خاطرة بين يدَي كتاب: (جياد المسلسلات)

عقد شيخنا اللوذعي وأستاذنا الألمعي الدكتور عبد الحكيم محمد الأنيس الحلبي البغدادي نزيل دبي - حفظه الله - مجلساً لقراءة كتاب (( جياد المسلسلات ، للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي ت :911هـ )) عصر يوم الجمعة :15 /صفر/ 1442هـ الموافق 2020/10/2م

ومما زان هذا المجلس مع بركة قراءة الأحاديث والآثار المسلسلات حضور وإجازة الشيخ المدقق ، والاستاذ المحقق للكتاب الذي عقد المجلس لقراءته ، وهو الشيخ مجد بن احمد بن سعيد بن مكّي - حفظه الله -

فجمع المجلسُ شيخَين ، حلبيَين ، حبيبَين ، محقّقَين ، مدقّقَين ، متفنّنَين وهذا من بركة الزمان مع تباعد المكان .

وقد خطر لي : أنّ الأحاديث المسلسلات تربط المشايخ والتلاميذ بوصف عظيم ، وحال كريم للنبي - عليه أفضل الصلاة والتسليم -

في الوقت الذي يتمنّى فيه آحاد الأمّة من بعد عهد الصحابة - رضي الله عنهم- لو عاين ذلك الحال ، أو سمع بأذنيه ذلك المقال من شخص النبي الأعظم والرسول الأكرم - صلّى الله عليه وسلّم- *(( مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ )) *

وقد خصّ الله الأمة بتناقل العلماء ، عن سيد الأصفياء ﷺ جوامع المقال ، وعظيم الحال ، ولَم تُحرم الأمة بركة السماع والمشاهدة من ورثة الأنبياء .

فكأنّ كل طالب وراغب يسمع قول النبي ﷺ ويشاهد حالته ﷺ وهذه خصيصة جميلة ، ومنّة جليلة أن يتمّثل السماع وحكاية الحال عن سيد الرجال ﷺ

ما أجمل أن نستشعر المصافحة ، ووضع اليد على اللحية ، والاتكاء ، وقول : إنّي أحبّك ..

هذه المسلسلات تضاف الى سجلّ الآثار والمقتنيات النبوية التي حافظت الأمة على تناقلها بالأسانيد كالملابس والسيوف وغيرها

وقد تمت المحافظة على هذه المسلسلات تأليفاً كما فعل الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي ( ت : 912هـ ) في كتابه الرائع الماتع : (( جياد المسلسلات ))

ونظماً كما في البيتين الجميلين للحافظِ ابن رُشيد السبتي( ت : 721هـ ) - رحمه الله - ، وقد قرأهما شيخنا عبد الحكيم محمد الأنيس - حفظه الله - مع تشطيره لهما عند الحديث المسلسل بالمشابكة في حواشي (( جياد المسلسلات )) وعنون له بعبير التشطير وهو نعم التسطير ، وفِي الحفظ يسير ، ويحمل من المعاني الكثير ، كما أنّه نافع للكبير والصغير

فقال :

(شابكتُهم مُتبرِّكاً بأكفِّهمْ)=مُسْتمطِراً لخواءِ روحيَ ديمَهْ

وشمِمتُها شمَّ الورودِ زكيةً=(إذ شابكوا كفّاً عليَّ كريمَهْ)

(ولربّما يكفي المُحبَّ تعلُّلاً)=لو شمَّ مِنْ صوبِ الحبيبِ نسيمَهْ

ولعله يسلو الهمومَ إذا بدتْ=(آثارُهُمْ ويَعدُّ ذاك غنيمَهْ)

وأجازني برواية الأصل وهو ما كان بين قوسين والتشطير

كل ذلك يزيد الايمان ، ويعزّز التعلّق ، ويعمّق المحبّة ، ويعين على الاتباع .

***

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين