وقفة للتأمل: ولو دخلوا جحر ضب

مثلنا ومثل المجتمعات المنحلة أخلاقيا.... كمثل الثعلب الذي دخل بستانا ليأكل من عنبه وثماره فضربه صاحب البستان فقطع ذيله فصار معروفا بين الثعالب يعيرونه ويستهزؤون به..... فمكر بهم وخدعهم ودعاهم إلى البستان ليأكلوا منه زاعما لهم أن البستان ليس له مالك....

وربط أذيالهم كلها بحبل واحد حتى لا يهرب منهم أحد عند مواجهة خطر مفاجئ....

ولما دخلوا البستان صاح بأعلى صوته ياصاحب البستان أكلت الثعالب ثمار بستانك....

فركض صاحب البستان وفي يده عصا غليظة.... فلما رآه الثعالب فروا مذعورين في كل اتجاه لا يلوون على شيء.... فتقطعت أذيالهم وصاروا كصاحبهم مقطوعي الذيول لا يستطيع أحد منهم أن يعيّر أحدا.....

العالم المنحل أخلاقيا يريد من المسلمين أن يحذوا حذوه وينحلوا ليكونوا مثله فلا يعيروه .

كل يوم موضة وزي جديد أقبح من سابقه..... كل يوم تقليعة أخلاقية هابطة جديدة..... ويركض كثير من شبابنا وبناتنا خلفهم لاهثين .

كل يوم قانون جديد يبعد الناس عن دينهم وقيمهم .

يريدوننا أن ندخل جحر الضب وراءهم......

العالم المنحل الماكر يريد أن يقود المجتع المسلم من أنفه إلى حتفه.... ليصبح تابعاً له ويتقبل تكل التبعية .

وينفذ أوامره وتعاليمه الأتباع من قادة الدول الإسلامية .

فيومٌ...... تغيّر فيه المناهج الدراسية لتلغى منها التربية الإسلامية كلياً أو جزئياً.....

ويومٌ...... تغلق فيه المساجد بحجة إيقاف انتشار الأمراض الوبائية السارية.... ولكن لا تغلق معها المراقص والمتاجر الكبرى وما هو مظنة ومئنة لانتقال العدوى 

ويومٌ..... تصدر فيه قوانين عجيبة وغريبة تتعارض مع شرع الله والقيم التي أنزلها.....

ويوم..... تؤجج فيه النعرات الطائفية والعرقية والقبلية.... لتزيد الأمة وهناً على وهن .

ترى هل ينجحون في ذلك ؟..... أترانا دخلنا جحر الضب أم الأمة عصيّة على التطويع والتطبيع ؟!....

"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ".

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين