ملخصُ كتابِ: (الطفلُ في القرآنِ الكريمِ)دراسةٌ موضوعيةٌ تربويةٌ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليمِ على سيدنا محمدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ، وعلى آلهِ وصحبهِ ومن تبعهمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ، وبعدُ: 

فإنَّ العالمَ اليومَ يشهدُ اهتماماً كبيراً بالطفلِ، حيثُ تُعقدُ لهُ المؤتمراتُ وتُقامُ حولهُ النَّدواتُ، وتتعالى صيحاتُ المربين مِنْ كلِ مكانٍ حولَ ضرورةِ رعايةِ الطفلِ وحمايتهِ، ولذلكَ فإنَّ هذا الكتابَ جاءَ لإبرازِ نظرةِ القرآنِ إلى طفولةِ الإنسانِ، وبيانِ ما تضمنتهُ الآياتُ القرآنيةُ والأحاديثُ النبويةُ حولَ رعايةِ الطفلِ وتربيتهِ التربيةَ الإيمانيةَ الصحيحةَ.

وإذا أردنا أن نُجْمِلَ الموضوعاتِ التي تَناولَها هذا الكتابُ فنقولُ:

جاءَ هذا الكتابُ في مقدمةٍ وتمهيدٍ وأربعةِ أقسامٍ وخاتمةٍ:

ففي التمهيدِ: تمَّ تعريفُ الطفلِ، ثم الحديثُ عنِ المسؤوليةِ عن تربيةِ الطفلِ، ومراحلِ خلقِ الطفلِ في القرآن الكريم، وبيانِ إعجازِ القرآنِ الكريمِ في الحديثِ عنْ خلقِ الإنسانِ، وربطِ ذلكَ بما اكتشفهُ الطبُّ حديثاً، وبيانِ سبْقِ القرآنِ الكريمِ إلى ذلكَ قبلَ أربعةَ عشرَ قرناً.

وفي القسم الأول: تَحدَّثَ الكتابُ عَنِ الرعايةِ الماديةِ للطفلِ في القرآنِ الكريمِ:

بدءاً مِنَ الحفاظِ على حياتِهِ: وذلكَ مِنْ خلالِ النَّهيِ عَنْ قتْلِ الأطفالِ ووأْدِ البناتِ، وتحريمِ الإجهاضِ، إلى رَضاعِهِ حيثُ تناولَ الحديثَ عَنْ رضاعِ الطفلِ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ أو استئجارِ مُرضعةٍ لَهُ، وفِطَامِهِ، ثمَّ عَرَّجَ الكتابُ للحديثِ عَنْ الطفلِ اليتيمِ مِنْ حيثُ كفالتِهِ والترغيبِ في رعايتِهِ وتربيتِهِ، وحفظِ مَالِهِ وعَدَمِ أكْلِهِ ظُلماً، وأحكامِ الزواجِ مِنْ اليتيمةِ.

وتناول هذا القسم أيضاً الكلامَ عَنِ الطفلِ اللقيطِ مِنْ حيثُ الرعايةِ والنفقةِ، وحُكمِ تبني اللقيطِ، ونَسبِ اللقيطِ.

ثمَّ تحدَّثَ الكتابُ عن ميراثِ الطفلِ، ونفقتِهِ والحفاظِ على صحتِهِ وحضَانَتِهِ، معَ بيانِ مَا يتصلُ بذلكَ مِنْ أحكامٍ فقهيةٍ.

وأمَّا القسمُ الثَّانِي: فتَمَّ تَخْصِيصُهُ للحديثِ عَنِ الجَوانبِ النَّفْسِيَّةِ عِنْدَ الطفلِ في القرآنِ

وذلكَ مِنْ خلالِ الحديثِ عن المساواةِ بينَ الأولادِ وعدمِ التشاؤمِ مِنْ البناتِ، وحكمِ التمييزِ بينَ الأولادِ في المعاملةِ والعطاءِ، وبناءِ شخصيةِ الطفلِ الاجتماعيةِ مِنْ خلالِ تعليمهِ جملةً مِنَ الآدابِ والتصرفاتِ، ثمَّ تطرقَ هَذا القسمُ للحديثِ عَنْ منهجِ القرآنِ الكريمِ في تأديبِ الطفلِ، وحمايتهِ مِنْ الانحرافِ، وتسميةِ الطفلِ ونَسَبِهِ، وحِمَايَتِهِ مِنَ الرعبِ والإرهابِ، وخُتِمَ هَذا القِسْمُ بِالحَدِيْثِ عَنِ الطفلِ المعُاقِ.

وفي القسمِ الثالثِ: تَحَدَّثَ الكتابُ عن التربيةِ الدينيةِ والفكريةِ للطفلِ في القرآنِ الكريمِ: 

بدءاً مِنْ تَربيتِهِ على العقيدةِ الإسلاميةِ الصحيحةِ، وغرسِ عقيدةِ التَّوحِيدِ عِنْدَ الطفلِ، إلى تربيتِهِ على أداءِ العباداتِ، وتَعليمِهِ العلمَ النافعَ، وتربيتِهِ على الآدابِ والأخلاقِ الإسلاميَّةِ، وخُتِمَ هَذا القسمُ بالحديثِ عن تربيةِ الطفلِ التربيةَ الصالحةَ والتحذيرِ مِنْ الافتتانِ بِهِ.

وأمَّا القِسْمُ الرابعُ: فتَمَّ عَقْدُهُ للموازنةِ بَينَ حُقوقِ الطفلِ في القرآنِ الكريمِ وحُقُوقِهِ في المواثيقِ الدَّوليةِ، يقولُ الشيخُ مجد مكيّ حفظه الله: "ومِنْ أَجودِ مَا قَـرَّرَهُ وَأكْثَرِهِ اِرتباطاً بالواقعِ الفصلُ الرابعُ الَّذِي عَقَدَهُ في الموازنةِ بَيْنَ حقوقِ الطفلِ في القرآنِ والمواثيقِ الدَّوليةِ وهو مِنْ أَهمِّ فُصُولِ هَذِهِ الرِّسَالَةِ القَيِّمَةِ". 

ومِنْ مَزَايَا هَذا الكتابِ:

• أنَّهُ كادَ يستوعبُ أحسنَ ما كُتِبَ حولَ الطفلِ والطفولةِ، ومَا يَتصلُ بالأحكامِ الفِقهيَّةِ والجوانبِ التَربويَّةِ، معَ حُسْنِ التَّبويبِ، ودِقَةِ اختيارِ العَنَاويْنِ.

• رَبْطُ الآياتِ القرآنيةِ بـِمُشكلاتِ العصرِ وواقعِ النَّاسِ، وهَذا ما نَجِدُهُ في كثيرٍ مِنْ فُصُولِ هَذا الكتابِ حيثُ لم يَقتصرْ على الجانبِ التَّنظيريِّ، بَلْ رَبَطَ الآياتِ القرآنيةِ بِالواقعِ وحياةِ النَّاسِ.

• التَّوَسُعُ في الجَانِبِ الفِقْهِيِّ وشرحُ الأَحْكَامِ القرآنيةِ التي تتعلقُ بالطفلِ مِنْ خِلالِ الرُّجُوعِ لكُتُبِ التَّفْسِيرِ وآياتِ الأحكامِ. 

• ومِنْ مَزَايَا هَذا الكتابِ: سلامةُ اللغةِ والأُسلوبِ، فالكتابُ جاءَ بأُسلوبٍ مُبَسَّطٍ خالٍ مِنْ التَّعْقِيْدِ بحيثُ يستفيدُ مِنْهُ العَامِيُّ والمثقفُ على حدٍّ سَواءٍ.

• يُعدُّ هَذا الكتابُ مَرجِعَاً لكلِّ طالبِ علمٍ، ولكلِّ أبٍ أو أمٍ أو مربٍ يُريدُ تربيةَ طِفْلهِ التربيةَ الصحيحةَ، فهَذا الكتابُ يُقَدِّمُ نَظْرِيَةَ القرآنِ والسُّنةِ في التَربِيَةِ.

• ومِنْ مزَايَاهُ: أنَّهُ أفاضَ في الحديثِ عَنِ الحُرياتِ والحقوقِ التي ضَمِنَهَا القرآنُ الكريمُ للطفلِ، والتي تَعجزُ عَنْهَا دَساتيرُ العَالمِ بَأَسْرِهِ، سواءٌ مِنْهَا الدِّينيةِ والدُّنيويةِ كحَقِهِ في الحياةِ والميراثِ قَبْلَ أنْ يُولَدَ، وكذلكَ حُريةُ الدِّينِ والـمُعْتَقِدِ وحُريةُ الرأيِّ والفِكْرِ وغَيْرِهَا.

• وأخيراً: هَذا الكتابُ يَسُدُّ ثَغْرَةً في المكتبةِ القرآنيةِ في موضوعِ تربيةِ الأطفالِ، وفي ذلكَ يقولُ الشيخُ مجد مكيّ حفظهُ اللهُ: "ولا زَالتِ المكتبةُ القرآنيةُ تَفتَقِدُ إلى الكَثيرِ مِنْ الدِّرَاسَاتِ العِلْمِيَّةِ الأَصِيْلَةِ في هَذا الجَانِبِ العِلْمِيِّ الـمُهِمِّ". 

والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين