أكثر من حاجة سيدنا عمر رضي الله عنه إلى ذلك.

كما قال تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَاد}.

أمر آخر أيها الإخوة الكرام: من خاف الوعيد قرب عليه البعيد, وهذا من كلام السيدة خولة رضي الله عنها لسيدنا عمر رضي الله عنه.

نعم من أيقن أنه سيحاسب يوم القيامة خاف العذاب إن عصى الله تعالى, كما قال تعالى في كتابه العظيم مخبراً عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: {قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم}.

لأن يوم القيامة ينتظرنا للعرض والحساب, كما قال تعالى: {وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ}. فلا بدَّ من الحساب, ومن أيقن الحساب خاف الوقوع في المخالفة حتى لا يقع في العذاب يوم القيامة.

كلُّنا على يقين بأننا سنحاسب يوم القيامة, ولكنَّ العجيب فينا وقوعنا في المخالفات مع اليقين بالحساب يوم القيامة.

أيها الإخوة الكرام: كلما زاد الإيمان كلما كثرت الطاعات وقلَّت المعاصي والمنكرات, كما جاء في الحديث الشريف: (لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ, وَلا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ, وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ, وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

أيها الإخوة: ما أجمل هذا النصح من هذه المرأة العجوز رضي الله عنها لهذا الأمير المحبوب الحاضر مع الله تعالى: من خاف الوعيد قرب عليه البعيد, ومن خاف الموت خشي الفوت, وإننا والله بحاجة إلى هذا التذكير أكثر من سيدنا عمر رضي الله عنه.

رابعاً: احذر من أن يشكوك أحد إلى الله تعالى:

أيها الإخوة الكرام: الفائدة الأخيرة التي نستفيدها من هذا الموقف هي الحذر من أن يشكونا أحد إلى الله تعالى, لأن سيدنا عمر رضي الله عنه قال لأصحابه: أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر؟

ما هو قول هذه السيدة الجليلة وما هي شكايتها إلى الله تعالى؟ لقد ذكرها ربنا عز وجل في القرآن الكريم: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِير}.

أيها الإخوة الكرام : ليكن كل واحد منا على حذر من الوقوع في الظلم وخاصة في ظلم المرأة, لأن الظلم ظلمات يوم القيامة.

لقد كثر الظلم في المجتمع وخاصة للنساء, من كثرة الطلاق لهنَّ, وأكل ميراثهنَّ إلا من رحم الله تعالى, وصور الظلم كثيرة وكثيرة جداً, وعين الظالم تنام ولكن عين المظلوم ساهرة تدعو الله عز وجل على من ظلمها.

نسي الظالم بأن الله تعالى هو رب الجميع, ويسمع كلام الجميع, يسمع للرجال وللنساء, يسمع صوت كل داع وشاكٍ, وهو الذي أقسم بنصرة المظلوم: (وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ) رواه الترمذي عن أبي هريرة.

أيها الإخوة الكرام: أسأل الله تعالى لي ولكم خلق التواضع, وأن يهيئ لي ولكم الأخَ الناصحَ الشفوق الرحيم فينا, الذي يذكِّرنا بالله تعالى, وأن لا يحرمنا منه ما دامت أرواحنا في أجسادنا, وأن يوفِّقنا لاغتنام أوقاتنا في طاعة الله عز وجل بامتثال أمره واجتناب نهيه, كما أسأله تعالى أن يجنِّبنا الظلم لأنفسنا والظلم لغيرنا, إنه أكرم مسؤول.

أقول هذا القول وكل منا يستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

نشرت 2010 وأعيد نشرها 6/2/2021

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين