جمود الخطاب الدعوي في وسائل التواصل الاجتماعي

من يتابع أكثر المشاركات الدعوية اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي يجدها تدور حول ستة أشياء، وهي:

الأول: خطاب دفاعي يتمحور حول رد الشبهات وتفنيدها...

الثاني: خطاب موسمي حول المناسبات الدينية، مثل المولد النبوي الشريف ونصف شعبان والإسراء والمعراج.

الثالث: خطاب تقليدي حول موضوعات تقليدية كفضل يوم الجمعة ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم وبر الوالدين...

الرابع: خطاب جدلي حول موضوعات جدلية مكررة حول بعض الشخصيات والفرق

الخامس: خطاب إصلاحي يبدأ من قاعدة الهرم إلى رأسه، وهو مشغول بالتربية والتزكية والآداب.. وهو خطاب ترقيعي يمثله قول إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى:

نرقع دنيانا بتمزيق ديننا=فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع

السادس: خطاب ثوري عنيف، يدعو لإصلاح الأمة بشكل عكسي، يعتقد إن الإصلاح يبدأ من رأس الهرم إلى القاعدة، وقد نجح في إشعال الحرائق دون إخمادها، وهدم الأوطان دون بنائها..

أما موضوع نهضة وطن وبناء أمة، وإقامة حضارة الإسلام، وعلاج مشكلات الشباب، وحل تحديات الواقع ومشكلات الفقر والبطالة والتخلف العلمي فلا تكاد تجد لها أثرا في وسائل التواصل الاجتماعي، ولا دراسة حكيمة يتداولها الناس ...

ندور في نفس الموضوعات والنقاشات التي دار فيها من قبلنا من ألف سنة... وننقسم إلى أشاعرة وصوفية وسلفية ومذاهب... حتى يخيل للمرء أنه يعيش في العصر العباسي ...دون أي نظرة لتحديات الواقع ومشكلات المستقبل

ومن نظنهم يفقهون قليلا غرقوا في قضايا المرإة وتحرير المرأة ومشكلات المرأة، حتى صرنا نحسبهم مندوبي منشورات نزار قباني في حارة الصالحين..

ومن أشعلوا النيران والأزمات يتخطفهم الموت سواء كانوا في الوطن أو الغربة.. غموض يلف مستقبل الأجيال التي تاهت بين جحيم الوطن وتحديات الغربة وضبابية الرؤى والحلول الارتجالية ...

استثمار في الأزمات والعواطف، بالأمس شاهدت داعية متفائل في الأزمة الأخيرة مع فرنسا، لأن صفحته على الفيس بوك ارتفع عدد متابعيها لملايين.. ويخاطب فرنسا كما لو أنه المعتصم بالله..

أين هو الخطاب الإسلامي الجديد الواعي لخطورة المرحلة وتحدياتها الحضارية

اللهم إليك المشتكى

اللهم إليك المنتهى

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين