سيف الوباء وسيف العلماء

عشرات من السنوات والدعاة والعلماء ينادون بلسان عربي مبين وفصيح

يا مسلمون والله زودتوها كثير

أعراسكم لازم بل فرض أن يكون فيها بضع مئات من المدعوين والمدعوات

وعشرات الآلاف إن لم تكن مئاتها تهدر وترمى ليلة العرس في النفايات والقمامات

يا مسلمون زودتوها في أتراحكم فالتعزية أصبحت حفلة طعام وشراب وإبراز وجود اجتماعي يعتني بالمظاهر

يا مسلمون زودتوها نرجوكم ونرجوكم حتى وصل الأمر بنا إلى أن نقول لهم: نرجوكم على الأقل خففوا ذلك الصخب في ما يقال له مولد العرس ورقصه.

صمَّت آذاننا وتصدعت رؤوسنا يا إخوة نرجوكم شيء من العقل والحكمة نرضى منكم بـ (خير الامور اوساطها ) ولكن لا مجيب

شاركناكم في كل مناسباتكم على مضض حتى لا نبتعد عنكم وأبدينا ملاحظاتنا الشرعيّة عليها ولكن لا مجيب 

يا اخوة والله زودتوها

وبينما نحن في هذه الحال ولا من يسمع منا الكلام الفصيح الصريح (قال الله، وقال رسوله) وكدنا أن نقاطع المجتمع بكل مناسباته لما للشرع عليها من ملاحظات ويا ليتنا قاطعناها.

أقول: بينما نحن وأنتم على هذه الحال

إذا بقادم من بعيد يزمجر وينفخ ويرغي ويزبد لا يرى سواده ولا يفهم كلامه ملأ الأرض رعبا وذعرا يخبط خبط عشواء لا يقصد امة بعينها ولا دينا خاصا عم الجميع يقول ( كأن هذا الإنسان لا يفهم إلا بسيف التخويف والإرهاب ( يعني أن الناس لم تعد تفهم لا بـ (يا عيني) ولا بـ (ياروحي ) فقطع الناس أسفارهم ونزهاتهم، بل دراستهم وجامعاتهم ورجعوا إلى مدنهم مذعورين. 

فلم يكتف منهم هذا المهاجم بذلك، بل أدخلهم بيوتهم ويا ليت أنه قال لهم : من دخل داره فهو آمن. من دخل مكة فهو آمن. من دخل الكنيسة أو المسجد فهو آمن. أو من دخل دار الملوك فهو آمن. بل يا ويل من يظهر رأسه ويخرج من بيته.

أشهر عدة تقطعت بالناس السبل وبارت البضائع وعمت الخسائر كل هذا لا حرب ولا نار ولا براميل متفجرة ولا نووي ولا غارات ولا دماء ولا أشلاء كل ما هنالك آجال انقضت وأعمار انتهت وأقدار مرت. 

جاء الوباء فقال الناس له: سمعنا وأطعنا، لكنهم لم يقولوها للعلماء طوْعا واختيارا

سمعًا وطاعة ها نحن قد ألغينا الأعراس وصخبها.

ألغينا التعازي وبدعها. ألغينا حتى زيارة المرضى

حتى المشاركة بتشييع الجنائز ألغينا الذي ما كنا نتزحزح عنه قيد أنملة من شكليات وأعراف والتي أصبحت دستورا يحرم المساس به.

ما أقواك يا ابن آدم بل الحقيقة حقيقة ما أضعفك عدوك هو الأضعف الأضعف والأقل والأذل ومع ذلك كنت أنت الضحية وغول كورونا سيد الموقف

وحتى الآن والمعركة مستمرة تحتاج منا أقصى درجات اليقظة والحذر والأخذ بكل الأسباب الدينية والطبية والاجتماعية التي تحد من حجم تلك الخسائر والتعاون الأعلى في سبيل تقليلها والاستمرار بالحياة وفق ضوابط ومعايير الشريعة والقيم المثلى

فاللهم لطفك، اللهم عونك، اللهم لا يرفع البلاء إلا أنت ولا يصرف السوء إلا أنت

وختاما: 

لقد كان درسا قاسيا جدا جدا وأقسى ما في هذا الدرس برأيي : أن الأمم رفضت وخلال فترة طويلة من صيحات المصلحين رفضت أن تعدل المسار حتى ظهر لهم الغول الذي لا يرى وساقهم الى حجرهم وبيوتهم ينتظرون رحمة الله ورأفته

( ففروا إلى الله ) ( وأن إلى ربك المنتهى )

اكتب كل هذا وأنا على علم بأن الوباء لم يكن للمسلمين فقط لكن المسلم الفطن يأخذ بقاعدة ( فاعتبروا يا أولي الأبصار )

اللهم افتح للمسلمين ما أغلقه هذا الوباء من أبواب الخير اللهم ارحم مؤمنا قضى في هذا الوباء وارزقه نزل الشهداء وعيش السعداء واشف مريضا يسألك الشفاء

اللهم اجمع شمل أسر مسلمة تشتت.

اللهم أعد المياه الصافية الى مجاريها يا سميع الدعاء.

اللهم وسع على عبادك المقلين والمعسرين من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أجمعين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين