أين نحن من حقوق الأخوة؟

الكل يتحدث عن الأخوة الإيمانية في أحاديثهم؛ ولكن كم نسبة الذين أدوا عملياً حقوق هذه الأخوة على الأقل لمن حوله؟

أعتقد لو كل متكلم قام بدوره لأوجدنا مجتمعاً متكافلا على غرار مجتمع الصحابة رضي الله عنهم، ولكنا خير خلف للجيل القرآني الأول.

إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: « في كل كبد رطبة أجر »، بالنسبة للحيوانات فما بالك بالبشر؟

يقول الشيخ الغزالي رحمه الله:

رحم الله السلف كانوا يتفقدون إخوانهم فيسألون عن آخرتهم خوفاً عليهم من ضياع الإيمان، ويسألون عن دنياهم خوفاً عليهم من العوز وهم بين الأحباب والإخوان.

كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول:

أربعة لا أقدر على مكافأتهم

1- رجل بدأني بالسلام.

2 - ورجل وسع لي في المجلس.

3 - ورجل اغبرت قدماه يمشي في حاجتي.

4 -فأما الرابع فما يكافؤه عني إلا الله عز وجل قيل: ومن هو: قال: رجل نزل به أمر فبات ليلته يفكر فيمن يقصده ثم رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي.

إن في السؤال عن الأخوة وقضاء حاجاتهم سعادة لا يعرفها إلا من جربها، فافعل الخير مهما استصغرته.

إذا أردت أن تعرف الأخ حق المعرفة فانظر إلى الجانب العملي من حياته مع إخوانه وليس إلى مظهره وحديثه.

إن المجتمع الذي لا يعيش الإسلام عملياً في حياة أفراده يعيش بلا روح، وبلا حياة سعيدة ويموت في ضميره صوت الحق.

لا بد من نقل التوحيد من نظريات عقلية إلى سلوك عملي في الحياة.

إن المجتمع الذي ضعف في العبادات التعاملية والأخلاقية الإيمانية لا فائدة أن تحدثه عن تفاصيل الشريعة.

العبادات الشعائرية قاعدة، والبناء عليها عبادات تعاملية أخلاقية.

هذا هو الإسلام ولن نقطف ثماره إلا إذا جمعنا بين العبادتين الشعائرية والمعاملاتية والأخلاقية.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين