شوطان اثنان

مباريات كرة القدم في العالم كله تعتمد شوطين لكل مبارة ...ويكون مجموع الأهداف في الشوطين ، هو الحاسم في تعيين الفائز ..وكثير من المباريات تتبدل نتيجتها رأساً على عقب في الدقائق الأخيرة ، ويصبح الرابح خاسرا والخاسر رابحا ، وتنطبق عليهم القاعدة : من يربح أخيرا يضحك كثيرا .

ماذا لو علم هذا الذي سجل هدفا او اثنين في الشوط الأول وركض مهللا بهدفه ، وزملاؤه يقبلونه ، والجمهور يشجعه ، أن خصومه سيسجلون ثلاثة أهداف في الشوط الثاني ؟؟!!

لو كان ذلك لم يكن لفرحه معنى ولا لهياصه مبنى ...

والمسلم يعتقد ان الحياة من شوطين : شوط أول قصير هو الدنيا ، وشوط طويل طويل طويل ، وهو الآخرة ، ولأن طوله لا ينتهي وصفه الله بأنه الحياة الحقيقية ( وإن الدار الاخرة لهي الحيوان )..

كل العصاة في الشوط القصير ...

كل من يفرح باستبداده وظلمه وزناه ورباه وخمره وسكره ....

كل من يفرح بنومه عن الصلاة وتركها .. وأكله في رمضان وعدم صومه ..وكنزه للمال وعدم إخراج زكاته ....

كل من تفرح بجمالها وزينتها وتظهرها لمن يحل ومن لا يحل .....

كل هؤلاء انما يسجلون أهدافا قليلة في شوط قصير ...

وليعلموا يقيناً أن هناك شوطاً ثانياً طويلا يجازون فيه على أعمالهم ، وأن الله بمعاقبته لهم إنما يخسرون المباراة ، وتكون أفراحهم في الدنيا كذلك اللاعب الذي سجل هدفا في أول المباراة ، وصار يركض فرحا ، ثم أكل مرماه عشرة أهداف بعد ذلك ...

العبرة بالخواتيم ....

والفوز الحقيقي هو في الآخرة فلو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها كأس ماء ..

عندما تصدر النتائج في الآخرة لا يبقى لأي فرح دنيوي معنى ولا لأي تعب دنيوي أثر ..

فالفرح في الآخرة هو الفوز المبين وهو الفوز الكبير وهو الفوز العظيم..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين