اليوم العالمي لنصفنا الآخر

يوم الثامن من آذار/مارس، هو (اليوم العالمي لنصفنا الآخر)، وهو أيضاً، بداية حقبة سوداء من تاريخ سوريا الحديث، بما عرف بثورة آذار 1963. وبالربط بين المناسبتين، وبجَرْدةٍ لستين عاماً، فإنه عن الأولى:

يمكن القول بأن المرأة السورية على مرّ تاريخها لم تواجه قهراً وقمعاً واستبداداً وذلّاً بالقدر الذي واجهته في فترة حكم الأسد الأب والابن لسوريا، سواءً كانت زوجة أو أختاً أو أماً أو قريبةً، فهي بين شهيدة أو مشرّدة لاجئة، أو معتقلة مغتصبة. وهذا يسجل من إنجازاتها التي تتحدث عن نفسها ولا فخر.

وأمّا عن الثانية، فما وصلت إليه سوريا اليوم من البؤس والتمزّق، ينبئنا بوضوح، عمّا مافعلته ثورة الرفاق في آذار بالسوريين بلداً وأرضاً وشعباً، وما أوصلتنا إليه. بلد محتلٌّ من عديد من القوات الأجنبية، وأرضٌ متوَزّعة بين قوات احتلال مختلفة، ومليشيات طائفية ومن دول شتى، وشعب بالملايين مشرّد ومهجّر خارج الوطن وفي داخله، مئات ألوف معتقلين ومفقودين، ومئات المليارات المنهوبة. وهو أيضاً، نتيجة تحقّقت بفضل سياسةٍ اعتمدت الاستبداد والقمع والاضطهاد والقتل، فأوصلتنا إلى مانحن فيه بلداً وشعباً من الرخاء والرفاهية، والعياذ بالله.

فتحيّة الود والتقدير لنصفنا الآخر في يومها العالمي، وللمرأة السورية (خص نص) الصامدة في وجه المافيا الأسدية وتوحشها، والماضية في معركتها مع كل السوريين حتى الخلاص والتحرير. واللعنةَ اللعنةَ، لحكمٍ لم يوفّر المرأة أياً كانت، من الاضطهاد والقتل والاستباحة.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين