واجبات منسية: الإخبار بالحب

وحدة المجتمع إنما هي وحدة شعائر ومشاعر ....أما الشعائر فقد كفانا الله تفصيلها وذلك بعبادة رب واحد واتباع نبي واحد والتعبد بكتاب واحد والتوجه لقبلة واحدة وصيام شهر واحد وحج بيت واحد و.....الخ

بقيت المشاعر ...بأن يشعر المسلم تجاه أخيه بالرحمة والمحبة والشفقة وحب الخير له ودفع الشر عنه وإيثاره على نفسه و......الخ

المجتمع الذي يشعر أفراده بأن الإسلام جمعهم فصار كلهم للواحد... وأن الإيثار طهّرهم فصار الواحد للكل... هو مجتمع لا يمكن أن يُهزم.. حتى وصف أحد الصحابة عناصر جيش القادسية بأنه لا يوجد فيهم واحد يريد الدنيا....

وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم الى واجب يغفل عنه الكثير وهو أنه إذا شعر مسلم بمحبته لمسلم آخر فإن عليه أن يخبره بذلك ...

ففي الحديث

( إذا أحبّ الرجل أخاه فليعلمه أنه يحبه ..فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة ) ...بل في رواية أخرى (فليأت إلى منزله وليخبره... ) ..

كثيرون هم الذين يتخذون مواقف سلبية من أشخاص نتيجة خطأ غير مقصود أو نميمة كاذبة فيظن أنه يكرهه وهو في الحقيقة يحبه فتنمو العداوات وتختفي الصداقات ....

بينما على العكس هناك من يود إنسانا لظنه أن الآخر يوده ويحبه ...

ما أجمل ان يقابلك رجل فيقول إني أحبك في الله ..أو أن تستقبل هاتفا او رسالة واتسية يقول صاحبها أحبك لله ....تزول عندها الأكدار وتمّحي الأقذار ويتوحد الإخفاء والإظهار ..

افعلوها ولن تندموا ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين